-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

أجمل ما قيل عن الفراق


أجمل ما قيل عن الفراق

الفراق

قبل الحديث عن أجمل ما قيل عن الفراق، لا بُدّ من ذكر الفراق مَفهومًا، فإنّ الفراق هو جُملة ما يمر به الإنسان من أحداث، وهو حقيقة لا تتغير، إذ إنّ دوام الحال من المحال، وما على المفارَق إلا أن الصبر والمجالدة، فمهما بكى المفارَق وانتحب، لن يرجعَ حبيبًا، ولن يقرّب بعيدًا، ومن جملة وصايا الفراق، وصية الإمام الصوفي عبد القادر الجيلاني: "يا بنيَّ، إنَّ المصيبة ما جاءت لتُهلكك، وإنما جاءت لتَمتحن صبرك وإيمانك، يا بُنيَّ القدَر سبع، والسبع لا يأكل الميتة"، ولا يكاد يعرف عن شاعر قديمًا كان أو حديثًا إلا وصوّر حالة المفارَق، وتاليًا يذكر أجمل ما قيل عن الفراق.[١]

أجمل ما قيل عن الفراق نثرًا

بعد الحديث عن الفراق، يتم الآن إفراد الحديث عن أجمل ما قيل عن الفراق نثرًا، فكما أن الشعراء قد أعطوا لشعر الفراق حصة لم يعطوا لسواه مثلها، فقد كان حال الأدب مشابهًا لحال الشعر، وتاليًا يذكر أجمل ما قيل عن الفراق نثرًا:[٢]
  • ونِصفٌ مازالَ يَضُخ الدِماءَ .. فِي غِيابِكَ أنا بَينَ بَينْ! لستُ أحْيَا وَلا أمُوتْ.
  • برغمِ الأقدار , برغمِ كل الفيافي والمسافاتِ التِي تفصِلُ بيننا ستظلُ فيّ ثابِتاً باقياً، وأقربُ من نفسي إليّ، وأصِرُ أن نبقى معاً رغمَ الفُراقْ! لن ينتهِي ما بيننا كلَ الذِي قد صار صار، لكننا لم ننتهِ، يظلُ حبي في دمِك ويَظلُ حبكَ في دمِي! رغم البُعاد.
  • قال: هل للحب معنى، غير لثم وعناق، وصبابات ونجوى.. واشتياق وفراق!وانطواء ذاب فيه بين سوق ومساق، قلت: هذا الحب تجريدا وما زاد نفاق!
  • بكيتك حتى بكاني الدمع، وصار الفراق يخجل ملاقاتي بعدد عبراتي، ناشدتك ألا ترحل بعد ما تركت القلب يأمل قربك الأبدي، بأي وجه ستلتقي قلبك في عثرة حنين؟
  • وإن رأيت أنه لا بد من فراق، فتمهل .. تمهل، لأنه لاذع أليم، هوِّنه علةى قلبكَ ببطءِ الخطوِ، وأكِّدْهُ في عقلك بتثاقل القدمِ عند كل خَطْوٍ، ثُم جرِّب وحشة الطريق مع كل خُطوةٍ! وتقَبِّل وحْشَةَ الطريق بعد كل خُطوةٍ، فإن لم تستَطِعْ فعُد من حيث ابتدأت الخَطْوَ، وتحمَّل أرقََ الوصالِ وتحمَّل عُسْرَ الوصال، فبعضُ الفِراق إن اقترفته، لا تكونُ منه نجاة!
  • جالسان معًا، في مكانٍ واحدٍ، لكن معناه لي، غير معناه لكم .. جالسان معًا في مكانٍ واحدٍ، في لغةٍ لنا واحدةٍ، لكن معانيها لدي، ليست كمعانيها لديكم، جالسان معًا، في مكانٍ واحدٍ، في لغةٍ واحدةٍ، وصمتٍ واحدٍ، لكن وادٍ به غير واديكم، جالسان معًا، في مكان واحدٍ، في لغة لنا واحدةٍ، وصمتٍ واحدٍ، وبقاءٍ واحدٍ، لكن ما يحمله مني ومنكم، دائماً مختلف، لا شيء .. لنفترق.

أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا

بعد ذكر أجمل ما قيل عن الفراق نثرًا، يتم الآن إفراد الكلام عن أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا، إذ غلبت صبغة الحزن بعد الفراق على أغلب الأشعار، حتى أنه كان مما عهد عن الشعر في العصر الجاهلي ابتداء القصيدة بالوقوف على الأطلال، وهي ما بقي من آثار سكنى المحبوبة بعد رحيلها، وتاليًا يذكر أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا:[٣]
كُفِّي الدموع وإن كان الفِراقُ غَدَا
فرِحْلتي لتعيشي عيشةً رَغَدَا
قالت أَتَرحلُ والمَشْتاةُ قد حَضَرتْ
فقلتُ مِثْليَ في أمثالها انْجَرَدَا
بُنيَّ قد قعد الدهر الخؤون بنا
وليس مثليَ في أمثاله قَعَدا
قالت أَتَنْتَجِع العباس قلتُ لها
بل الطليقَ مُحيَّاً والجَوادَ يدا
ذاك اسمُه وله معنىً يخالِفُه
إلا إذا هو سيمَ الضَّيم والضَّمَدا
هناك سَمِّيهِ عباساً إذا حَميتْ
منه الحُميَّا وكنِّيهِ إذا رفدا
ما زال لِلْفضلِ بَذَّالا كَكُنيتِهِ
لا يَرحمُ المال حتى يَبلغَ النَّقَدَا
وبالمُعادين صَوَّالا يغادرهمْ
صَرْعى وإن هو لاقَى جَمْعَهم وَحَدا
مما تراه لعافيهِ وشانئهِ
يروحُ غَيْثاً ويغدو تارة أسدا
كم من أناسٍ رَجَوا مَسْعَاته ركضوا
ثم انثنوا قد وَنَوا واستَبْعدوا الأمدا
قالت أليس الفتى القاشيّ قلتُ لها
بل الفتى الواضحُ المحمودُ منتقَدا
قالت صَدَقتَ ولكن هذه سمةٌ
مثل المَعاذةِ تَثْنِي عينَ من حسدا
معاذةُ اللّه ألقاها على رجلٍ
حفظاً له ودفاعاً عنه مُعْتَمدا
واللَّه حلّاه إياها ليحْمِيَهُ
عيناً تصيب وكفّاً تعقد العُقدا
يا من غدا مالُه في الناس مُشتَركاً
ومن توحَّد بالمعروفِ وانفردا
ومن تحلّى من الآداب أحسنها
فما يرى أحدٌ في ظَرفِهِ أحدا
أشكو إليك خطوباً قد بَعِلْتُ بها
لم تَتَّركْ سَبَداً عندي ولا لَبَدا
بيني وبينَك أسبابٌ أَمُتُّ بها
لو رُمت إحصاءها لم أحْصها عددا
وأنت أذْكَرْتنيها حين أذهلني
دهرٌ أكابدُ منه صاحباً نَكِدا
وقد وَعْدت بفكي من شدائده
وعداً فأنْجَزَ حرُّ القوم ما وعدا
إن لا يكن بيننا قُرْبى فآصِرةٌ
للدين يقطع فيها الوالدُ الولدا
مقالةُ العدل والتوحيد تجمعنا
دون المُضاهين من ثَنَّى ومن جحدا
وبين مُستطرِفَيْ غيٍّ مرافقةٌ
ترعى فكيف اللذان استطرفا رشدا
كن عند أخلاقك الزهر التي جُعلت
عليك موقوفةً مقصورةً أبدا
ما عذرُ مُعتزليٍّ مُوسِرٍ مَنَعتْ
كفَّاهُ مُعتزليَّاً مُقتراً صَفدا
أيزعمُ القَدرَ المحتومَ ثبّطه
إن قال ذاك فقد حَلّ الذي عقدا
أم ليس مستأهِلاً جدواه صاحِبُهُ
أنَّى وما حاد عن قصدٍ ولا عَنَدا
أم ليس يُمْكِنُه ما يرتضيه له
يكفي أخاً من أخٍ ميسورُ ما وَجدا
لا عُذرَ فيما يُريني الرأيَ أعلمُهُ
للمرء مثلك أن لا يأتِيَ السدَدَا
قد كنتُ مضطلعاً بالصيْف محتمِلاً
تلك السَّمومَ وطوْراً ذلك الومدا
ولا وربِّك مالي بالشتاء يدٌ
وقد أتاني يسوق الصِّرَّ والجَمدا
وخلْفَ ظهريَ من لا يرتجي أحداً
سواك للدهر إلا الواحدَ الصمدا
جاء الشتاء ولم يُعْدِدْ أخوك له
يا ابن الأكارم إلا الشمس والرِعَدا
أستغفر اللّه من حُوبٍ نطقتُ به
بل أنت لي عُدّةٌ تكفيني العُددا
فاعطف علينا وألبسْنا معاً كنَفاً
من ريشك الوَحْف تنفي البؤس والصَّردا
إني أنا المرءُ إن نفَّلتَه نَفَلاً
فلست تعدم منه الشكرَ ما خلدا
وإن أثرتَ إلى تقليده عملاً
يُعْيي الرجال بلوْتَ الحزْمَ والجلدا
لا تحرمن امرءاً ساق الرجاءُ به
وقد تَسلّف من جيرانه الحسدا
وكنتَ قدْماً يرى الراؤون كلُّهُم
رجاء راجيك مالاً حِيزَ مُنتقدا
  • ومن أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا:[٤]
أَزَفَّ الرَحيلُ وَحانَ أَن نَتَفَرَّقا
فَإِلى اللِقا يا صاحِبَيَّ إِلى اللِقا
إِن تَبكِيا فَلَقَد بَكَيتُ مِنَ الأَسى
حَتّى لَكِدتُ بِأَدمُعي أَن أَغرَقا
وَتَسَعَّرَت عِندَ الوَداعِ أَضالِعي
ناراً خَشيتُ بِحَرّها أَن أَحرَقا
ما زِلتُ أَخشى البَينَ قَبلَ وُقوعِهِ
حَتّى غَدَوتُ وَلَيسَ لي أَن أُفرَقَ
يَومَ النَوى لِلَّهِ ما أَقسى النَوى
لَولا النَوى ما أَبغَضَت نَفسي البَقا
رُحنا حَيارى صامِتينَ كَأَنَّما
لِلهَولِ نَحذُرُ عِندَهُ أَن نَنطِقا
أَكبادُنا خَفّاقَةٌ وَعُيونُنا
لا تَستَطيعُ مِنَ البُكا أَن تَرمُقا
تَتَجاذَبُ النَظَراتِ وَهيَ ضَعيفَةٌ
وَنُغالِبُ الأَنفاسَ كَيلا تُزهَقا
لَو لَم نُعَلِّل بِاللِقاءِ نُفوسَنا
كادَت مَعَ العَبَراتِ أَن تَتَدَفَّقا
يا صَحِبَيَّ تَصَبَّرا فَلَرُبَّما
عُدنا وَعادَ الشَملُ أَبهى رَونَقا
إِن كانَتِ الأَيّامُ لَم تَرفُق بِنا
فَمِنَ النُهى بِنُفوسِنا أَن ترَفُقا
إِنَّ الَّذي قَدَرَ القَطيعَةَ وَالنَوى
في وُسعِهِ أَن يَجمَعَ المُتَفَرِّقا
وَلَقَد رَكِبتُ البَحرَ يَزأَرُ هائِجاً
كَاللَيثِ فارَقَ شِبلَهُ بَل أَحنَقا
وَالنَفسُ جازِعَةٌ وَلَستُ أَلومُها
فَالبَحرُ أَعظَمُ ما يُخافُ وَيُتَّقى
فَلَقَد شَهِدتُ بِهِ حَكيماً عاقِلاً
وَلَقَد رَأَيتُ بِهِ جَهولاً أَخرَقا
مُستَوفِزٌ ما شاءَ أَن يَلهو بِنا
مُتَرفِّقٌ ما شاءَ أَن يَتَرَفَّقا
تَتَنازَعُ الأَمواجُ فيهِ بَعضَها
بَعضاً عَلى جَهلٍ تُنازِعُنا البَقا
بَينا يَراها الطَرفُ سوراً قائِماً
فَإِذا بِها حالَت فَصارَت خَندَقا
وَالفُلكُ جارِيَةٌ تَشُقُّ عُبابَهُ
شَقّاً كَما تَفري رِداءً أَخلَقا
تَعلو فَنَحسَبُحا تَأُمُّ بِنا السَما
وَتَظَنُّ أَنّا راكِبونَ مُحَلَّقا
حَتّى إِذا هَبَطَت بِنا في لُجَّةٍ
أَيقَنتُ أَنَّ المَوتَ فينا أَحدَقا
وَالأُفقُ قَد غَطّى الَبابُ أَديمَهُ
فَكَأَنَّما غَشِيَ المِدادَ امُهرَقا
لا الشَمسُ تَسطُعُ في الصَباحِ وَلا نَرى
إِمّا اِستَطالَ اللَيلَ بَدراً مُشرِقا
عِشرونَ يَوماً أَو تَزيدُ قَضَيتُها
كَيفَ اِتَفَتُّ رَأَيتُ ماءً مُغدِقا
نيويوركُ يا بِنتَ البُخارِ بِنا اِقصُدي
فَلَعَلَّنا بِالغَربِ نَنسى المَشرِقا
وَطَنٌ أَرَدناهُ عَلى حُبِّ العُلى
فَأَبى سِوى أَن يَستَكينَ إِلى الشَقا
كَالعَبدِ يَخشى بَعدَ ما أَفنى الصِبى
يَلهو بِهِ ساداتُهُ أَن يُعتَقا
أَو كُلَّما جاءَ الزَمانُ بِمُصلِحٍ
في أَهلهِ قالوا طَغى وَتَزَندَقا
فَكَأَنَّما لَم يَكفِهِ ما قَد جَنوا
وَكَأَنَّما لَم يَكفِهِم أَن أَخفَقا
هَذا جَزاءُ الجُمودِ ذَوي النُهى في أُمَّةٍ
أَخَذَ الجُمودُ عَلى بَنيها مَوثِقا
وَطَنٌ يَضيقُ الحُرُّ ذَرعاً عِندَهُ
وَتَراهُ بِالأَحرارِ ذَرعاً أَضيَقا
ما إِن رَأَيتُ بِهِ أَديباً موسَراً
فيما رَأَيتُ وَلا جَهولاً مُملِقا
مَشَتِ الجَهالَةُ فيهِ تَسحَبُ ذَيلَها
تيهاً وَراحَ العِلمُ يَمشي مُطرِقا
أَمسى وَأَمسى أَهلُهُ في حالَةٍ
لَو أَنَّها تَعرو الجَمادَ لَأَشفَقا
شَعبٌ كَما شاءَ التَخاذُلُ وَالهَوى
مُتَفَرِّقٌ وَيَكادُ أَن يَتَمَزَّقا
لا يَرتَضي دينَ الإِلَهُ مُوَفَّقاً
بَينَ القُلوبِ وَيَرتَضيهِ مُفَرَّقا
كَلِفٌ بِأَصحابِ التَعَبُّدِ وَالتُقى
وَالشَرُّ ما بَينَ التَعَبُّدِ وَالتُقى
مُستَضعَفٌ إِن لَم يُصَب مُتَمَلِّقا
يَوماً تَمَلَّقَ أَن يَرى مُتَمَلِّقا
لَم يَعتَقِد بِالعِلمِ وَهوَ حَقائِقٌ
لَكِنَّهُ اِعتَقَدَ التَمائِمَ وَالرُقى
وَلَرُبَّما كَرِهَ الجُمودَ وَإِنَّما
صَعبٌ عَلى الإِنسانِ أَن يَتَخَلَّقا
وَحُكومَةٌ ما إِن تُزَحزِحُ أَحمَقاً
عَن رَأسِها حَتّى تُوَلِّيَ أَحمَقا
راحَت تُناصِبُنا العِداءَ كَأَنَّما
جِئنا فَرِيّاً أَو رَكِبنا موبِقا
وَأَبَتَ سِوى إِرهاقِنا فَكَأَنَّما
كُلُّ العَدالَةِ عِندَها أَن نُرهَقا
بَينا الأَجانِبُ يَعبَزونَ بِها كَما
عَبِثَ الصَبا سَحَراً بِأَغصانِ النَقا
بَغدادُ في خَطَرٍ وَمِصرُ رَهينَةٌ
وَغَداً تَنالُ يَدُ المَطامِعِ جِلَّقا
ضَعُفَت قَوائِمُها وَلَمّا تَرعَوي
عَن غَيِّها حَتّى تَزولَ وَتُمحَقا
قيلَ اِعشَقوها قُلتُ لَم يَبقَ لَنا
مَعَها قُلوبٌ كَي نُحِبَّ وَنَعشَقا
إِن لَم تَكُن ذاتُ البَنينِ شَفيقَةً
هَيهاتَ تَلقى مِن بَنيها مُشفِقا
أَصبَحتُ حَيثُ النَفسُ لا تَخشى أَذىً
أَبَداً وَحَيثُ الفِكرُ يَغدو مُطلَقا
نَفسي اِخلُدي وَدَعي الحَنينَ فَإِنَّما
جَهلٌ بُعَيدَ اليَومِ أَن تَتَشَوَّقا
هَذي هِيَ الدُنيا الجَديدَةُ فَاِنظُري
فيها ضِياءَ العِلمِ كَيفَ تَأَلَّقا
إِنّي ضَمِنتُ لَكِ الحَياةَ شَهِيَّةً
في أَهلِها وَالعَيشَ أَزهَرَ مونِقا
  • ومن أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا:[٥]
أَمُقامُ وَصلٍ أَم مَقامُ فِراقِ
فَالقُضبُ بَينَ تَصافُحٍ وَعِناقِ
خَفّاقَةٌ ما بَينَ نَوحِ حَمامَةٍ
هَتَفَت وَدَمعِ غَمامَةٍ مُهراقِ
عَبِثَت بِهِنَّ يَدُ النُعامى سَحرَةً
فَوَضَعنَ أَعناقاً عَلى أَعناقِ
أَكسَبنَني خُلقَ الوَفاءِ وَرُبَّما
أَذكَرنَني بِمَواقِفِ العُشّاقِ
ضَمّاً وَلَثماً وَاِستِطابَةَ نَفحَةٍ
وَخُفوقَ أَحشاءٍ وَفَيضَ مَآقِ
فَلَوَ اِنَّ سَرحَةَ بَطنِ وادٍ بِاللِوى
حَيَّيتُها تُصغي إِلى مُشتاقي
لَنَثَرتُ بِالجَرعاءِ عِقدَ مَدامِعي
فَفَضَضتُ خَتمَ الصَبرِ عَن أَغلاقي
وَأَرَقتُ فَضلَ صُبابَةٍ لِصَبابَةٍ
فَرَقَعتُ ما أَخلَقتُ مِن أَخلاقي
فَإِلَيكِ يا نَفسَ الصَبا فَلَطالَما
أَذكى نَداكَ حَرارَةَ الأَشواقِ
ها إِنَّ بي لَمَماً يُؤَرِّقُ ناظِري
أَلَماً فَهَل مِن نافِثٍ أَو راقِ
سِر وادِعاً لا تَستَطِر قَلباً هَفا
بِجَناحِ شَوقٍ رِشتَهُ خَفّاقِ
وَإِذا طَرَقتَ جَنابَ قُرطُبَةٍ فَقِف
فَكَفاكَ مِن ناسٍ وَمِن آفاقِ
وَاِلثُم يَدَ اِبنِ أَبي الخِصالِ عَنِ العُلى
مُتَشَكِّراً وَاِضمُمهُ ضَمَّ عِناقِ
وَاِفتُق بِناديهِ التَحِيَّةَ زَهرَةً
نَفّاحَةً تُغني عَنِ اِستِنشاقِ
كَالشَمسِ يَومَ الدَجنِ تَندى مُجتَنى
ظِلٍّ وَتَحسُنُ مُجتَلى إِشراقِ
وَاِهزُز بِها مِن مِعطَفَيهِ فَإِنَّما
شَعشَعتَها كَأساً بِيُمنى ساقِ
وَالنورُ يَرقُمُ مِن بِساطِ بَسيطَةٍ
وَالغَيمُ يَنشُرُ مِن جَناحِ رِواقِ
وَسِمِ الحَمامَةِ أَن تُجيبَ تَغَنِّياً
عَن مَنطِقٍ ماضٍ يُلَبّي باقِ
مُتَرَكِّبٍ عَن نَفحَةٍ في لَفحَةٍ
وَكَفاكَ مِن كاسٍ هُناكَ دِهاقِ
وَخِطابِ بِرٍّ نابَ عَنهُ سِفارَةً
إِنَ الخِطابَ عَلى البُعادِ تَلاقِ
تَندى عَلى كَبِدي لَدونَةُ مَنطِقٍ
فَتَفي بِحُرِّ تَرائِبٍ وَتَراقِ
فَهُناكَ أَروَعُ مِلءُ رَوعِ المُجتَلي
يَقظانُ موثَقُ عِقدَةِ الميثاقِ
هَزَجَت بِهِ هَزجَ الحَمامِ مَحامِدٌ
حَمَلَت حُلاهُ مَحمَلَ الأَطواقِ
لَدنُ الحَواشي لَو أَطَلَّ غَمامَةً
لَخَلا مِنَ الإِرعادِ وَالإِبراقِ
شَرُفَت بِهِ فُقَرُ الثَناءِ وَرُبَّما
تَتَشَرَّفُ الأَطواقُ بِالأَعناقِ
جُمَّ العُلى مَسَحَت بِهِ كَفُّ العُلى
عَن حُرِّ وَجهِ مُطَهَّمٍ سَبّاقِ
يُزهى بِأَعلاقِ المَعالي حِليَةً
إِنَّ المَعالي أَنفُسَ الأَعلاقِ
طالَت بِهِ رُمحَ السِماكِ يَراعَةٌ
تَستَضعِفُ الجَوزاءَ شَدَّ نِطاقِ
ماخَطَّ مِن غُرَرِ الحِسانِ وَضاءَةً
حَتّى اِستَمَدَّ لَها مِنَ الأَحداقِ
مُغرىً بِأَغراضٍ تَهولُ بَراعَةً
وَرَفيفِ أَلفاظٍ تَشوقُ رِقاقِ
تَهفو بِهِ طَوراً قُدامى بارِقٍ
فيها وَآوِنَةً جَناحُ بُراقِ
أَقسَمتُ لَو أَخَذَ الهِلالُ كَمالَهُ
عَنهُ لَتَمَّ تَمامَ غَيرِ مَحاقِ
وَكَفاكَ مِن غُصنٍ لِسَطرِ بَلاغَةٍ
مُتَناسِقِ الأَثمارِ وَالأَوراقِ
مُستَبدِعٌ حُسناً فَمِن مَعنىً لَهُ
حُرٍّ وَمِن لَفظٍ رَقيقِ رَواقِ
مُتَوَلِّدٌ عَن خاطِرٍ مُتَوَقِّدٌ
لَهَباً وَطَبعٍ سَلسَلٍ دَفّاقِ
لَو كانَ يُرهَفُ صارِماً لَهَزَزتُهُ
في ماءِ إِفرِندٍ لَهُ رَقراقِ
  • ومن أجمل ما قيل عن الفراق شعرًا:[٦]
تذكرت والذكرى تهيج البواكيا
وتظهر مكنوناً من الحزن ثاويا
معاهد كانت بالهدى مستنيرة
وبالعلم يزهو ربع تلك الروابيا
وأراضيها بالعلم والدين قد زهت
وأطواد شرع الله فيها رواسيا
وقد أينعت منها الثمار فمن يرد
جناها ينلها والقطوف دوانيا
وأنهارها للواردين شريعة
مناهلها كالشهد فعم صوافيا
وقد غردت أطيارها برياضها
يرجعن ألحان الغواني تهانيا
وكنا على هذا إزماناً بغبطة
وأنوارُ هذا الدين تعلو سواميا
فما كان إلاَّ برهةً ثم أطبقت
علينا بأنواع الهموم الروازيا
فكنا أحاديثاً كأخبار من مضى
ونسمع عنها في القرون الخواليا
لعرمي لأن كانت أصيبت قلوبنا
وأوجعها فقدان تلك المعاليا
لقد زادت البلوى اضطراماً وحرقة
فحق لنا إهراق دمع المآقيا
فقد أظلمت أرجاء نجد وأطفئت
مصابيح داجيها لخطب وداهيا
لموت إمام الدين والعلم والتقى
مذيق العدى كاسات سم الأقاليا
فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره
إمام هدى قد كان الله داعيا
لقد كان فخراً للأنام وحجة
وثقلاً على الأعداء عضباً يمانيا
إمامًا سمى مجداً إلى المجد وارتقى
وحل رواق المجد إذ كان عاليا
تصدى لرد المنكرات وهدما
بنته عداة الدين من كان طاغيا
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها
ويحمي حماها من شرور الأعاديا
حياه إله العرش في العلم والنهى
بما فاق أبناء الزمان تساميا
وقد جد في ذات الإله بجهده
ولم يأل في رأب والمناهيا
ولما نمى الركبان أخبار موته
وأصبح ناعي الدين فينا مناديا
رثيناه جبراً للقلوب لما بها
وحل بها من موجعات التآسيا
لشمس الهدى بدر الدجى علم الهدى
وغيظ الي فاليبك من كان باكيا
لئن ظهرت منا عليه كآبةٌ
وحل بنا خطبٌ من الرزء شاجيا
فقد كسفت للدين شمس منيرة
يضيء سناها للورى متساميا
سقى الله رمساً حل وابل الرضى
وهطال سحب لعفو من كان غاديا
ولازال إحسان الإله وبره
على قبره ذي ديمة ثم هاميا
وأسكنه الفردوس فضلاً ورحمةً
والحقه بالصالحين المهاديا
عليه تحيات السلام وإن نيء
وأحضى دفيناً في المقابر ثاويا
يفوق عبير المسك عرف عبيرها
ويبهر ضوء الشمس أزكى سلاميا
فيا معشر الإخوان صبراً فإنما
مضى لسبيل كلنا فيه ماضيا
فإن أفل البدر الفريد وأصبحت
ربوع ذوي الإسلام منه خواتليا
فقد شاد أعلام الشريعة واقتفى
بآثار آباء كرام المساعيا
هموا جدد والإسلام بعد اندراسه
وأحيوا من الأعلام ما كان خافيا
وكم لهمو من منحة وفضيلة
يقصر عن تعدادهن نظاميا
مناقبهم لا يحصها النظم عدةً
وليس يواريها غطاء المعاديا
فيا رب جد بالفضل تكرماً
وبالعفو عنهم يا مجيب المناديا
وابق لهم سادة يقتدى بهم
إلى الخير يا من ليس عنا بلاهيا
ونسئلك اللهم ستر عيوبنا
ومحو الذنوب المثقلات الشواجيا
فعفوك مأمول لكل مؤمل
وسترك مسدول على الخلق ضافيا
وأحسن ما يحلو القريض بختمه
صلاةً وتسليماً على خير هاديا
وأصحابه والآل ما ماض بارق
وما انهل صوب المدجنات الغواديا

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق