فقر الدم والحمل
يُعدّ فقر الدم الناتج عن انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبين من المضاعفات الشائعة أثناء الحمل، وفي الحقيقة قد يسبب فقر الدم أثناء الحمل العديد من الأعراض، مثل: الضعف أو التعب، والدوخة، وضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها، والشعور بألم في الصدر، وشحوب البشرة، والشفاه، والأظافر، وبرودة اليدين والقدمين، وصعوبة التركيز، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن تصنيف فقر الدم أثناء الحمل إلى عدة أصناف، حيث يعتبر فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك (بالإنجليزية: Folate-deficiency anemia)، وفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين B12 (بالإنجليزية: Vitamin B12 deficiency anemia) من أكثر الأنواع الشائعة لفقر الدم في الحمل، بالإضافة إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron-deficiency anemia)؛ الذي يُعدّ أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً خلال فترة الحمل، حيث يصيب ما يقارب 15-25٪ من حالات الحمل.[١]نسبة الهيموجلوبين الطبيعيّة للحامل
يُعدّ الهيموجلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin) البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red blood cells) واختصاراً RBCs إلى جميع أنحاء الجسم، وفي الحقيقة تعتمد القيمة الطبيعية له على العديد من العوامل، مثل: العمر، والجنس، والتاريخ المرضي، حيث يتراوح المعدل الطبيعي للهيموجلوبين بالنسبة للرجال بين 13.5-17.5 جراماً لكل ديسيلتر، أما بالنسبة للنساء فيتراوح المعدل الطبيعي للهيموجلوبين بين 12.5-15.5 جراماً لكل ديسيلتر،[٢] وبالنسبة للحامل فإنّ المعدل الطبيعي للهيموجلوبين أثناء الثلث الأول من الحمل يتراوح بين 11.6-13.9 جراماً لكل ديسيلتر، وبين 9.7-14.8 جراماً لكل ديسيلتر أثناء الثلث الثاني من الحمل، وبين 9.5-15 جراماً لكل ديسيلتر أثناء الثلث الأخير من الحمل.[٣]مضاعفات فقر الدم أثناء الحمل
يمكن أن يزيد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد الحاد أو غير المعالج أثناء الحمل من خطر حدوث الولادة المبكرة (بالإنجليزية: Preterm birth) أو انخفاض وزن المولود، واكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum depression)، وولادة طفل مصاب بفقر الدم، وتأخُّر نمو الطفل، بالإضافة إلى الحاجة إلى نقل الدم أثناء الولادة في بعض الحالات، بينما يمكن أن يزيد فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك غير المعالج من خطر حدوث العيوب الخلقية الخطيرة في العمود الفقري أو الدماغ، والذي يعرف بعيوب الأنبوب العصبي (بالإنجليزية: Neural tube defects)، إضافة إلى زيادة خطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود.[٤]الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل
يمكن الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل من خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وذلك بتناول ثلاث حصص على الأقل في اليوم من تلك الأطعمة، ومن هذه الأطعمة اللحم الأحمر الخالي من الدهون، والدواجن، والأسماك، والخضار الورقية الداكنة؛ كالسبانخ، والبروكلي، واللفت الأخضر، والحبوب الغنية بالحديد، والفاصوليا، والعدس، والتوفو، والمكسرات، والبذور، والبيض، كما تنبغي الإشارة إلى ضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C أثناء تناول الأطعمة الغنية بالحديد، إذ إنّ ذلك يعزز امتصاص المزيد من الحديد، ومن الأمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين C الفواكه الحمضية وعصائرها، والفراولة، والكيوي، والطماطم، والفلفل، فعلى سبيل المثال ينصح بشرب كوب من عصير البرتقال مع وجبة الإفطار التي تحتوي على الحبوب المدعمة بالحديد لزيادة امتصاص الحديد، ولا ننسى التأكيد على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك خوفاً من نقصه أثناء الحمل، ومن الأمثلة على تلك الأطعمة الخضار الورقية الخضراء، والفواكه الحمضية وعصائرها، والفاصوليا المجففة، والخبز والحبوب المدعمة بحمض الفوليك، وقد يوصي الطبيب بتناول المكملات التي تحتوي على المعادن والفيتامينات، مثل الحديد وحمض الفوليك.[٤]مضاعفات الحمل الأخرى
يمكن أن تعاني بعض النساء من مضاعفات مختلفة أثناء الحمل، قد تؤثر في صحة الأم، أو صحة الجنين، أو كليهما، وفي الحقيقة تنصح المرأة بزيارة الطبيب بشكلٍ متكرر ودوري قبل الحمل وأثناءه للوقاية من هذه المضاعفات، وتداركها إن حصلت قبل أن تصبح ذات تأثير خطير في الحمل، ومن المضاعفات الشائعة أثناء الحمل ما يأتي:[٥]- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل نقص وصول الدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية إلى المشيمة، مما يؤدي إلى بطء نمو الجنين وخطر الولادة قبل الأوان، وزيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (بالإنجليزية: Preeclampsia).
- سكري الحمل: (بالإنجليزية: Gestational diabetes) يمكن أن يسبب سكري الحمل غير المعالج الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وكبر حجم الجنين، مما يزيد من خطر الولادة القيصرية.
- العدوى: قد تصاب الحامل بالعدوى أثناء الحمل أو الولادة، ومن الأمثلة على العدوى التي تصيب الحامل أثناء الحمل، العدوى الناجمة عن الأمراض المنقولة جنسياً، والتي تسبب مضاعفات للحامل والجنين أثناء الحمل، وقد تنتقل من الأم إلى الرضيع أثناء الولادة، وتتضمن مضاعفات العدوى زيادة خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، وزيادة خطر العيوب الخلقية، مثل العمى، والصمم، وتشوه العظام، والإعاقة الذهنية، وولادة جنين ميت.
- الغثيان الشديد والقيء: والذي يعرف بالقيء المُفْرِط الحَمْليّ (بالإنجليزية: Hyperemesis gravidarum)، حيث يمكن أن تصاب الحامل بالغثيان المستمر، وفقدان الوزن، وانخفاض الشهية، والجفاف، والشعور بالإغماء، ومن الممكن أن يتطلب علاج هذه الحالة إدخال الحامل إلى المستشفى وإعطائها السوائل والمغذيات.
- الولادة المبكرة: ويقصد بها تلك التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، وقد تتسبب بمضاعفات خطيرة للجنين، نظراً لعدم اكتمال نمو الرئتين والدماغ، ويجدر القول إنّ بعض العوامل، مثل: العدوى، وقصر عنق الرحم، وحدوث ولادة مبكرة سابقة قد تزيد من خطر الولادة المبكرة، ومن الممكن استخدام هرمون البروجستيرون لتفادي حدوث الولادة المبكرة عند بعض النساء.
- الإجهاض: (بالإنجليزية: Miscarriage) ويقصد به فقدان الحمل بسبب طبيعي قبل الأسبوع العشرين من الحمل، ومن أعراض الإجهاض النزيف المهبلي، والتشنجات، وغيرها.
- ولادة جنين ميت: (بالإنجليزية: Stillbirth)، وهو فقدان الحمل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد تحدث ولادة جنين ميت نتيجة وجود تشوهات في الكروموسومات، ومشاكل المشيمة، وضعف نمو الجنين، والأمراض المزمنة لدى الأم، والعدوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق