-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الأحد، 5 أبريل 2020

أدعية تحصين النفس من العين

أدعية تحصين النفس من العين

الدعاء

يعدّ الدعاء في الإسلام عبادة من العبادات التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- لعبادِهِ لتحقيق مبدأ عدم القنوط من روح الله، فيه يتقرَّب العبد إلى ربِّه -جلَّ وعَلا- ويطلب منه حاجته، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "الدُّعاءُ هوَ العبادةُ" [١]، وقد أكَّد الله تعالى في كتابه الحكيم على أنَّه مستجيبٌ لدعاء عباده ما دعوه، قال في محكم التنزيل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [٢]، وفيما يلي سيتم تسليط الضوء على حكم أدعية تحصين النفس بالإضافة إلى الحديث عن أدعية تحصين النفس من العين، والحديث عن فضل الدعاء وأوقاته المستحبة.

حكم تحصين النفس من العين

يسأل كثير من الناس عن مدى صحة حديث العين، وعن حكم تحصين النفس منها، لذلك فإنَّ من الجدير بالقول إنَّه قد ثبتَ في الصحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ العين حقٌّ، فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: "العَينُ حَقٌّ، العَينُ حَقٌّ، تَستَنزِلُ الحالِقَ" [٣]، ويستند العلماء أيضًا على حديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- حيث قال: "العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لَسبَقَتْه العينُ" [٤].
لهذا، وبناءً على هذا الحديث الصحيح، فإنَّه لا ضيرَ في أن يتحصَّن الإنسان من العين بما جاء عن رسول الله من أدعية تحصين النفس من العين، ولا ضيرَ في أنْ يحافظ المسلم على أذكار الصباح والمساء من أجل تحصين النفس من العين ومن أذاها، ولا حرج فيمن رقَى نفسه بالرقية الشرعية من العين شرط أن يطلب من أحدٍ من أهل الاستقامة أن يرقيه، والله أعلم. [٥]

أدعية تحصين النفس من العين

لم يتركِ الإسلام بابًا من الأبواب التي يمكنُ أن يتعرَّض إليها الإنسان إلَّا وطرَقَها وفصَّل فيها، وهذا دليلٌ على عظمة هذا الدين، ولأنَّ العين حقٌّ كما جاء في الصحيح، كان لا بدَّ من تحديد بعض الأمور التي من شأنها أن تقي الإنسان وتدفع عنه شرَّ العين، ومما جاء في السنة النبوية الشريفة من أحاديث تبيِّن أبرز أدعية تحصين النفس من العين، ما يأتي: [٦]
  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "إنَّ جبريلَ أتى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال: يا محمدُ! اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: باسمِ اللهِ أرقيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ، باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ" [٧]، وهذا دعاء من أدعية تحصين النفس الواردة في سنة رسول الله، أن يقول الإنسان: "باسمِ اللهِ أرقيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ أو عينِ حاسدٍ اللهُ يشفيكَ، باسمِ اللهِ أَرْقِيكَ".
  • وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يعوذُ الحسنَ والحسينَ، ويقول: إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ" [٨].
  • وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "إنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان إذا أوى إلى فراشِه كلَّ ليلةٍ، جمع كفَّيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }، ثم يمسحُ بهما ما استطاعَ من جسدِه، يبدأُ بهما على رأسِه ووجهِه، وما أقبل من جسدِه، يفعل ذلك ثلاثَ مراتٍ" [٩]، فالمعوذات تعدُّ بناءً على الحديث السابق من أدعية تحصين النفس من كلَّ ما قد يسوؤها، وهذا ما صحَّ عن رسول الله.
ولا شكَّ في أنَّ الالتزام بأدعية الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي دُبر كلِّ صلاة، وقراءة أواخر سورة البقرة، كلُّها من أدعية تحصين النفس التي دعا إليها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في كثير من الأحاديث، ويجب على المسلم أن يلتزم بها كي يسلم من العين والحسد وما يشابههما، والله أعلم.

فضل الدعاء في الإسلام

إنَّ الدعاء في الإسلام مَرضاة لله، ومَقرُبة منه، وتأكيد على الذلِّ والخنوع لخالق السماوات والأرض، فهو يحقق أساس العبادة وصلبها وأبرز ما يحقق الغاية منها، فهو طلب الأدنى من الأعلى، وطلب العبد من الخالق، وهذا هو أساس العبادة وأساس الإيمان بهذا الخالق والتضرُّع إليه والخنوع أمامه، وقد ظهر فضل الدعاء في الإسلام في أحاديث كثيرة، ومنها: [١٠]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله في الحديث: "أفضلُ العبادةِ الدعاءُ" [١١].
  • وروى أبو هريرة أيضًا إنَّ رسول الله قال: "ليس شيءٌ أكرمَ على اللهِ تعالى من الدعاءِ" [١٢].
  • وروى سلمان الفارسيّ عن رسول الله إنَّه قال: "لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ولا يزيدُ في العُمرِ إلَّا البرُّ" [١٣].
وممّا مرَّ من أحاديث شريفة يمكنُ الاستنتاج إنّ الدعاء هو أفضل العبادة وهو أكرم شيء عند الله تعالى، وهو رادٌّ للقضاء، فينبغي على المسلم أن يحافظ على دعاء الله -سبحانه- في السرَّاء والضرَّاء لقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [٢]، والله أعلم.

أوقات مستحبة للدعاء

حدَّد الإسلام أوقاتًا ثابتة لاستجابة الدعاء، وهي أوقات مستحبة للدعاء، ينبغي على المسلم أن يتحيَّنها، وأن يدعو الله فيها ما شاء من أدعية تحصين النفس أو يدعو الله الصحة والعافية والرزق وغير ذلك، ويُذكر أنّه من أوقات استجابة الدعاء يوم الجمعة، عند نزول المطر، عند سماع صياح الديك، الدعاء دبر كل صلاة، ومن أبرز هذه الأوقات كما جاءت في الكتاب والسنة ما يأتي: [١٤]
  • الدعاء ليلة القدر: فقد وردَ في الحديث عن عائشة أنَّها قال: "يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي" [١٥].
  • الدعاء في جوف الليل: فقد ثبت أنَّ الله ينزل في جوف إلى السماء الأولى ويقول كما جاء في الحديث القدسي: "من يَدعوني فأَستجيبُ لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ" [١٦].
  • بين الأذان والإقامة: فقد جاء عن رسول الله أنَّه قال: "لا يُرَدُ الدُّعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ" [١٧].
  • في السجود: قال رسول الله في الحديث: "أقرَبُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجِدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاءَ" [١٨]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق