المخاض
يبدأ المخاض (بالإنجليزيّة: Labor) بتقلّصات الرحم (بالإنجليزيّة: Uterine Contractions) أو الطلق وينتهي بخروج المولود، وعادة ما تبدأ المرأة الحامل بالشعور بأعراض وعلامات اقتراب الولادة خلال الشهر الأخير من الحمل؛ فيبدأ الطفل بالنزول إلى منطقة الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvis) تهيّئاً للولادة، ويبدأ عنق الرحم (بالإنجليزيّة: Cervix) بالتوسّع خلال الأسابيع الأخيرة، بالإضافة لذلك تشعر الحامل براحة أكثر في المفاصل؛ نتيجة انخفاض الضغط عليها، وتوقّف الزيادة في الوزن في الفترة الأخيرة من الحمل، ومن جهة أخرى يمكن أن يعود الشعور بالتعب والإرهاق المُصاحب للفترة الأولى من الحمل قبل الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ آلام المخاض تُعزى لأسباب نفسيّة وجسديّة، وبالرغم من شدّة الألم وصعوبة السيطرة عليه، إلّا أنّ هذه الآلام عادة ما تتلاشى من ذاكرة الأم بعد فترة من انتهاء الولادة.[١][٢]كيفية بداية ألم الطلق
في الحقيقة، فإنّ أغلب عمليّات الولادة تكون مصحوبة بآلام البطن والظهر الناتجة عن التقلّصات، كما وتختلف شدّة وفترة الألم والمخاض بين كل حمل والآخر، وبشكل عام، هنالك عدّة أنواع من التقلّصات التي تبدأ في أوقات مُختلفة وتُسبب أشكالاً مُختلفة من الألم، وفيما يلي بيان لبعض من أبرز أنواع التقلّصات والآلام المُصاحبة للطلق والولادة:[٣][٤]- بادرة المخاض: (بالإنجليزيّة: Prodromal Labor) أو التقلّصات السابقة للمخاض، وقد تظهر قبل بدئه بأسابيع، أو أيام، أو ساعات، وتُعدّ هذه التقلّصات شديدة، إلّا أنّ شدّتها لا تزيد مع مرور الوقت، كما أنّه لا يُلاحظ على عنق الرحم أي تغييرات خلال 24-36 ساعة من ظهورها، ولا يُفيد الاستلقاء في هذه الحالة في التخفيف من شدّة هذه التقلّصات، وعادة ما تساعد تقلّصات بادرة المخاض على تسهيل اتّخاذ الطفل وضعيّة الولادة.
- المخاض المبكّر: (بالإنجليزيّة: Early Labor)، عادة ما تشعر الحامل بآلام في الظهر تمتد باتّجاه الجهة الأمامية من الجسم نتيجة تقلصات المخاض المبكّر، بالإضافة لازدياد الضغط في منطقة الحوض وصعوبة التنفّس، ويبدأ عنق الرحم بالتوسّع خلال هذه المرحلة ما بين 0-6 سنتيمترات، ومع مرور الوقت تطول مدة هذه التقلّصات لتصل إلى 25-60 ثانية من التقلّصات كل خمس دقائق، وتجدر الإشارة إلى أنّ الحامل تُنصح بالتوجه إلى المستشفى للتحضير للولادة خلال هذه المرحلة.
- المخاض النشط: (بالإنجليزيّة: Active Labor)، وهي مرحلة الولادة الفعليّة للطفل، ويكون فيها الألم شديداً في أسفل الظهر خلال انتقال الطفل عبر قناة الولادة، وتزيد مُدّة التقلّصات في هذه المرحلة عن 60 ثانية، كما وأنّها تعود خلال أقل من خمس دقائق، وعادة ما تشعر الحامل بحاجة وهميّة للتبرّز، ممّا يدفعها إلى دفع الطفل للولادة.
ألم المخاض الكاذب
يمكن أن تشعر الحامل بتقلصات في البطن خلال الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل، إلّا أنّ هذ التقلّصات لا تدل على بدء المخاض، وتُعرف بآلام المخاض الكاذب أو انقباضات براكستون هيكس (بالإنجليزيّة: Braxton Hicks Contractions)، ويُمكن التمييز بينها وبين آلام المخاض الحقيقي من خلال عدّة عوامل، من أهمّها:[٥]- تكون تقلّصات النخاض الكاذب غير منتظمة في طبيعتها، ولا تزيد شدّتها مع مرور الوقت.
- تتوقّف التقلّصات عند المشي، أو الراحة، أو في حال تغيير الحامل لوضعيّة جسدها.
- تكون التقلّصات خفيفة الشدة، أو شديدة في البدء، ومن ثمّ تضعف مع مرور الوقت.
- تشعر الحامل بالألم في منطقة البطن ومُقدّمة الحوض فقط في العادة.
طرق تخفيف ألم الطلق
بالإضافة لاختلاف آلام الطلق بين كلّ امرأة وأخرى، تختلف الطريقة التي تُفضّلها كل امرأة حامل للتخفيف من ألم الطلق؛ فقد تلجأ الحامل إلى الأدوية بعد استشارة أخصّائي التخدير، أو تفضل اتّباع الأساليب غير الدوائيّة وحدها أو جنباً إلى جنب مع الطرق الدوائية.[٦]الطرق الدوائيّة
هنالك العديد من الخيارات الدوائيّة التي يُمكن استخدامها في التخفيف من ألم الطلق، وعادة ما تقوم العديد من النساء باختيار هذه الطرق للسيطرة على الألم بشكل سريع، وتركيز الطاقة على التقلّصات وعمليّة الولادة، وبالرغم من أنّ العديد من الحوامل يقمن بطلب العلاجات الدوائيّة للتخفيف من الألم نتيجة شدّته غير المتوقّعة، إلّا أنّ هنالك إيجابيّات وسلبيّات لأي من الطرق التي قد يتم اختيارها؛ فقد تُسبب بعض الأدوية بعض الآثار الجانبيّة على الجنين، كما أنّها قد تستلزم إبقاء المرأة مُستلقية على السرير، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأدوية تعمل على تخفيف الألم، وليس إزالته بالكامل.[٧][٨] وفيما يلي بيان لبعض من أبرز الأدوية المُستخدمة في التخفيف من ألم الطلق:[٦][٨]- المُسكّنات: بنوعيها الأدوية الأفيونيّة (بالإنجليزيّة: Opioids) وغير الأفيونيّة، ويمكن إعطاء الأدوية المُسكّنة للحامل من خلال حقنة عضليّة أو عن طريق الوريد، دون التأثير في الأعصاب أو حركة العضلات، وقد تؤدي المُسكّنات إلى ظهور بعض الأعراض الجانبيّة؛ كالغثيان والدوخة.
- فوق الجافية: (بالإنجليزيّة: Epidural) يقوم أخصائي التخدير خلالها بإدخال إبرة وأنبوبة أسفل الظهر لتخدير الجزء السفلي من البطن خلال 15 دقيقة؛ حيثُ تكون المرأة مستيقظة وقادرة على الشعور بالضغط والدفع خلال عمليّة الولادة، وتُعدّ هذه الإبرة أكثر طرق تخفيف ألم الطلق شيوعاً وأكثرها أماناً؛ حيثُ إنّها لا تؤثر في الجنين، إلّا أنّها من الممكن أن تتسبب بظهور بعض الآثار الجانبيّة على الأم: كانخفاض ضغط الدم، وألم الرأس، والشعور بألم في الظهر في موقع إدخال الإبرة.
- التخدير النخاعي: (بالإنجليزيّة: Spinal Block) يقوم أخصائي التخدير بإدخال إبرة وأنبوبة عبر أسفل الظهر إلى القناة النخاعيّة، لتخدير الجزء السفلي من الجسم بشكل مُباشر؛ بدءاً من البطن إلى الساقين والقدمين، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة استخدام التخدير النخاعيّ في عمليّات الولادة القيصريّة بالإضافة للولادة الطبيعيّة.
- التخدير العام: (بالإنجليزيّة: General Anesthesia)، تكون فيه المرأة الحامل غائبة عن الوعي خلال عمليّة الولادة، وعادة ما يلجأ إليه الطبيب في بعض حالات العمليّات القيصريّة، وعند وجود حالة طبيّة طارئة تستدعي ذلك.
الطرق غير الدوائية
يُمكن اللجوء إلى بعض الخيارات غير الدوائيّة للتخفيف من ألم الطلق، وفيما يلي بيان لبعض من أهمّها:[٦]- التدليك: (بالإنجليزيّة: Massage)، وذلك بتدليك الظهر والقدمين.
- التنفّس: (بالإنجليزيّة: Breathing)، وذلك من خلال أخذ أنفاس بطيئة وعميقة، أو عن طريق الشخير، للتخفيف من تأثير التقلّصات من خلال تمارين التنفّس.
- التصوّر: (بالإنجليزيّة: Visualization) قد تُنصح الحامل خلال عمليّة الولادة بتخيّل وجودها في مكان آخر للتخفيف من الألم.
- الماء: من الممكن أن يُساعد الاستحمام أو الجلوس في مغطس على التخفيف من التوتر والألم.
- أكسيد النيتروس: (بالإنجليزيّة: Nitrous Oxide) أو الغاز الضاحك، والذي قد يُساعد على التخفيف من القلق والتوتر، إلا أنّه لا يزيل الألم، كما وإنّ هذه الغاز قد يُسبب بعض الآثار الجانبيّة: كحدوث اضطراب في التنفّس، والمعاناة من الغثيان، والتقيّؤ، والدوخة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق