المديح النبوي
قبل ذكر شعر مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لا بُدّ من ذكر مفهوم المديح النبوي، ويمكن تعريف المديح النبوي بأنه الشعر الذي تغنى به الشعراء لوصف المحاسن الخُلُقية والخَلقِية لحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبيان معجزاته المعنوية والمادية، وذكر المقدسات الإسلامية المرتبطة بحضرته، مع إظهار الشوق للنظر لوجهه الكريم، ومن أهم مظاهر شعر مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أنّه يبرز بطبعة وصبغة دينية بحتة، وأيضًا بأنه مطبوع بالروحانيّة الصوفية، والتي تظهر الحقيقة المحمدية المتجلية في أفضليته وأوليته على الكائنات، ومن أهم ما يميز شعر مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- صدق العاطفة، وتدفّق الأحاسيس والمشاعر، ولاحقًا يذكر شعر مدح الرسول.[١]أشهر من مدح النبي
بعد الحديث عن مفهوم المديح النبوي، يتمّ الآن إفراد الحديث عن أشهر من مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد اختلف المؤرخون حول ظهور فن شعري متفرد، يسمى بالمديح النبوي، ولكن ذلك الشعر قد ظهر منذ ابتداء الدعوة الإسلامية وبعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ عرف الصحابي زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بلقب "شاعر الرسول"، وذلك لنصرته النبي الكريم في العديد من المواقف، إذ كان يذبّ عن النبي ويدافع عنه، وكانت قوة الشعر آنذاك بمثابة وسائل الإعلام حاليًا، وبعدها ظهر شعر مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ظهور عدد كبير ممّن مدح حضرته وتاليًا يذكر أشهر من مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-:[١]- حسّان بن ثابت.
- عبد الله بن رَواحة.
- كعب بن مالك.
- كعب بن زُهير بن أبي سلمى.
- الفَرزدق.
- ابن الفارض.
- جلال الدين الرومي.
- شرف الدين البوصيري.
- يوسف النبهاني.
- أحمد شوقي.
شعر مدح الرسول
بعد ذكر أشهر الشعراء الذين مدحوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وآله الأطهار، يتم الآن إفراد الحديث عن شعر مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسيتم تاليًا ذكر أشهر القصائد التي تغنّت بحضرة النبي الكريم، وذكر محاسنه، وكان أشهر من تغنى بحضرة النبي الكريم، الإمام شرف الدين البوصيري، إذ كتب قصيدة "نهج البردة"، والتي تعد أشهر قصيدة مديح نبوي في العالم الإسلامي، وتاليًا تذكر قصيدة البردة، وعدة من قصائد من شعر مدح الرسول:[٢]
أمِنْ تَذَكُّرِ جِيران بِذِي سَلَمٍ
-
-
-
- مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
-
-
-
-
-
- وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
-
-
-
-
-
- وَما لِقَلْبِكَ إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
-
-
-
-
-
- ما بَيْنَ مُنْسَجِمٍ منهُ ومُضْطَرِمِ
-
-
-
-
-
- ولا أَرِقْتَ لِذِكِرِ البَانِ والعَلَمِ
-
-
-
-
-
- بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ
-
-
-
-
-
- مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ وَالعَنَمِ
-
-
-
-
-
- والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالألَمِ
-
-
-
-
-
- مِنِّي إليكَ ولو أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
-
-
-
-
-
- عَنِ الوُشاةِ وَلا دائي بِمُنْحَسِمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ المُحِبِّ عَنْ العُذَّالِ في صَمَمِ
-
-
-
-
-
- والشِّيْبُ أَبْعَدُ في نُصِحٍ عَنْ التُّهَمِ
-
-
-
-
-
- مِنْ جَهْلِهَا بنذيرِ الشِّيْبِ وَالهَرَمِ
-
-
-
-
-
- ضَيفٍ ألمَّ بِرَأْسِي غيرَ مُحْتَشِمِ
-
-
-
-
-
- كما يُرَدُّ جِماحُ الخَيْلِ باللُّجُمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِمِ
-
-
-
-
-
- حُبِّ الرِّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ الهَوَى ما تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
-
-
-
-
-
- وإنْ هِيَ اسْتَحَلَتِ المَرعَى فلا تُسِمِ
-
-
-
-
-
- مِنْ حَيْثُ لَمْ يّدْرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
-
-
-
-
-
- فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
-
-
-
-
-
- وإنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فاتَّهِمِ
-
-
-
-
-
- فأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الخَصْمِ والحَكَمِ
-
-
-
-
-
- لقد نَسَبْتُ به نَسْلاً لِذِي عُقُمِ
-
-
-
-
-
- وما اسْتَقَمْتُ فما قَوْلِي لَكَ اسْتَقِمِ
-
-
-
-
-
- ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
-
-
-
-
-
- أنِ اشْتَكَت قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ
-
-
-
-
-
- تَحْتَ الحِجَارَةِ كَشْحَاً مُتْرَفَ الأَدَمِ
-
-
-
-
-
- عَنْ نَفْسِهِ فأراها أيُّما شَمَمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ الضَّرُورَة لا تَعْدُو على العِصَمِ
-
-
-
-
-
- لولاهُ لَمْ تُخْرِجِ الدُّنيا مِنَ العَدَمِ
-
-
-
-
-
- والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
-
-
-
-
-
- أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
-
-
-
-
-
- لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
-
-
-
-
-
- مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
-
-
-
-
-
- وَلَمْ يُدانُوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
-
-
-
-
-
- غَرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
-
-
-
-
-
- مِنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
-
-
-
-
-
- ثمَّ اصْطَفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ
-
-
-
-
-
- فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيه غيرُ مُنْقَسِمِ
-
-
-
-
-
- وَاحْكُمْ بما شْئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ
-
-
-
-
-
- وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ
-
-
-
-
-
- حَدُّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بِفَمِ
-
-
-
-
-
- أحْيا اسمُهُ حِينَ يُدْعَى دَارِسَ الرِّمَمِ
-
-
-
-
-
- حِرْصاً علينا فلمْ ولَمْ نَهَمِ
-
-
-
-
-
- في القُرْبِ والبُعْدِ فيهِ غيرُ مُنْفَحِمِ
-
-
-
-
-
- صَغِيرةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أُمَمِ
-
-
-
-
-
- قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عنهُ بالحُلُمِ
-
-
-
-
-
- وأنهُ خَيرُ خَلْقِ اللهِ كلِّهِمِ
-
-
-
-
-
- فإنما اتَّصَلَتْ مِنْ نُورِهِ بهِمِ
-
-
-
-
-
- يُظْهِرْنَ أَنْوَارَها للناسِ في الظُّلَمِ
-
-
-
-
-
- بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالبِشْرِ مُتَّسِمِ
-
-
-
-
-
- والبَحْر في كَرَمٍ والدَّهْرِ في هَمَمِ
-
-
-
-
-
- في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقَاهُ وفي حَشَمٍ
-
-
-
-
-
- مِنْ مَعْدَنَيْ مَنْطِقٍ منهُ ومَبْتَسَمِ
-
-
-
-
-
- طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ وَمُلْتَثِمِ
-
-
-
-
-
- يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ
-
-
-
-
-
- قد أُنْذِرُوا بِحُلولِ البُؤْسِ والنَقَمِ
-
-
-
-
-
- كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرَى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
-
-
-
-
-
- عليهِ والنَّهْرُ ساهي العَيْنِ مِنْ سَدَمِ
-
-
-
-
-
- ورُدَّ وارِدُها بالغَيْظِ حينَ ظَمِي
-
-
-
-
-
- حُزْناً وَبالماءِ ما بالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
-
-
-
-
-
- وَالحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنَى ومِنْ كَلِمِ
-
-
-
-
-
- تُسْمَعْ وَبارِقَةُ الإِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
-
-
-
-
-
- بأنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ
-
-
-
-
-
- مَنْقَضَّةِ وفْقَ ما في الأرْضِ مِنْ صَنَمِ
-
-
-
-
-
- من الشياطِينِ يَقْفُو إثْرَ مَنْهَزِمِ
-
-
-
-
-
- أَوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي
-
-
-
-
-
- نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ
-
-
-
-
-
- تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ
-
-
-
-
-
- فُرُوعُها مِنْ بَدِيعِ الخَطِّ في اللَّقَمِ
-
-
-
-
-
- تَقِيهِ حَرَّ وطِيسٍ لِلْهَجِيرِ حَمي
-
-
-
-
-
- مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةٌ مَبْرُورُةَ القَسَمِ
-
-
-
-
-
- وكلُّ طَرْفٍ مِنَ الكُّفَّارِ عنه عَمِي
-
-
-
-
-
- وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرِمِ
-
-
-
-
-
- خَيْرِ البَرِيِّةِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عالٍ مِنَ الأُطُمِ
-
-
-
-
-
- إلاَّ اسْتَلَمتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ
-
-
-
-
-
- قَلْباً إذا نامتِ العَيْنانِ لَمْ يَنَمِ
-
-
-
-
-
- فليسَ يُنْكِرُ فيهِ حالٌ مُحْتَلِمِ
-
-
-
-
-
- وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
-
-
-
-
-
- وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ
-
-
-
-
-
- حتى حَكضتْ غُرَّةَ في الأعْصُرِ الدُّهُمِ
-
-
-
-
-
- سَيْبٌ مِنَ اليَمِّ أَوْ سَيْلٌ مِنَ العَرِمِ
-
-
-
-
-
- ظُهورَ نارِ القِرَى لَيْلاً عَلَى عَلَمِ
-
-
-
-
-
- وَليسَ يَنْقُصُ قَدْراً غيرَ مَنْتَظِمِ
-
-
-
-
-
- ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ
-
-
-
-
-
- قَدِيمَةٌ صِفَةُ المَوصوفِ بالقِدَمِ
-
-
-
-
-
- عَنِ المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءَتْ ولَمْ تَدُمِ
-
-
-
-
-
- لذِي شِقاقٍ وما تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ
-
-
-
-
-
- أَعُدَى الأعادي إليها مُلْقِيَ السَّلَمِ
-
-
-
-
-
- رَدَّ الغَيُورِ يَدَ الجَاني عَنِ الحُرَمِ
-
-
-
-
-
- وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ
-
-
-
-
-
- ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ
-
-
-
-
-
- لقد ظَفِرتَ بِحَبْلِ اللهِ فاعْتَصِمِ
-
-
-
-
-
- أَطْفَأْتَ نارَ لَظىً مِنْ وِرْدِها الشَّبِمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ العُصاةِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ
-
-
-
-
-
- فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناسِ لَمْ يَقُمِ
-
-
-
-
-
- تَجاهُلاً وهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ الفَهِمِ
-
-
-
-
-
- ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ كم سَقَمٍ
-
-
-
-
-
- سَعْياً وفَوْقَ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
-
-
-
-
-
- وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ
-
-
-
-
-
- كما سَرَى البَدْرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
-
-
-
-
-
- مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَلَمْ تُرَمِ
-
-
-
-
-
- والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخُدُومٍ عَلَى خَدَمِ
-
-
-
-
-
- في مَوْكِبِ كُنْتَ فيهِ صاحِبَ العلَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ الدُّنُوِّ وَلا مَرْقَىً لِمُسْتَنِمِ
-
-
-
-
-
- نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَمِ
-
-
-
-
-
- عَنِ العُيُونِ وَسِرٍّ أَيِّ مُكْتَتِمِ
-
-
-
-
-
- وَجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ
-
-
-
-
-
- وعَزَّ إدْرَاكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ العِنَايَةِ رُكْناً غيرَ مُنْهَدِمِ
-
-
-
-
-
- بأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّا أَكْرَمَ الأُمَمِ
-
-
-
-
-
- كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ
-
-
-
-
-
- حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وَضَمِ
-
-
-
-
-
- أَشْلاَءَ شالَتْ مَعَ العِقْبَانِ والرَّخَمِ
-
-
-
-
-
- ما لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
-
-
-
-
-
- بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لَحْمِ العِدا قَرِمِ
-
-
-
-
-
- يَرْمِي بِمَوجٍ مِنَ الأبطالِ مُلْتَطِمِ
-
-
-
-
-
- يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ
-
-
-
-
-
- مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَةَ الرَّحِمِ
-
-
-
-
-
- وخيرِ بَعلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَلَمْ تَئِمِ
-
-
-
-
-
- ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَمِ
-
-
-
-
-
- فُصُول حَتْفٍ ملهُمْ أَدْهَى مِنَ الوَخَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ العِدا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ اللِّمَمِ
-
-
-
-
-
- أقْلامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
-
-
-
-
-
- والوَرْدُ يَمْتازُ بالسِّمَى عَنِ السَّلَمِ
-
-
-
-
-
- فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ في الأكمامِ كلَّ كَمِي
-
-
-
-
-
- مِنْ شَدَّةِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّةِ الحُزُمِ
-
-
-
-
-
- فما تُفَرِّقُ بينَ البَهْمِ والبُهَمِ
-
-
-
-
-
- إنْ تَلْقَهُ الأُسْدُ في أجامِها تَجِمِ
-
-
-
-
-
- بهِ ولا مِنْ عَدُوٍّ غيْرَ مُنْقَصِمِ
-
-
-
-
-
- كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبالِ في أُجَمِ
-
-
-
-
-
- فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ
-
-
-
-
-
- في الجاهِليَّةِ وَالتَّأْدِيبِ في اليُتُمِ
-
-
-
-
-
- ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَمِ
-
-
-
-
-
- كأنَّني بِهِما هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
-
-
-
-
-
- حَصَلْتُ إلاَّ عَلَى الآثَامِ والنَّدَمِ
-
-
-
-
-
- لَمْ تَشْتَرِ الدِّينَ بالدُّنيا ولَمْ تَسُمِ
-
-
-
-
-
- بَيْنَ لهُ الغَبْنُ في بَيْعٍ وَفي سَلَمِ
-
-
-
-
-
- مِنَ النبيِّ وَلا حَبْلِي بِمُنْصَرِمِ
-
-
-
-
-
- مُحمداً وَهْوَ أَوْفَى الخَلْقِ بالذِّمَمِ
-
-
-
-
-
- فَضْلاً وَإلاَّ فَقُلْ يا زَلَّةَ القَدَمِ
-
-
-
-
-
- أَوْ يَرْجِعُ الجارُ منهُ غيرَ مُحَتَرَمِ
-
-
-
-
-
- وَجَدْتُهُ لِخَلاَصِي خيرَ مُلْتَزِمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأُكَمِ
-
-
-
-
-
- يَدَا زُهَيْرٍ بما أَثْنَى عَلَى هَرَمِ
-
-
-
-
-
- سِواكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ
-
-
-
-
-
- إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ
-
-
-
-
-
- وَمِنْ عُلُومِكَ عِلمَ اللَّوْحِ والقَلَمِ
-
-
-
-
-
- إنَّ الكَبَائِرَ في الغُفْرانِ كاللَّمَمِ
-
-
-
-
-
- تأْتي عَلَى حَسَبِ العِصْيانِ في القِسَمِ
-
-
-
-
-
- لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسابِي غَيْرَ مُنْخَرِمِ
-
-
-
-
-
- صَبْراُ مَتى تَدْعُهُ الأهوالُ يَنْهَزِمِ
-
-
-
-
-
- عَلَى النَّبيِّ بِمُنْهَلٍّ ومُنْسَجِمِ
-
-
-
-
-
- وأطْرَبَ العِيسَ حادي العِيسِ بِالنَّغَمِ
-
-
- ومن أجمل ما قيل من شعر مدح الرسول:[٣]
-
-
-
- أينَ منهُ المسيحُ أين الكليمُ
-
-
-
-
-
- كلّهم عن مقامهِ مفطومُ
-
-
-
-
-
- أَينَ جبريلُ أين إسرافيلُ
-
-
-
-
-
- فَعليهم طرّاً له التفضيلُ
-
-
-
-
-
- فَعليهِ الصلاة والتسليمُ
-
-
-
-
-
- أَينَ كلّ العوالمِ السفليّه
-
-
-
-
-
- إنّما فوقهُ العليُّ العظيمُ
-
-
-
-
-
- أوّل الخلقِ نورهُ كانَ قدماً
-
-
-
-
-
- وَهو للأنبياءِ قد جاء ختما
-
-
- ومن أجمل ما مدح النبي به من شعر مدح الرسول:[٤]
-
-
-
- وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
-
-
-
-
-
- لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
-
-
-
-
-
- وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
-
-
-
-
-
- بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
-
-
-
-
-
- وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
-
-
-
-
-
- فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
-
-
-
-
-
- أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
-
-
-
-
-
- مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
-
-
-
-
-
- إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ
-
-
-
-
-
- دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ
-
-
-
-
-
- فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّ
-
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق