أدعية يوم عرفة

يوم عرفة

يوم عرفة، اليوم الذي يقف فيه العباد شعثًا غبرًا لا يرجون سوى رحمة الله والعتق من عذابه، يوم التاسع من ذي الحجة الذي أنزل الله تعالى فيه في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}^[١] فقال اليهود لو نزلت علينا هذه الآية لجعلنا من هذا اليوم عيدًا فيقول لهم الفاروق عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم بعرفة يوم الجمعة، يومٌ اختصَّه الله بالرَّحمات ففتحت فيه أبواب السموات، فكان لا بدَّ من إفرادٍ مقالٍ للحديث عن أهم الأدعية المستحبَّة في هذا الموقف العظيم، لذلك لا بدَّ من التفصيل في أدعية يوم عرفة في هذا المقال.^[٢]

أدعية يوم عرفة

إنَّ الإسلام أول ما نزل فقد نزل بدعوةٍ صادقة قصدت القلوب قبل الجوارح لأنَّ ما وقر في القلب فسيصدِّقه العمل، وما يكلِّلُ القلب من الصدق سيظهر جليًّا في الأفعال والأقوال، فمن أهم العبادات التي قد يغفل عنها المسلمُ ويظنّها من المسلَّمات هي عبادة الدعاء، تلك التي تلهج بلسان المرء وقلبه، فلأهميَّتها الكبرى كان لا بدَّ من اختصاص أعظم يومٍ بأعظمٍ عبادةٍ من أعظم نبيٍّ يختصر الحاجات ببضع من الكلمات فيقول عليه الصلاة والسلام: "خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون مِن قَبلي لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ له الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ"^[٣]، وقد صحَّ عنه -عليه الصَّلاة والسلام- في فضل التسبيح والتَّحميد فقال: "إنَّ أحَبَّ الكلامِ إلى اللهِ أربَعٌ : سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ"^[٤]وربَّما استعان المرء بأدعيةٍ أخرى من القرآن العظيم الواردة في العديد من الآيات مثل قول سبحانه: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}^[٥] أو ربما يدعو المرء بالعديد من الآيات الأخرى أو الأدعية المأثورة الواردة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وفي ذلك تفصيلٌ واضحٌ في أدعية يوم عرفة والله أعلم.^[٦]

فضل يوم عرفة

إنَّ يوم عرفة هو أحد الأيام التي ورد فيها العديد من الخصائص مثل خصوصية الدعاء وخصوصية الشعائر سواء كان المسلم حاجًّا أم غير حاج، وذلك إن دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على عظمة لك اليوم وخيرته من بين الأيام وكفاه شرفًا أنَّه أحد أيَّام عشر ذي الحجة وأحد أيَّام الحجِّ وأحد أيَّام الأشهر الحرم، وقد قال فيه عليه الصلاة والسلام: "ما من عمَلٍ أزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا أعظَمَ مَنزِلةً من خيرٍ عُمِلَ في العَشْرِ منَ الأضحى، قيل: يا رسولَ اللهِ، ولا مَن جاهَدَ في سَبيلِ اللهِ بنفْسِهِ ومالِهِ، قال: ولا مَن جاهَدَ في سَبيلِ اللهِ بنفَسْهِ ومالِهِ إلَّا مَن لمْ يَرجِعْ بنفْسِهِ ومالِهِ."^[٧] ويُستحبُّ الصيام فيه، وهو عيدٌ لأهل الموقف، فيكثر فيه العتق من النَّار ويباهي فيه الله أهل السموات بأهل الأرض، لذلك لا بدَّ من الانتباه إلى عظيم عرفة وأدعية يوم عرفة والله أعلم.^[٨]

المراجع[+]