سنكشف لكم اليوم مدى صحة حديث من يبارك الناس بهذا الشهر يحرم عليه النار ، فالأحاديث النبوية التي جاءت عن الرسل هدفها توعية الأفراد بما يبنبغي عليهم القيام به، أو نقل عظة ورسالة لهم، ومما لا شك فيه أن للأحاديث النبوية دور مهم جدًا في حياة المسلم، فهي التي تعينه على فهم تعاليم دينه، فالرجوع إلى الأحاديث والسنة النبوية يعين على فهم الكثير من الأمور، ومن خلال السطور التالية سنتحدث معكم عن أهمية التدقق في صحة الأحاديث، وهل حديث “من يبارك الناس بهذا الشهر يحرم عليه النار” حديث صحيح أم لا.
صحة حديث من يبارك الناس بهذا الشهر يحرم عليه النار
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والعرض منها فهم أمور الدين، والإستناد إليها في الأمور المُحيرة لمعرفة الطرق الصحيحة لتخطي الأزمات، وللوعي بتعاليم الدين الصحيحة، وفي الآونة الأحيرة نجد أن هناك العديد من الأحاديث التي تم تداولها عن أمور المسلمين، وعن التهنئة بالأيام وغيرها من الأحاديث، ومن هنا جاء دور الفرد في التمعن والتحقق من صحة الأحاديث حتى لا يختلط عليهم الأمر بين الأحاديث الصحيحة التي وردت عن الرسول، والأحاديث التي لا أصل لها، ومن خلال السطور التالية سنكشف لكم عن صحة حديث “من يبارك الناس بهذا الشهر”.رأي دار الإفتاء في صحة هذا الحديث
ينبغي على المسلم التحقق من صحة الحديث قبل التسليم به، حتى لا يختلط عليه الأمر بين ما ينبغي أن يتبع وبين ما ينبغي أ، يترك، فلقد أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتحقق من الأقول التي تصل إلينا عن نقلًا عن لسانه، حتى لا يسيء الفرد إلى فهم تعاليم الدين الإسلامي، وبذلك يتعرض إلى عقاب شديد.وفيما يخص حديث “من يبارك الناس بهذا الشهر يحرم عليه النار”، فهذا الحديث غير صحيح ولم يرد عن لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو من الأحاديث الموضوعة افتراءًا عن لسان الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد أكدت دار الإفتاء أنه لم يرد ولا حديث عن لسان الرسول بالتهنئة بمناسبة حلول سهر رجب، ولكن هذا لا يعني أن الرسول منع التهنئية بحلول الشهور، قد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل عليه شهر رجب قال: {اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ}.
ومن الجدير بالذكر أن الإفتراء وإنساب الأقوال الغير حقيقية للرسول أمر من الأمور البغيضة التي سيحاسب الله العبد عليها حسابًا شديدًا، فالكذب من الكبائر، ما بالك لو أن هذا الكذب يتم إدعائه عن لسان أشرف الخلق سيدنا محمد، فكيف سيكون الحساب حينها، وقد جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم فيما يخص هذا الصدد قوله {مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق