القزع
القزع هو حلقُ بعض شعرِ الرأس وتركُ بعضِه، أو أن يحلقَ الشخصُ بعض
المواضعَ المتفرِّقة من الرأس، وقد أُخِذت هذه الكلمة من القَزَع: وهو
القطع الرقيقة من السحابِ وواحدتها القَزَعة، أمَّا قصُّ جوانب الشعر أو
تخفيفه فلا يندرجُ ضمن مسمَّى القَزع الذي ذكره
رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن حكم القزع في الإسلام وعن حكم التشبه بالكفار .
حكم القزع
نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- عن القزع كما وردَ في عدَّة أحاديث شريفة، عن
عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما- في
صحيح مسلم: “أنَ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- نهى عن القزع، وقيل لنافع: ما القزع؟، قال: أن يحلقَ بعض رأس الصبي ويتركَ بعضه”
وهذا النهي في الأحاديث الشريفة التي وردت عن
النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- تُبيِّنُ أنَّ حكم القزع محمولٌ على
الكراهية وليس على التحريم، فقد قال الإمام النووي في هذا: يُكره القزعُ،
وهو حلقُ بعض الرأس لحديثِ ابن عمر في الصحيحين، لذلك فإنَّ حكم القزع
مكروه ومنهيٌّ عنه، أمَّا إذا كان القزع تشبُّهًا بالكفار فإنَّ حكم القزع
يصبحُ حرامًا؛ لأنَّ التشبُّه بالكفار حرام كما وردَ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم” .
حكم التشبه بالكفار
يجبُ على المسلمِ أن يبتعِدَ عن التشبُّه بالكفار، وقد حذَّر رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- من اتِّباع الكفار من
اليهود أو
النصارى أو
المجوس
أو غيرهم؛ ليكونَ المسلمُ مستقِّلًا بشخصيَّته، فلا يقلِّدُ الكفار لا
بأخلاقهم ولا بأعمالهم ولا بأعيادهم ولا بلباسهم، لذلكَ فإنَّ التشبُّه
بالكفار حرامٌ كما وردَ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّه قال في
الحديث الصحيح: “بُعِثتُ بينَ يَدي السَّاعةِ بالسَّيفِ، حتَّى يُعبَدَ
اللهُ تعالَى وحدَه لا شَريكَ له، وجُعلَ رِزقي تحتَ ظلِّ رُمحِي، وجعِلَ
الذُّل و الصَّغارُ على
مَن خَالفَ أمرِي، و
مَن تشبَّه بِقومٍ فهُو مِنهم” ،
فالواجب على المسلمين جميعًا أن يبتعدوا عن التشبُّه بأعدائهم بكلِّ
الأمور، أمَّا الأمور التي فيها نفعٌ للمسلمين فلا تُسمَّى تشبُّهًا
بالكفار ويجوزُ للمسلمين الأخذ بها والانتفاع بما فيها من خيرٍ ونفعٍ
للمسلمين، والله تعالى أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق