في المقال التالي نوضح لكم ما صحة حديث اطلبوا العلم ولو في الصين
بالتفصيل، فالحديث النبوي هو القول الذي صدر من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، كما أنه الفعل أو التقرير الذي قام به النبي، أو الصفة الموجودة في
شخصيته، فأفعال النبي عليه الصلاة والسلام وأقواله هي منهج لكل مسلم أمن
بالله وبرسوله، والأحاديث النبوية تأتي بعد آيات الله في كتاب القرآن
الكريم، حيث تُفسر لنا الأحاديث أركان الدين وتعاليمه، فعلى سبيل المثال،
قد أمرنا المولى سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة في القرآن الكريم، ولكن لم
يذكر ما هي عدد ركعات كل صلاة، وما هي الشروط الواجبة لإقامتها، فنجد
الأحاديث النبوية هي من فسرت لنا آيات كتاب الله، وأنارت لنا الطريق الذي
نسير فيه على نهج الدين الإسلامي، ويوجد في الحديث ما هو صحيح، وما هو
مكذوب، وما هو ضعيف، وذلك وفقاً لمن رواه، ولهذا سنعرض لكم من خلال فقرات التالية صحة أحد الأحاديث النبوية، فتابعونا.
ما صحة حديث اطلبوا العلم ولو في الصين
يجب على المسلم أن يتأكد من درجة الحديث الشريف قبل ذكره والاستناد به، وذلك لوجود الكثير من الأحاديث المكذوبة التي أُسندت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالباطل، ويُقصد بالمكذوبة أي التي لم يقولها النبي عليه الصلاة والسلام، وروى بعض الناس تلك الأحاديث وتداولوها فيما بينهم على أنها حديث نبوي شريف، فالتحري من درجة الحديث يساعد على الحد من نشر الأكاذيب، كما يجب الاستناد بالأحاديث الصحيحة فقط، ففيها ما يغني عن أي حديث مكذوب.أما عن مقولة (أطلبوا العلم ولو في الصين)، فهو حديث باطل ومكذوب، وقد أشار ابن الجوزي أن تلك المقولة من الأحاديث المكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام، وقد قال ابن جبان (وهو باطل لا أصل له وفي إسناده أبو عاتكة وهومنكر الحديث)، وقد أكد الشيخ الألباني على أن الحديث مكذوباً وباطلاً، حيث قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (وخلاصة القول أن هذا الحديث بشطره الأول، أي اطلبوا العلم ولو بالصين، الحق فيه ما قاله ابن حبان وابن الجوزي، أي باطل ومكذوب، إذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به)، الأمر الذي يؤكد ضعف الحديث.
وبهذا نكون قد أوضحنا لكم ما صحة مقولة (أطلبوا العلم ولو في الصديق)، وأنها ليست بحديث شريف، بل هي حديث مكذوب، مع توضيح رأي العلماء في صحة تلك المقولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق