-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 25 أبريل 2020

كيفية صلاة جمع التأخير

كيفية صلاة جمع التأخير

عبادة الصلاة

بالتكبير والبسملة والتلاوة الحسنة والتعطُّر بكلام الله -سبحانه وتعالى-، والصَّلاة على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والدُّعاء والحمد والشُّكر والتَّسبيح، تكتمل عبادة الصلاة؛ هذه العبادة الأسمى بين العبادات المفروضة على المسلمين، ويكتمل هذا الركن الذي يُعدُّ الركن الأهم من أركان الإسلام الخمسة بعد النُّطق بالشهادتين، هذه العبادة التي إذا صَلُحت صلُحَ سائر عمل الإنسان يوم القيامة، وإذا فسدتْ فسد سائر عمل الإنسان يوم القيامة، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال: "أولُ ما يحاسبُ عليهِ العبدُ الصلاةَ، وإنَّ أولَ ما يُقضَى بين الناسِ في الدماءِ"،[١]وهذا المقال سيتحدَّث عن كيفية صلاة جمع التأخير في الإسلام.[٢]

حكم الجمع بين الصلاتين

في سياق الحديث عن كيفية صلاة جمع التأخير لا بدَّ أولًا من تسليط الضوء على حكم الجمع بين الصلوات في الإسلام، والجمع بين الصلوات صحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، والدليل عليه هو ما جاء عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: "كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يجمَعُ بيْنَ الظُّهرِ والعصرِ، وبيْنَ المغرِبِ والعِشاءِ، قال: فأخَّر الصَّلاةَ يومًا، ثمَّ خرَج فصلَّى الظُّهرَ والعصرَ جميعًا، ثمَّ دخَل ثمَّ خرَج فصلَّى المغرِبَ والعِشاءَ جميعًا.."،[٣]وهذا ما ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقط، وقد جاء بسند ضعيف أنَّه جمع بين الصلاتين أربعين مرة، وهذا القول لا يُؤخذ به لضعفه، وجدير بالذكر إنَّ الجمع بين الصلاتين مباح بعذر فقط، ولا يجوز أن يتم الجمع بينهما من غير عذر، فالواجب أن يصلِّي المسلمون صلواتهم في أوقاتها وألّا يجمعوا بين أي صلاة وأخرى، وإنَّما يحلُّ الجمع بعذر فقط، والله تعالى أعلم.[٤]

أحوال الجمع بين الصلاتين

بعد تسليط الضوء على ما جاء من حكم الجمع بين الصلاتين وقبل الحديث عن كيفية صلاة جمع التأخير، إنَّ الجمع بين الصلاتين رخصة هيَّأها الله -سبحانه وتعالى- لعباده المسلمين، تخفيفًا لهم وعونًا لهم على أحوالهم التي قد يتعذَّر عليهم فيها أداء الصلاة على وقتها، ومن أبرز الأحوال التي يحلُّ للمسلم فيها الجمع بين الصلاتين ما يأتي:[٥]
  • في عرفات: يُشرَّع للحاج أن يجمع بين الصلاتين في عرفات، فيجمع جمع تقديم؛ حيث يصلي الظهر والعصر عند وقت الظهر، ويشرَّع للحاج أنْ يجمع جمع تأخير؛ فيصلِّي المغرب والعشاء بعد الإفاضة من وقفة جبل عرفات.
  • في السفر: يحلُّ للمسافر أن يجمع بين صلاتي العصر والظهر وبين صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، وهذا ما جاء به الشافعية والحنابلة والمالكية، روى معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا"[٦].
  • عند المرض: يحلُّ للمريض أن يجمع بين الظهر والعصر وأن يجمع بين المغرب والعشاء، وهذا ما ذهب إليه علماء المالكية والحنابلة؛ حيث اعتبر هؤلاء العلماء المرضَ عذرًا من الأعذار التي يحلُّ فيها للمسلم أن يجمع بين صلاتين، وهنا يحجِّم الشافعية الحكم ويجعلون الجمع الجائز في حالة المرض هو جمع التقديم فقط، وقال الحنفية وقسم من الشافعية بعدم جواز الجمع عند المرض لعدم وجود دليل ثابت.
  • عند هطول المطر الذي يبلُّ الثياب: يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلاتين عند هطول المطر الذي يبلُّ الثياب، جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: "أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ يصلِّي بالمدينةِ، يَجمعُ بينَ الصَّلاتينِ بينَ الظُّهرِ والعصرِ، والمغربِ والعشاء مِن غيرِ خوفٍ ولا مَطرٍ، قيلَ لَهُ: لِمَ ؟ قالَ: لئلَّا يَكونَ علَى أمَّتِهِ حرجٌ"[٧].
  • في الخوف: أباح الحنابلة وقسم من علماء الشافعية وقسم من المالكية أيضًا الجمع بين الصلاتين للخوف، واستدلوا بحديث ابن عباس أيضًا، وذهب أكثر الشافعية والمالكية إلى عدم جواز الجمع عند الخوف، والله تعالى أعلم.

كيفية صلاة جمع التأخير

بعد سرد أبرز الأعذار الشرعية التي تبيح للإنسان الجمع بين الصلاتين في الإسلام، إنَّه لجدير بالذكر إنَّ كيفية صلاة جمع التأخير ليست معقدة، فإذا تحقق عذر من الأعذار الشرعية التي تُبيح للمسلم الجمع بين الصلاتين، فإنَّ الجمع يكون حصرًا بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء، أمَّا صلاة الفجر فتبقى على حالها ولا يجوز جمعها مع أي صلاة أخرى، ويتمُّ الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بتأدية هاتين الصلاتين في وقت إحداهما مع مراعاة الترتيب؛ أي مع ضرورة أداء صلاة الظهر أولًا ثمَّ العصر، وجمع التأخير يجب أن يكون في وقت صلاة العصر حصرًا، حيث يفوت وقت الظهر فيصلِّي المسلم صلاة الظهر أولًا ثمَّ يسلم ويصلِّي العصر معها في وقت العصر، وإذا صلَّى الظهر والعصر في وقت الظهر يكون الجمع جمع تقديم وليس جمع تأخير.[٨]
أمَّا بالنسبة لصلاتي المغرب والعشاء، فيجوز الجمع بينهما بعذر شرعي، وهذا الجمع يكون إمَّا جمع تقديم وذلك بأداء صلاة العشاء مع صلاة المغرب في وقت المغرب مع ضرورة البدء بصلاة المغرب، أو أداء صلاة المغرب مع صلاة العشاء في وقت العشاء مع البداية بصلاة المغرب أولًا ويُسمَّى هذا جمع تأخير، وجدير بالذكر إنَّه لا يجوز في الإسلام أن يجمع المسلم بين الفجر والعشاء أو بين الفجر والظهر أو بين العصر والمغرب أبدًا، والله أعلم.[٩]

تعريف القصر في الصلاة

في ختام ما ورد من حديث عن كيفية صلاة جمع التأخير في الإسلام، إنَّ من الجدير بالذكر أنْ يتم الحديث عن القصر في الصلاة، ومعنى القصر أن تصير الصلاة الرباعية ركعتين فقط في حالة السفر، أي أن يصلِّي المسافر المسلم صلاة الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط، وهذا ما اتَّفق عليه أهل العلم، فالقصر أفضل للمسافر من إتمام الصلاة، وفي القصر اقتداء برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "صَحِبْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَكانَ لا يَزِيدُ في السَّفَرِ علَى رَكْعَتَيْنِ، وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ كَذلكَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ"،[١٠]والقصر في الإسلام سنَّة مؤكدة على رأي الجمهور، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والقصر سببه السَّفر خاصة، لا يجوز في غير السفر، وأما الجمع فسببه الحاجة والعذر، فإذا احتاج إليه جمع في السفر القصير والطويل، وكذلك الجمع للمطر ونحوه، وللمرض ونحوه، ولغير ذلك من الأسباب، فإن المقصود به رفع الحرج عن الأمة"، والله تعالى أعلم.[١١]

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق