الصيام وأقسامه
جعل الله تعالى العبادات على عدّة أنواعٍ؛ وذلك حتى لا تملّها النفوس، ولا يسأم الإنسان من تكرارها، فإذا فتر عن عبادةٍ معينةٍ، نشط إلى عبادةٍ أخرى، ومن أنواع تلك العبادات التي شرعها الله -عزّ وجلّ- في الإسلام؛ الصيام، وهو التعبّد إلى الله تعالى بالإمساك عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، بنيّة الصوم، ويشترط لصحّته ثلاثة شروطٍ، أولها: الإسلام؛ وذلك لأنّه عبادةٌ، والعبادات لا تُقبل من كافرٍ، وثانيها: النيّة، وثالثها شرطٌ خاصٌ بالنساء، وهو الطهارة من الحيض والنفاس، وقد شرع الله تعالى الصيام لحكمٍ متعددةٍ، فهو وسيلةٌ لتحقيق التقوى في قلب الإنسان، كما أنّه مدرسةٌ خُلقيةٌ عظيمةٌ، يتعلّم فيها الإنسان ضبط النفس، وحُسن الخُلق، ومقاومة الأهواء، ويطهّر النفس من الرذائل، كما أنّه سببٌ في تحصيل الأجر العظيم، والمثوبة الكبيرة من الله تعالى، وبه يستشعر الإنسان أحوال الضعفاء والجياع من الناس، فتقوى في نفسه عاطفة الرحمة، كما أنّ له محاسنٌ تعود بالنفع على جسم الإنسان أيضاً، فهو يُريح الجهاز الهضميّ، ويُعيد إليه قوته ونشاطه.[١][٢]ينقسم الصيام إلى أربعة أنواعٍ، أولها: الصيام المفروض على المسلم بالشرع، وهو صيام شهر رمضان المبارك، سواءً أكان أداءً أم قضاءً، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)،[٣] وثانيها الصيام الواجب على المسلم بالكفّارات، ككفّارة القتل الخطأ الذي يترتّب عليه صيام شهرين متتابعين، لمن لم يجد رقبةً مؤمنةً يعتقها، وكذلك كفّارة الحنث في اليمين، فيصوم الحانث ثلاثة أيامٍ إذا لم يستطع الإطعام، أو الكسوة، أو إعتاق رقبةٍ، وغيرها من الكفّارات، وثالث أنواعه الصيام الواجب على الإنسان بالنذر، ويُراد بالنذر أن يُلزم الإنسان نفسه بشيء لله تعالى، فمن نذر أن يصوم يوماً لله تعالى، وجب عليه صيامه، وآخر أنواعه صيام التطوّع، وهذا هو صيام النافلة الذي يُؤجر فاعله، ولا يأثم تاركه، وقد سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صيام عددٍ من الأيام بشكلٍ خاصٍ، منها: صيام يوم عرفة، وصيام يوم العاشر من شهر محرّم، وصيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوعٍ.[٤]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق