متى يظهر التوأم بالسونار

الحمل بتوأم

يعرف الحمل بأكثر من جنين واحد بالحمل المتعدد، ويحدث نتيجة إطلاق أكثر من بويضة واحدة أثناء الدورة الشهرية وإخصاب الحيوانات المنوية لتلك البويضات، وانغراس البويضات المخصبة في الرحم. وتعرف تلك التوائم الناتجة من أكثر من بويضة واحدة بالتوائم الأخوية أو الشقيقة (بالإنجليزية: Fraternal twins). بينما يمكن أن يؤدي انقسام بويضة مخصبة واحدة إلى إنتاج أجنة متطابقة تعرف بالتوائم المتماثلة (بالإنجليزية: Identical twins)، وتُعدّ التوائم المتماثلة أقل شيوعاً من التوائم الشقيقة.^[١] وتصل نسبة الحمل المتعدد إلى 3% من جميع حالات الحمل، إلا أنّ الإحصاءات تشير إلى زيادة نسبة الحمل المتعدد بنسبة 70% منذ عام 1980 إذ تبلغ حالياً 32.6 لكل 1000 مولود حي.^[٢]

وقت ظهور التوأم بالسونار

يُعدّ الفحص بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound scan) المعروف بالسونار الطريقة الوحيدة لتأكيد الحمل بتوأم. ويمكن الكشف عن الحمل بتوأم لأول مرة خلال الفترة الواقعة بين الأسبوع العاشر والثالث عشر عند إجراء فحص موعد الولادة المتوقع. ومن الجدير بالذكر أنّ زيادة عدد الأجنة داخل الرحم فوق اثنين قد يجعل تحديد عدد تلك الأجنة أمراً صعباً يستدعي حرفية المصور لفصل الأجنة عن بعضها داخل الرحم أثناء التصوير لمعرفة عددهم.^[٣]

وقد يكون الحمل بتوأم أو عدد أكبر من الأجنة مصحوباً ببعض المضاعفات التي تفوق الحمل بجنين واحد، ومن تلك المضاعفات نذكر: وفيات الأجنة أو سوء الحالة الصحية لتلك الأجنة نتيجة تقييد النمو لدى أحد الأطفال أو كليهما، وتمزق الأغشية قبل بدء المخاض، وزيادة خطر الولادة المبكرة قبل إتمام 37 أسبوعاً من الحمل. وفي كثير من الأحيان يلجأ الطبيب لإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية بشكل منتظم ومتكرر للتأكد من صحة الأجنة في الرحم ونموها بشكل طبيعي، كما يتم التحقق من حجم الأجنة، وتقدير كمية السائل حول كل جنين، وقياس تدفق الدم عبر الحبل السري وجودة تدفق الدم داخل الأجنة باستخدام الموجات فوق الصوتية.^[٤]

علامات تدل على الحمل بتوأم

هناك العديد من الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى الحمل بتوأم، ومن بينها نذكر ما يلي:^[٥][٦][٧]

• الاستماع إلى نبض الجنين: تعمل أجهزة الموجات الصوتية بنظام دوبلر على تضخيم أصوات قلب الجنين، وقد يكون من الممكن تمييز صوتين منفصلين لقلب التوأم في فترة متأخرة من الثلث الأول للحمل. ومن الجدير بالذكر أنّ الاستماع إلى نبض الجنين في مرحلة مبكرة من الحمل قد لا يعطي نتائج دقيقة إذ يمكن سماع نبض إضافي دون وجود حمل متعدد نتيجة سماع صدى نبض جنين واحد من زوايا متعددة. وفي بعض الأحيان قد يتم سماع الضجة المصاحبة لنبض الأم على أنها نبض جنين ثانٍ رغم وجود جنين واحد فقط، إلا أنّ هذا الاحتمال ضئيل نظراً لأنّ عدد نبضات الأم عادة يمثل نصف معدل ضربات قلب الجنين.
• المعاناة من الغثيان بشكل أكبر: قد تعاني الحامل بتوأم من غثيان بدرجة أكبر، إلّا أنّ الاعتماد على درجة الغثيان لمعرفة الحمل بتوأم ليس دقيقاً. إذ تعاني نصف النساء من الغثيان والتقيؤ نتيجة الحمل بجنين واحد، وقد تصاب امرأة واحدة من بين مئة امرأة حامل من الغثيان المفرط المعروف بالقَيء المُفْرِط الحَمْليّ (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum) وهو شكل من أشكال الغثيان الشديد. وفي الوقت نفسه، قد لا تعاني بعض النساء اللواتي يحملن عدة أجنة من الغثيان. وقد يستtاد من الغثيان كدليل على الحمل بتوأم من حيث بدئه مبكراً إذ قد تشعر الحامل بتوأم بالغثيان قبل أن يصبح اختبار الحمل إيجابياً.
• زيادة الوزن: قد تكسب المرأة الحامل بتوأم ما يقرب من 4.5 كغم إضافية مقارنة بالمرأة الحامل بجنين واحد، إلّا أنّ مقدار الزيادة في الوزن يعتمد على طول المرأة ونوع جسدها ووزنها قبل الحمل. وقد تكون زيادة الوزن بسبب النظام الغذائي الذي تتبعه المرأة الحامل.
• قياس ارتفاع قاع الرحم: يقوم الطبيب خلال فترة الحمل بقياس ارتفاع قاع الرحم الممتد من أعلى عظمة العانة إلى أعلى الرحم كطريقة لتقدير عمر الحمل ونمو الطفل. وقد يؤدي الحمل بتوأم أو الحمل المتعدد إلى توسيع رحم الأم بمقدار أكبر من الحمل بجنين واحد.
• زيادة مستويات هرمون الحمل: قد يتسبب الحمل بتوأم بارتفاع مستويات هرمون الحمل المعروف طبياً بمُوجِّهَة الغدد التناسليَّة المشيمائيَّة البشريَّة واختصاره HCG، بدرجة أكبر من الحمل بجنين واحد فقط، إلا أنّه من المهم معرفة أنّ ارتفاع هرمون الحمل بدرجة كبيرة قد ينتج عن أسباب أخرى غير الحمل بتوأم.
• زيادة مستوى ألفا فيتو بروتين: (بالإنجليزية: AFP:Alpha-fetoprotein) يتم قياس مستوى هذا البروتين في الدم خلال الثلث الثاني من الحمل بهدف الكشف عن بعض العيوب الخلقية وقياس كمية البروتين الذي يفرزه الكبد الجنيني. وقد يشير ارتفاع مستوى هذا البروتين إلى الحمل بتوأم.
• حركة الجنين في وقت مبكر أو متكرر: رغم الجدل الطبي حول هذه الملاحظة، إلا أنّ بعض النساء اللائي يحملن بتوأم يشعرن بحركة الجنين في وقت مبكر مقارنة بالوقت المتوقع لحركة الجنين.
• التعب الشديد: تشعر بعض النساء اللواتي يحملن بتوأم بتعب أكبر مقارنة بالحمل بجنين واحد.

عوامل تزيد فرصة الحمل بتوأم

هناك العديد من العوامل التي تزيد فرصة الحمل بتوأم ومن بينها ما يلي:^[٨][٩]

• عمر المرأة: تزداد فرصة الحمل بتوأم لدى النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 30 سنة؛ بسبب ارتفاع الهرمون المنبهُ للجُريب (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) والمعروف اختصاراً بهرمون FSH، المسؤول عن تطور البويضات في المبايض قبل إطلاقها.
• التاريخ العائلي: إذا كان لدى المرأة الحامل توأمان شقيقان في العائلة، فقد تزداد فرصة تلك المرأة بالحمل بتوأم، ويؤدي وجود توائم في عائلة الأم والأب إلى زيادة فرصة الحمل بتوأم.
• وزن المرأة: تُعدّ النساء اللواتي يعانين من السمنة -أي أنّ مؤشر كتلة الجسم لديهن أكثر من 30 كغ/متر مربع- أكثر عرضة للحمل بالتوائم مقارنة بالنساء ذوات الوزن الطبيعي. ومرد ذلك إلى أنّ الدهون الزائدة قد تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الإستروجين الذي يسبب تحفيز المبايض لإطلاق أكثر من بويضة.
• طول المرأة: تُعدّ النساء اللواتي يزيد طولهنّ عن المعدل المتوسط ​​أكثر عرضة للحمل بتوأم.
• الحمل من خلال تقنية الإخصاب في المختبر: (بالإنجليزية: In vitro fertilization) واختصاراً IVF، يُعرف الإخصاب في المختبر بين الناس بطفل الأنابيب وهو أحد تقنيات المساعدة على الإنجاب. وتزداد فرصة الحمل بتوأم لدى النساء عند استخدام هذه التقنية بسبب تلقي أدوية زيادة الخصوبة قبل العملية لزيادة فرصة الحمل.
• الرضاعة الطبيعية: تشير الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يعتمدن الرضاعة الطبيعية أكثر عرضة للحمل بتوأم.