دعاء الهم وضيق النفس
الدعاء عبادةٌ شريفة، وعظيمة، وليس باستطاعة الإنسان الاستغناءُ عنها مهما كان حاله، والله عزّ وجلّ أمرنا بهذه العبادة، حيث قال في كتابه العزيز:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،[١] فالدعاء حبلٌ يصل العبدَ بالمولى جلّ وعلا، كما أنّه دليل على الافتقار للقويّ العزيز، وإكثار الإنسان منه دليل على حسن ظنه بخالقه، وثقته به سبحانه.[٢]وهناك أدعية خاصّة بكل من لديه همّ أو كرب، ومن هذه الأدعية:[٣]- (اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي، ونورَ صدرِي، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي وغمِّي).[٤]فقد قال النبي الكريم إنّه من دعا بهذا الدعاء فرّج الله همّه، وأزال حُزنه، وأفرحه.
- (اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ ، والعجزِ والكسلِ ، والبخلِ والجبْنِ ، وضَلَعِ الديْنِ ، وغلَبةِ الرجالِ).[٥]وكثيراً ما كان يتردّد هذه الدعاء على لسان النبي عليه الصلاة والسلام.
- (لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السمواتِ والأرضِ، وربُ العرشِ العظيمِ).[٦]
- (اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ).[٧]
- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
- قال صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ ، أو بلاءٌ ، مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه ؟ دُعاءُ ذي النونِ : لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[٨][٩]
- عن أسماءَ بنتِ عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا).[١٠][٩]
آداب الدعاء
ثمّة آداب عديدة للدعاء ومنها:[١١]- الوضوء، والتّوجّه نحو َالقبلة، ورفعُ اليدين نحو السماء عند الدعاء، ففي هذا خشوعٌ، وتوجّهٌ لله سبحانه وتعالى بصدق، وإخلاص.
- بدء الدعاء بالحمد، والثناء على المولى جلّ وعلا، والصلاة على رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
- دعاء الله عزّ وجلّ بصوت منخفض، وبتضرّع، وذلّة له سبحانه دون أيّ تكلّف.
- إلحاح العبد على الله عزّ وجلّ في دعائه.
- معرفة العبد بذنوبه، واعترافه بها، وعدم إنكارها، لتحقيق الكمال في العبودية لله سبحانه وتعالى.
- عدم دعاء العبد على نفسه، أو أهل بيته، أوماله، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تدْعوا على أنفُسِكم، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا توافِقوا من اللهِ ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ، فيستجيبُ لكم).[١٢]
- اغتنام الأوقات التي يكون الدعاء فيها مُستجاباً، كالثلث الأخير من الليل، وعند الآذان، وعند السجود، وبعد كل صلاة، وعند نزول الغيث، وغيرها من الأوقات المُستحبّ فيها الدعاء.
مزايا الدعاء
يتميّز الدعاء بمزايا عديدة خاصّة به دون غيره من العبادات وهي:[١٣]- إظهار العزّة لله عزّ وجلّ، وبالمقابل إظهار افتقار، وتذلّل العبد، وحاجته.
- تميّزه عن غيره من العبادات كالصلاة والصيام وغيرها بحضور القلب، والخشوع، والتضرّع للخالق جلّ وعلا، أمّا في العبادات السابقة، فتكون الغفلةُ غالبةً على العبد فيها.
- السّهولة، وعدم الارتباط بأيّ بمكان، أو وقت مُحدّد يدعو بهما العبد، ولا بأيّ حال كان عليه الأخير.
- وقوع آثار ونتائج الدعاء الطيبة ليس للأحياء فقط، بل لمن هو تحت التراب أيضاً، إذ ينتفع بدعاء من هم على قيد الحياة، سواءً كان دعاءً من ابنه، أو والده، أو غيرهم، وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا ماتَ الإنسانُ انقَطعَ عنه عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: صَدقةٌ جاريةٌ. وعِلمٌ يُنتَفعُ بِهِ، وولدٌ صالحٌ يدعو لَهُ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق