صلاة الفجر
صلاة الفجر نفحة من النفحات الإلهية التي وضعها الخالق -سبحانه وتعالى-، ليتزود بها العبد الضعيف في مواجهة هذا الكون الهائل العظيم الذي يدير الرؤوس، إنها إشراقة الروح كإشراقة الفجر، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ"[١]وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا"[٢]، ومن خلال هذا المقال سنقدم بعض الإجابات لمن يسأل كيف تستيقظ لصلاة الفجر.[٣]كيف تستيقظ لصلاة الفجر
إن من أهم أسباب معرفة كيف تستيقظ لصلاة الفجر هو حسن التوكل على الله والإستعانة به -سبحانه وتعالى-، وفي حديث معاذ -رضي الله عنه- "أنَّ رسولَ اللَّه -صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ- أخذَ بيدِهِ، وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسنِ عبادتِكَ"[٤]فالانطراح على الأعتاب الإلهية، والبراءة من حول الإنسان وقوته إلى حول الله وقوته من أعظم العوامل للإعانة على هذه العبادة العظيمة.[٥]هذا بالإضافة إلى بعد المسلم والمسلمة عن صغائر الذنوب قبل كبارها من غيبة ونميمة وإطلاق بصر، فقد تكون عقوبة الذنوب حرمان صلاة الفجر، ويجب عدم التأخر في السهر بالليل، حتى لا يسقط الإنسان كالمغمي عليه بعد أن يكون قضى وقته أمام التلفاز والقيل والقال، والاستعانة أيضًا -بعد الله- بالأهل لإيقاظ بعضهم البعض، وضبط المنبه، وتجنب أي سبب يمنع المسلم أو المسلمة عن هذه العبادات العظيمة، وهذه الأمور من المهمات الواجب الأخذ بها لكل سائل يقول كيف تستيقظ لصلاة الفجر.[٥]
كيفية صلاة الفجر
ليس البحث عن كيف تستيقظ لصلاة الفجر ما يشغل المصلي بل إن من المهم جدًا أن يعلم أن ترك هذه الصلاة العظيمة من علامات النفاق، فقد كان الصحابة يستطيعون معرفة المنافقين في حال غيابهم عن صلاة الفجر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ".[٦][٧]وهي ركعتان جهريتان، يبتدئ المصلي فيهما بدعاء الاستفتاح، فقد كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا كبَّر في الصَّلاةِ سكَت هُنَيهةً قبْلَ أنْ يقرَأَ، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ بأبي وأُمِّي، أرأَيْتَ سكوتَكَ بَيْنَ التَّكبيرِ والقراءةِ، ما هو؟ قال: أقولُ: "اللَّهمَّ باعِدْ بَيْني وبَيْن خَطايايَ كما باعَدْتَ بَيْنَ المشرِقِ والمغرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني مِن الخَطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللَّهمَّ اغسِلْني مِن خَطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ"[٨]ولا بد أن يكون المصلي متطهرًا مستقبل القبلة، رافعًا يديه حذو منكبيه مكبرًا تكبيرة الاحرام.[٧]
ثم يقبض بيده اليمنى على يده اليسرى على صدره ويسر بالبسملة ولا يقرأ الفاتحة -لأن قراءة الإمام له قراءة-، ثم يرفع يديه حذو منكبيه مكبرًا ويضع يديه قابضًا على ركبتيه قائلًا: سبحان ربي العظيم ثلاثًا، ثم يرفع رأسه رافعًا يديه حذو منكبيه، قائلًا: "سمع الله لمن حمده" ويقول بعد القيام: "ربنا ولك الحمد"، ثم يسجد مكبرًا مع تمكين أعضاء السجود الأنف واليدين والكفين وأصابع القدمين ثم يقول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاثًا، ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويجلس مفترشًا رجله اليسرى ناصبًا رجله اليمنى، ويقول: "رب اغفر لي" ثم يسجد الثانية كالأولى ثم يرفع رأسه مكبرًا.[٧]
ثم يقف ويفعل في الثانية كما فعل في الركعة الأولى، وبعد الانتهاء من الركعة الثانية يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ على إبراهيمَ، وبارِكْ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيمَ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ" ثم يستعيذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات، ثم يسلم عن يمينه "السلام عليكم ورحمة الله" وعن يساره كذلك.[٧]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق