الشهر الثامن من الحمل
يدوم الحمل الطبيعيّ ما بين 37-42 أسبوعاً تُقسم إلى ثلاثة مراحل (بالإنجليزيّة: Trimesters) وتتميّز كل مرحلة بمجموعة من التغيّرات الهرمونيّة والفسيولوجيّة التي تطرأ على الأم وجنينها؛ فتبدأ المرحلة الأولى (بالإنجليزيّة: First Trimester) من أسبوع الحمل الأول وحتى الأسبوع 13، تليها المرحلة الثانية (بالإنجليزيّة: Second Trimester) من الأسبوع الـ14 وحتى الأسبوع الـ27، أمّا الثالثة فتبدأ من أسبوع 28 وتنتهي ببدء المخاض والولادة. ويُعدّ الشهر الثامن من الحمل من الأشهر الثلاث الأخيرة وضمن المرحلة الثالثة من الحمل؛ بحيث يبدأ من الأسبوع 32 وينتهي بنهاية الأسبوع 36. وتحمل جميع مراحل الحمل، بالإضافة للولادة وأول أشهر من حياة الطفل العديد من التغيّرات؛ ولذلك فإنّ المُتابعة الطبيّة والزيارات المُتكرّرة إلى الطبيب تُعدّ أساسيّة لمُتابعة الجنين والتأكّد من نموّه السليم، بالإضافة إلى الاطمئنان على صحّة المرأة الحامل.[١][٢]أعراض الحمل خلال الشهر الثامن
بانتهاء المرحلة الثانية من الحمل؛ التي عادة ما تُعدّ أكثر المراحل راحة للحامل، ومن ثم الدخول في المرحلة الثالثة، تبدأ المرأة الحامل بالشعور بشيء من الضيق والانزعاج المُصاحب لزيادة حجم الجنين وبالتالي البطن. كما وقد تبدأ العديد من الأعراض بالظهور: كحرقة المعدة (بالإنجليزيّة: Heartburn)، وانتفاخ الساقين أو القدمين، والأرق (بالإنجليزيّة: Insomnia)، والتغيّرات المزاجيّة، بالإضافة للقلق (بالإنجليزيّة: Anxiety) الناتج عن زيادة التفكير بمرحلة الولادة والأمومة. وفيما يلي بيان لبعض من أهم التغيّرات الفسيولوجيّة التي قد تمر الحامل بها خلال الشهر الثامن من الحمل:[١][٢][٣]- صعوبة التنفس: قد تُلاحظ الحامل صعوبة في التنفس خلال هذا الشهر نتيجة زيادة الضغط على الرئتين والذي عادة ما يكون سببه توسّع حجم الرحم (بالإنجليزيّة: Uterus) المُرافق لزيادة حجم الجنين ونموّه.
- تسرّب الحليب: مع اقتراب موعد الولادة، يبدأ جسم الحامل بإنتاج الحليب تجهيزاً للرضاعة الطبيعيّة (بالإنجليزيّة: Breastfeeding)، وقد تلاحظ الحامل خلال الشهر الثامن من الحمل بدء تسريب حليب مائل إلى اللون الأصفر من الثديين؛ ويُدعى هذا الحليب باللبأ (بالإنجليزيّة: Colostrum).
- الشعور بآلام الظهر: مع ازدياد حجم الجنين داخل الرحم، يزداد وزن بطن الحامل؛ ممّا قد يزيد الضغط على الظهر ويؤدي إلى زيادة آلام الظهر. وتجدر الإشارة إلى إمكانية التخفيف من هذا الألم من خلال ممارسة بعض تمارين تقوية عضلات الظهر، وتجنب الجلوس والوقوف في نفس الوضعيّة لفترات طويلة.
- التقلّصات والانقباضات: (بالإنجليزيّة: Contractions) يبدأ الرحم بالتحضير للولادة خلال المراحل الأخيرة من الحمل، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحياض إلى شعور الحامل بتقلّصات وهميّة (بالإنجليزيّة: False Contractions) تُدعى تقلّصات براكستون هيكس (بالإنجليزيّة: Braxton Hicks). وبالرغم من أنّ ظهورها لا يدعو إلى القلق، إلّا أنّه يجب التوجّه إلى الطبيب في حال استمرارها لأكثر من يوم واحد.
- زيادة التبوّل: يحدث ذلك نتيجة زيادة ضغط الرحم على المثانة، كما وقد تُلاحظ الحامل تسرّب بعض البول عند العطس أو الضحك.[٣][٤]
- ظهور دوالي الأوردة: (بالإنجليزيّة: Varicose Veins) قد تعاني الحامل خلال هذه المرحلة من ظهور أوردة منتفخة ومائلة إلى اللون الأحمر أو الأزرق على الساقين أو الشرج (بالإنجليزيّة: Rectum)، ممّا قد يُسبب الشعور بالألم، أو الحكّة، أو النزيف في بعض الأحيان.[٤]
- حدوث تغيّرات في الشعر والجلد: قد تلاحظ الحامل ظهور علامات تمدد (بالإنجليزيّة: Stretch Marks) على الجلد، كما وقد يُصبح الشعر أكثر سُمكاً نتيجة التغيّرات الهرمونية المُصاحبة لهذه الفترة.[٤]
تطوّر الجنين في الشهر الثامن
يكبر حجم الجنين خلال الشهر الثامن؛ فيبدأ الشهر بطول 28 سم، ويصل طوله إلى 45 سم ووزنه 2 كغ تقريباً عند دخوله الأسبوع 34 من الحمل. ويبدأ زغب الجنين (بالإنجليزيّة: Lanugo)؛ الشعر الناعم المُغطّي لجسمه، بالتساقط، كما وتتطوّر حاسة السمع (بالإنجليزيّة: Sense of Hearing) بشكل كبير خلال هذه الفترة من الحمل؛ حيثُ إنّ الجنين غالباً ما يستطيع سماع الأصوات وتمييزها بعد الولادة. وعادة ما تشعر الحامل بالشهر الثامن بزيادة في حركة الطفل وظهور النتوئات على بطنها عند تلوّي الجنين، وتحرّكه، وركله لبطن الأم؛ وذلك نتيجة زيادة حجمه مُقارنة بحجم الرحم، وفي حال الشعور بعدم الراحة أو الانزعاج يُمكن للحامل تغيير وضعيّتها بالجلوس أو الوقوف، ممّا يؤدي إلى أن يُغيّر الجنين وضعيّته. كما وعادة ما يُنصح بمتابعة وعدّ حركات الطفل مع اقتراب موعد الولادة؛ للتأكد من صحة الجنين والحذر عند ملاحظة أي نقص عمّا سبق في حركته. وتجدر الإشارة إلى أنّه وبنهاية الشهر الثامن والأسبوع 36 من الحمل قد يتحرّك الجنين ليصل إلى منطقة الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvis) مهيّئاً نفسه للولادة.[٤][٥][٦]غذاء الحامل خلال الشهر الثامن
في الحقيقة، إنّ اتباع نظام غذائي صحي خلال فترة الحمل أمر أساسيّ ومهم للمُحافظة على صحة المرأة الحامل والنمو السليم للجنين، والوقاية من العديد من المشاكل الصحية؛ كفرط الزيادة في الوزن، وسكّري الحمل (بالإنجليزيّة: Gestational Diabetes)، وفقر الدم، والولادة المُبكّرة، وولادة جنين بوزن أقل من الطبيعي. وعادة ما تُنصح الأم بتناول الغذاء المُتنوّع والصحيّ بالإضافة لزيادة ما يُقارب 300 سعرة حراريّة يوميّاً؛ حيثُ إنّ الأم خلال هذه الفترة تقوم بتوفير الغذاء لشخصين، فيُنصح بتناول ما يُقارب 2400 سعرة حراريّة يوميّاً خلال المرحلة الثالثة من الحمل، وتتضمن المواد الغذائيّة الآتية:[٧][٨]- الكربوهيدرات: يُنصح بتناول 9-11 حصّة من الكربوهيدرات يوميّاً، لما لها من فائدة في توفير الطاقة لجسم الحامل والجنين. ومن الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات: الأرز، والخبز، والحبوب، والمعكرونة.
- الخضروات والفواكه: يجدر بالحامل تناول 3-4 حصص من الفواكه يوميّاً، بالإضافة لحوالي 4-5 حصص من الخضراوات، وذلك لاعتبارها مصادر غنية الجسم بحمض الفوليك، والحديد، والعديد من الفيتامينات.
- مُشتقّات الحليب: وذلك لتزويد الجسم بالبروتين، والكالسيوم، والفسفور، ويُنصح بثلاث حصص من الحليب ومشتقاته يوميّاً.
- الدهون والزيوت: تُنصح الحامل بتناول كميّات مُعتدلة من الدهون الصحيّة؛ حيُث إنّها مُهمّة لتوفير الطاقة للجنين على المدى البعيد، بالإضافة لما لها من أهميّة في النموّ الدماغي للجنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق