قصة النبي صالح
قصة النبي صالح -عليه السلام- قصة فيها الكثير من العبر، إذ إنّ الله تعالى أرسله إلى قوم ثمود، وقوم ثمود كانوا يعبدون الأصنام دون الله تعالى، ولا يؤمنون بالله ويعيشون في ضلالهم، فأرسل الله إليهم النبي صالح -عليه السلام- كي يرشدهم إلى الحق، ويعبدوا الله تعالى وحده، ويتركوا عبادة الأصنام، خصوصًا أن الله تعالى جعل قوم ثمود خلفاء لقوم عاد الذين أهلكهم الله وجعلهم عبرة لمن يعتبر، كما ذكّرهم بنعم الله تعالى عليهم، لكنهم اتهموه بأنه ساحر وكذبوه، وطلبوا منه معجزةً كي تُظهر نبوّته وصدقه، وعندما سألهم صالح -عليه السلام- عن المعجزة التي يريدونها، طلبوا منه أن يُخرج لهم من الصخرة ناقة عشراء عظيمة، ووضعوا شروطًا صعبة جدًا لهذه الناقة.أخرج النبي صالح -عليه السلام- لقومه ناقة من الصخر بحسب المواصفات التي يُريدونها، وأصبحت الناقة أمامهم ترعى، فتعجب قوم ثمود من هذه الناقة وآمن القليل منهم فقط، لكن أكثرهم استمروا في الكفر، وقد طلب من قومه أن يتركوا الناقة ترعى وأن تشرب من ماء البئر يومًا، ويشربون هم من الماء في اليوم الذي يليه، وهكذا، وكانوا هم يشربون من لبن الناقة، واستمرّ الوضع على هذا الحال حتى اجتمع قوم صالح -عليه السلام- كي يتناقشوا في أمر الناقة، وأخذوا يتحاورون في إبقائها أو قتلها، فرفض بعضهم قتلها خوفًا من غضب صالح -عليه السلام- الذي أخبرهم أن الله تعالى سيغضب إن ألحقوا ضررًا بالناقة، لكنهم في نهاية الأمر قرروا قتل الناقة.
اجتمع تسعة رجال من قوم ثمود كي يقتلوا ناقة صالح -عليه السلام- فقتلوها، كما قتلوا ولد الناقة، وعندما وصل الخبر إلى النبي صالح -عليه السلام- حذرهم بأن العذاب الشديد من الله تعالى سيأتي إليهم بعد ثلاثة أيام، لكن قومه استهزأوا بكلامه، ولم يصدقوه، وقرروا أن يقتلوا صالح أيضًا، وبعد مضي ثلاثة أيام، أي في اليوم الذي حدده لهم صالح -عليه السلام-، أرسل الله إلى التسعة الذين قتلوا الناقة حجارة وأهلكهم قبل أن يُهلك قومهم، وفي اليوم الأول كانت وجوههم مسفرة، ثم أصبحت في اليوم التالي محمرة، وفي اليوم الثالث أصبحت وجوههم سوداء، وفي يوم الأحد جلس القوم ينتظرون العذاب الذي سيحلّ بهم، فبعث الله لهم رجفة في الأرض، فهلكوا جميعًا.
في قصة صالح -عليه السلام- دروسٌ وعبر، يجب الاستفادة منها، وأهمها أن نهاية الكفر والطغيان تنتهي بغضب الله تعالى وإهلاكه للكافرين، كما أنّ من يتعدّى على حدود غيره سينال جزاءه المحتوم من العذاب، وهذا ما حدث مع قوم صالح -عليه السلام- حين اعتدى قومه على الناقة التي أمرهم أن يتركوها بحالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق