-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

شعر عن الوطن


شعر عن الوطن

الوطن

يُطلَق الوطن في معاجم اللغة على المكان الذي يقيم به الإنسان، وفعله وَطَنَ، وقد تُقرأ كلمة الوطن بتسكين الطاء كما ورد عن بعض شعراء العرب، فهو منزل الإنسان ومحلّ إقامته، بل إنّ لفظة الوطن هي محلّ إقامة كلّ الكائنات وليس فقط الإنسان، ولكنّ التّسميات تختلف بين فصيلة وأخرى، فالأماكن التي تشكّل وطنًا للأغنام والأبقار -مثلًا- تُسمّى المرابض،[١] والوطن عند الإنسان هو المكان الذي يرتبط به الإنسان بارتباط تاريخيٍّ طويل يشكّل هويّة قوميّة لقوم ما، وكذلك ثمّة فرق بين الوطن الأصلي وهو الذي تنتمي إليه جذور الإنسان، ووطن الإقامة الذي يستقرّ به الإنسان مؤقّتًا ريثما يعود إلى بلاده، وسيقف المقال هذا مع شعر عن الوطن.[٢]

شعر عن الوطن

إنّ محبّة الوطن نبع من غريزة في داخل الإنسان ولا علاقة للمؤثّرات الخارجيّة بها، فقد يحبّ الإنسان مكانًا غير وطنه، وقد يتوق إلى ترابه، وقد لا يتعلّق قلب المرء إلّا بداره الأولى حيث ولد وقضى أيام الطفولة فيها، وكلّ ذلك أمر فطريٌّ في الإنسان تدعمه وتتدخّل فيه العوامل الخارجيّة، وذهب عدد من علماء المسلمين أنّ المسلم يجب عليه أن يولي المحبة الكبرى لمكة المكرمة ثم المدينة المنورة ثم بيت المقدس، فهذه المدن الثلاث محبّتها من تمام إيمان المرء، وينبغي أن تفوق محبة تلك الديار في قلب المسلم محبته لمسقط رأسه؛ إذ تلك البقاع هي أحب البقاع إلى الله تعالى، وكذلك لم يفرّق بعض علماء الإسلام بين أيّ بقعة من بقاع الإسلام من حيث المحبة، فكلّها بقاع إسلامية تجب محبتها والدفاع عنها حين الحاجة، وثمّة أمر ينبغي الانتباه إليه وهو أنّ الموطن الحقيقي للمرء المسلم هو الدار الآخرة وهي الجنة بإذن الله، تلك التي ينبغي للمؤمن أن يحبّها ويسعى للوصول إليها وألّا يصل إلى غيرها،[٣] وفيما يأتي شعر عن الوطن نظمه شعراء بمشاعرهم الصادقة، ومنها:
  • قصيدة موطني للشاعر إبراهيم طوقان:[٤]
مَوطني الجلالُ والجمالُ
والسَّنـاءُ والبهـاءُ في رُبـاك
والحيــــــاةُ والنّجـــــــاةُ
والهـناءُ والرّجاءُ في هـواك
هل أراك
سالمًا مُنعّـمًا وغانمًا مُكرّمًا
هل أراك فـي عُلاك
تبلغُ السّماك
مَوطني
الشبابُ لن يكلَّ همُّهُ أن تستقـلَّ أو يبيد
نستقي من الرّدى ولن نكون للعـدى كالعبيد
لا نُريد
ذُلّنا المؤبّدا وعيشنا المُنكّدا
لا نُريد بل نُعيد
مجدنا التّليد
مَوطني
موطني الحسامُ واليراعُ
لا الكلامُ والنزاعُ رمزنا
مجدُنا وعهدُنا
وواجبٌ إلى الوفا يهزُّنا
عِزُّنا
كغايةٌ تُشرف
ورايةٌ تُرفرفُ
يا هَنَاك
في عُلاك
قاهرًا عِداك
مَوطني
  • قصيدة بلادي للأديب مصطفى صادق الرافعي:[٥]
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيمِ
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلَها
يكُن حيوانًا فوقه كل أعجمي
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنمِ
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداءٌ وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنّها للناس كالشمس لم تزلْ
تضيءُ لهم طرًّا وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها
تُجِبْهُ فنون الحادثات بأظلمِ
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ ديارَه
أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدمِ
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها
فمن جَهِلَ الأيامَ فليتعلمِ
وما يرفعُ الأوطانَ إلّا رجالُها
وهل يترقّى الناسُ إلّا بسُلمِ
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ
على قومهِ يستغنَ عنه ويذممِ
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ
إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
هذي دمشق.. وهذي الكأس والرّاحُ
إني أحب.. وبعـض الحـب ذباحُ
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي
لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاحُ
ولو فتحـتم شراييني بمديتكـم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقو
وما لقلـبي -إذا أحببـت- جـراحُ
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني
وللمـآذن.. كالأشجار.. أرواحُ
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا
وقطة البيت تغفو حيث ترتـاحُ
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنا
فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواحُ
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ
ووجه "فائزةٍ" حلوٌ ولمّـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي.. هنا لغـتي
فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاوره
حتى أغازلها.. والشعـر مفتـاحُ
أتيت يا شجر الصفصاف معتذر
فهل تسامح هيفاءٌ.. ووضـاحُ؟
خمسون عامًا.. وأجزائي مبعثرةٌ
فوق المحيط.. وما في الأفق مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي
حتى يفتـح نوارٌ.. وقـداحُ
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟
أليس في كتب التاريخ أفراحُ؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟
إذا تولاه نصـابٌ.. ومـداحُ؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟
وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعر يبقى حين يرتاحُ؟

  • قصيدة واطول شوقي لمحمود سامي البارودي:[٧]
وَاطُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ
وَإِنْ عَرَتْنِي بِحُبِّكَ الْمِحَنُ
أَنْتَ الْمُنَى وَالْحَدِيثُ إِنْ أَقْبَلَ
الصُبْحُ، وَهَمِّي إِنْ رَنَّقَ الْوَسَنُ
فَكَيْفَ أَنْسَاكَ بِالْمَغِيبِ وَلِي
فِيكَ فُؤَادٌ بِالْحُبِّ مُرْتَهَنُ؟
لَسْتُ أُبَالِي وَقَدْ سَلِمْتَ عَلَى
الدَهْرِ إِذَا مَا أَصَابَنِي الْحَزَنُ
ليتَ بريدَ الحمامِ يخبرني
عنْ أهلِ ودّي؛ فلي بهمْ شجنُ
أَهُمْ عَلَى الْوُدِّ، أَمْ أَطَافَ بِهِمْ
واشٍ أراهمُ خلافَ ما يقنوا؟
فإنْ نسوني فذكرني لهمُ
وَكَيْفَ يَنْسَى حَيَاتَهُ الْبَدَنُ؟
بَيْنَ أُنَاسٍ إِذَا وَزَنْتَهُمُ
بِالذَّرِّ عِنْدَ الْبَلاَءِ مَا وَزَنُوا
لا في موداتهمْ إذا صدقوا
ربحٌ، وَلاَ في فراقهمْ غبنُ
منْ كلَّ فظًّ يلوكُ في فمهِ
مضغةَ سوءٍ مزاجها عفنُ

أقوال عن الوطن

بعد الوقوف مع شعر عن الوطن يتوقف هذا المقال في رحلته الأخيرة مع أقوال عن الوطن قالها أناس بقلوب صادقة هم من الكُتّاب والوطنيين والسياسيين والقادة وغيرهم، فالوطن هو الكلمة الأكثر دورانًا في الأدب القومي والوطني عند معظم الكتاب، ومن تلك الأقوال:[٨]
  • "أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله"؛ غسان كنفاني.
  • "سأظلّ أناضل لاسترجاع الوطن؛ لأنّه حقّي وماضيّ ومستقبلي الوحيد لأنّ لي فيه شجرة وغيمة وظلّ وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع"؛ غسان كنفاني.
  • "نموت كي يحيا الوطن، يحيى لمن؟! من بعدِنَا يبقى التراب والعفن.. نحن الوطن"؛ أحمد مطر.
  • "عندما يستباح الوطن.. يستباح كل شيء، وتصبح الدنيا سوق كبيرة للنخاسة فيه الإنسان أرخص من تراب الأرض"؛ سامية أحمد.
  • "من أين لي أن أقترب من الوطن وهو يملك وجوهًا عديدة.. كلما اقتربتُ من أحدها أشاح بنظره بعيدًا"؛ سعود السنعوسي.
  • "لم أكن أعرف أنّ للذاكرة عطرًا أيضًا.. هو عطر الوطن"؛ أحلام مستغانمي.
  • "الوطن ليس جغرافيا.. إنّه قيمة.. الحبّ والكرامة والفداء والإباء والعدل.. الوطن إيمان المخلص وتضحية العاشق.. الوطن ثبات على المبدأ في ضجّة البائعين، وتشبّث بالحريّة في سوق النخّاسين.. الوطن أنت وأنا وأولئك الذين يجمعهم الضمير النقيّ، والغاية الشّريفة"؛ أيمن العتوم.
  • "وما هو الوطن غير أمك وأمي وأخواتنا وبيوتنا وهدأة بالنا"؛ عز الدين شكري قشير.
  • "لا يسكن المرء بلادًا، بل يسكن لغةً.. ذلك هو الوطن ولا شيء غيره"؛ إيميل سيوران.
  • "سجن الوطن ولا حرية المنفى"؛ محمد شكري.
  • "إن الوطن هو مجموعة عواطف من يسكنونه، ومجموعة أفكارهم، ومجموعة خياراتهم ومجموعة حرياتهم.. وحين يقفُ الوطنُ ضدّ مشاعر مواطنيه، وضد عواطفهم وأفكارهم، وضد شؤونهم الصغيرة؛ فإنّه يتحوّل حينئذٍ إلى قاووش كبير للسجناء"؛ نزار قباني.

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق