-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الخميس، 23 أبريل 2020

آداب النصيحة في الإسلام

آداب النصيحة في الإسلام

مفهوم النصيحة

مفهوم النصيحة في اللغة يدور حول النُصح وهو عكس الغُش وأصل المُصطلح في اللغة الخُلوص، أما بالاصطلاح فيأتي المعنى النهي عن المفاسد، والدعوة إلى الصلاح والهُدى للوصول إلى التقوى، كما أن بالنصيحة حظ للمُتلقي والذي يُسمى المنصوح لأن الناصح يُريد الخير بنصيحته، وبالنصيحة يستوي الناس لطريق الخير والرشاد، كما فيها أمن ورخاء وصلاح، وذُكر لفظ النصيحة ومُشتقاته في القراَن الكريم وفي أحاديث نبوية شريفة وهذا دليل على أهميتها في الدين الإسلامي، هذا المقال يُسلط الضوء على آداب النصيحة في الإسلام، كما يتطرق لفضلها وكيفية التعامل مع رافضها، بالإضافة للفروقات الجوهرية بين النصيحة والتعيير.[١]

آداب النصيحة في الإسلام

ينبغي على المسلم مراعاة آداب النصيحة في الإسلام وعلى رأسها الإخلاص، وذلك بأن يكون الناصح قصده مُخلصًا لوجه الله تعالى، وفي ذلك قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}،[٢] وبالآية الكريمة أمر الله تعالى بعبادته بإخلاص، ومن آداب النصيحة في الإسلام أن يتمتع الناصح بالرِفق لأنه يزن كل شيء ويضع الأمور في مكانها الصحيح، وفي هذا المحور نفى الله تعالى بكتابه الكريم صفة الغلظة عن النبي الكريم بقوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}،[٣] واللين والرفق من سمات نبي الرحمة وقدوة المسلمين.[١]
والسّرية تُعد من آداب النصيحة في الإسلام، وفي ذلك أن تقديمها أمام الناس قد يؤدي لردة فعل عكسية في بعض الأحيان، وقد لا يستقبل المنصوح الكلام بالطريقة السليمة وإنما قد يعد توبيخًا، وبهذا تزداد الأمور سوءًا، والوعظ بالسر نصيحة أما الوعظ بالعلن فضيحة، وباستمرار الحديث عن آداب النصيحة في الإسلام يجب ذِكر الذكاء بالأمر، وفي ذلك اختيار الناصح الوقت المنُاسب لتقديم النُصح، وباختيار الوقت والزمن بشكل صحيح يجعل المُتلقي يتقبل الكلام بسلاسة دون تعنُت ومن يتقن ذلك الأمر يُعد من مخاطبي القلوب المؤثرين نظرًا لاقتناصه الفرصة المناسبة.[١]
ويجب على الناصح معرفة كيفية بداية الحديث مع المنصوح، وذلك بمديحه أولًا ثم البدء بالكلام اللين وفي ذلك فتح مساحة كبيرة للحديث، ومن آداب النصيحة في الإسلام عدم تجريح المنصوح أو التنقيص من شأنه، وينبغي اخباره أن البشر مُعرضين للوقوع بذات المشاكل أو الانتكاسات، كما على الناصح ضرب أمثلة على نفسه في كيفية الخروج من المأزق، كما على المُتكلم تقديم النقد للحدث نفسه وليس لفاعله، ويجب تقديم الحلول الجيدة بعيدًا عن كلام المُناظرة الذي لا يُفيد مع فتح الأبواب المُناسبة، ولأن ترك المألوف دُفعة واحدة أمر صعب يجب على الناصح التدرُج وعدم اليأس، ومن آداب النصيحة في الإسلام عدم ترك المنصوح حتى ثباته في الخير والصلاح دون الدخول في مرحلة الملل.[٤]

فضل النصيحة في الإسلام

التعريج على النصيحة في الدين الإسلامي مطلب أساسي لا سيما بعد التطرق إلى نصوص فيها آداب النصيحة في الإسلام، قال الرسول الكريم: "إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: للهِ، وكتابِه، ورسولِه، وأئمةِ المؤمنين، وعامَّتِهم، وأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم"،[٥] ومن فضلها تجنيب الشر والفتنة وحُب الخير للناس، وفيها مصلحة مُجتمع بالتستر على الرذائل وبث الفضائل، وفي تقديم النصيحة تزداد محبة الناس وتنخفض نسبة الحساد.[٦]
وكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يُقدم للصحابة -رضوان الله عليهم- النصائح في شتى مجالات الحياة، وذلك في الأمور الدينية ومنها العبادة والدعوة كما قدم نصائح اجتماعية مثل شؤون الأسرة وغيرها الكثير من النصائح النبوية، ومن قدم نصيحة لتقريب شخص من الله ورسوله حصل على الأجر والثواب ولم يُصنف في دائرة الغش ما شابه ذلك، وحسب أهل العلم فإن النُصح لله تعالى من أفضل الأعمال، ومن أشكال النصيحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تُعد النصحية جوهر الإيمان وتُدار بقضاء الحاجات قبل القيام بالنُصح وفي ذلك دليل على التماسك المُجتمعي والتقرب من الخالق ونبيه وكتابه الكريم.[٦]

كيفية التعامل مع من يرفض النصيحة

بعض الأشخاص يمتنعون عن قبول الحق وسماع النصيحة ورُبما يكون السبب التكبر والذي يُصنف أنه داء خطير، لأنه كان سببًا بطرد إبليس من الجنة، وكذلك الكِبر كان السبب الرئيس في عناد قُريش وعدم دخول بعضهُم بدعوة النبي الكريم، وبالعادة تكون نظرة المُتكبر للناس نظرة احتقار وتعالٍ، والكِبر عبارة عن نقص في العقل ويتم تعويضه بالنظرة العُلوية على الناس، وجاء في الكتاب الكريم وعد من الله تعالى للمُتكبرين بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}،[٧] ولأن التكبُر فيه غضب من الرحمن الرحيم، ينبغي على المُسلم تقديم النُصح للمُتكبر وتذكيره بفضل الله تعالى في الدنيا والاَخرة وتحذيره من الوقوع بدائرة المغضوب عليهم.[٨]
ومن لم يستطع تقديم النُصح للناس عليه الاستعانة بأصحاب الخبرة والتجارب وهم الأكبر عُمرًا وقدرًا مع الحرص على تقديم النصيحة بعيدًا عن العامة واختيار الطريقة المُناسبة المكان والأسلوب والزمان، ولعل هذا فيه دخول للمُتكبر في باب التقوى والتخلي عن الكِبَر، الذي يعد معيارًا التفاضل بين الناس عند الخالق -جل جلاله- كما أنه سببًا لدخول الجنة، ومن أساليب التعامل مع رافض النصيحة سرد قصص التواضع وأهله وكيفية رفعِهِم بسبب صِفاتِهِم النبيلة، مع التذكير بأن المُتكبرين إخوان الشياطين والبقاء على ما هم فيه مصيره جهنم وبئس المصير.[٨]

الفرق بين النصيحة والتعيير

النصيحة تضع الناس عند مُفترق طرق، فأحد المسارات يكون فيها اتباعٌ لآداب النصيحة في الإسلام، والمسار الاَخر يدخل في التعيير وما شابه ذلك من أمور الشماتة التي يُفضِلها أصحاب القُلوب المريضة، والفرق بين المسارين كبير وجوهري ولعدم الاختلاط هذا توضيح شامل للفروقات بين النصيحة والتعيير، المؤمن المُقرب من الله تعالى ينصح، أما الفاجر يُعير لأهداف شيطانية، وإشاعة العيوب أمر مُحرم من الله ورسوله وجاء في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}،[٩] وفي هذا السياق وردت عدة أحاديث عن النبي الكريم، والناصح هدفه إزالة العيوب بينما الفاجر يهدُف إلى الفسوق والعصيان وهذه صفات الشياطين، وصاحب العقل النير يُفرق فورًا بين النصيحة والفضيحة.[١٠]

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق