-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الثلاثاء، 14 أبريل 2020

اكتئاب ما بعد الولادة وعلاجه

كيف تعرف المرأة أنها حامل بتوأم

اكتئاب ما بعد الولادة

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum depression) أحد أنواع الاكتئاب الذي يظهر بعد الولادة، وبما أنّ الاكتئاب أحد الاضطرابات النّفسيّة فهو يؤثر في تصرفات المرأة، وعواطفها، وصحتها البدنية، وعلاقتها بطفلها؛ فقد تشعر المرأة بعدم وجود رابطٍ عاطفيٍ بينها وبين مولودها ولكن هذا لا يعني أنّه علامةٌ على عدم حبها لطفلها، فهو في النهاية اضطرابٌ نفسيٌ يتسبّب بحدوث مثل هذه التأثيرات وينعكس سلباً على حياتها اليومية، وعادةً ما تبدأ أعراضه بالظهور خلال بضعة أيام بعد الولادة، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهرٍ لدى بعض النساء، وتتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، ويستمر لأكثر من أسبوعين، وفي هذا السياق يُشار إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة من الاضطرابات شائعة الحدوث لدى النساء، وفي الحقيقة لا يقتصر اكتئاب ما بعد الولادة على الأمّهات فقط، وإنّما قد يُصيب الآباء أيضاً، وتحديداً الأباء الجُدد، وذلك خلال 3-6 أشهر بعد الولادة،[١][٢] ومن الجدير بالذّكر أنّ مراجعة الطبيب والحصول على العلاج الفوري يُساهم في السيطرة على أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة ويُعزز علاقة الأم بطفلها.[٣]

الفرق بين كآبة الأمومة واكتئاب ما بعد الولادة

من المهم جداً التمييز بين كآبة الأمومة (بالإنجليزية: Postpartum Blues) واكتئاب ما بعد الولادة، فكآبة الأمومة مرحلةٌ طبيعية تمر بها تقريباً كل أنثى خلال الاسابيع الأولى القليلة بعد الولادة؛ إذ تُعاني المرأة في هذه المرحلة من تقلّب المزاج، والارتباك، والتهيّج، وكثرة البكاء، والقلق؛ بحيث تصل هذه الأعراض إلى ذروتها بعد خمسة أيامٍ من الولادة وقد تستمر لساعاتٍ أو أسابيع لكنها تخف بالتدريج خلال الأسبوع الثاني من الولادة بشكلٍ تلقائي دون علاج، وتُعزى الكآبة بعد الولادة إلى التغيرات المفاجئة في مستويات الهرمونات، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُشترط أن يُصاحب كآبة الأمومة الشعور بالحزن، كما أنّه لا يؤثرفي قدرة الأمّ على القيام بمهامها اليومية بشكلٍ طبيعيّ، ولكن في حال عدم تحسّن هذه الأعراض بعد أسبوعين من الولادة أو ازدياد شدّتها فإنّ ذلك قد يكون علامة على الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وعندئذٍ تنبغي مراجعة الطبيب لتقييم الحالة وتشخيصها وفقاً لمعاييرٍ طبيةٍ مُعينة، ونؤكد مرةً أُخرى أنّ الكابة هي حالةٌ طبيعية بينما اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطرابٌ نفسي وتكون أعراضه أكثر شدةً وخطورةً، وتستمر لفترةٍ أطول، وتؤثر في قدرة المرأة على القيام بالأنشطة اليومية الطبيعية.[٤][٥] ومن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة نذكر ما يأتي:[٦]
  • الشعور بالحزن، وفقدان الأمل، والفراغ.
  • كثرة البكاء دون سببٍ واضح.
  • القلق.
  • تقلب المزاج.
  • التهيّج والشعور بعدم الراحة.
  • اضطرابات النوم؛ فقد تنام المرأة بكثرة وقد لا تستطيع النوم حتى عندما يكون الطفل نائماً.
  • صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  • اضطراب الذاكرة.
  • الشعور بالغضب الشديد.
  • فقدان الاهتمام بالأمور التي كانت تُعدّ مُمتعة سابقاً.
  • الآلام جسدية، مثل؛ الصُّداع المُتكرر، وألم العضلات، واضطرابات المعدة.
  • زيادة أو فقدان الشهية.
  • تجنّب لقاء الأصدقاء والعائلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
  • إيجاد صعوبة في إنشاء صلة عاطفية مع المولود الجديد.
  • الشّك المستمر بعدم القدرة على الاعتناء بالمولود الجديد.
  • التفكير بإيذاء النفس أو إيذاء الطفل.
ولمعرفة المزيد عن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة يمكن قراءة المقال الآتي: (علامات_اكتئاب_ما_بعد_الولادة).

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

توجد مجموعةٌ من الأسباب والعوامل التي تؤدي مجتمعة إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتختلف باختلاف الحالة، وبشكل عامّ يُعتقد أنّ الكيمياء العصبية، والتاريخ الطبي للحالة، والهرمونات تلعبُ دوراً مهماً في الإصابة به، وبالحديث عن الهرمونات فإنّه من المعروف أنّ مستوى هرمونيّ البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) تكون في أعلى مستوياتها خلال الحمل، لكنها تنخفض بسرعةٍ كبيرة وتعود إلى مستوياتها الطبيعيّة التي كانت عليها قبل الحمل خلال أول 24 ساعة من الولادة، فقد يؤدّي هذا التغير المفاجئ تحفيز إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة، وفي هذا السياق يُشار إلى أن انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية قد يُساهم أيضاً في تحفيز الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، كما قد يزداد خطر الإصابة به لدى النساء اللواتي يمتلكن تاريخاً طبياً للإصابة ببعض المشاكل النفسية، كالأرق والاكتئاب،[٧][١] ومن الجدير بالذكر أنّه توجد مجموعةٌ من العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تلعب دوراً في ظهور اكتئاب ما بعد الولادة نذكر منها ما يأتي:[١][٢]
  • التغيرات الجسدية التي تحدث خلال الحمل.
  • القلق الزائد حول الطفل والمسؤوليات الجديدة التي تقع على عاتق الوالدين.
  • المرور بتجربة ولادةٍ صعبة ومعقدة.
  • عدم الحصول على دعمٍ كافٍ من العائلة والأصدقاء.
  • المشاكل المادية.
  • الوحدة.
  • وجود تاريخٍ عائليٍ للإصابة بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder).
  • تغيّر نمط النوم.
  • التبعات الصحية التي قد تحدث بعد الولادة، مثل؛ فقر الدم، وتغير ضغط الدم، والسلس البولي (بالإنجليزية: Urinary incontinence)، وتغيرات في عمليات الأيض.
  • إيجاد صعوبةٍ في عملية الرضاعة الطبيعية.
  • العمر، بحيث تكون الأم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة إذا كان عمرها أقل من 20 سنة.
  • إدمان الكحول، أو تناول الأدوية غير المشروعة قانونيًا.
  • حصول حمل غير مخطط له، أو غير مرغوب به.
  • الإصابة بالاكتئاب خلال الحمل.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

في الحقيقة إنّ اختيارالطبيب للعلاج المُناسب لاكتئاب ما بعد الولادة والوقت الذي تحتاجه المرأة للتعافي منه يعتمد على شدّة أعراض الاكتئاب، والاحتياجات الفردية، والصحة العامة للمرأة، وهنا يجدر التنويه إلى أنّ تلقي العلاج المناسب يُساهم بشكلٍ كبير في تحسّن الأعراض لدى المُصابة، في المقابل إنّ عدم تلقي العلاج يُؤدي إلى استمرار الاكتئاب لعدة أشهرٍ أو حتى سنوات، وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب قد يلجأ لوصف أكثر من علاجٍ في الوقت ذاته، وبشكلٍ عام يُمكن بيان طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة على النحو الآتي:[٨][٦]
  • العلاج النفسي: (بالإنجليزية: Psychotherapy)، والذي يتمثل بالتحدث مع الطبيب المُختص وجهاً للوجه والتعاون معاً لإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع المشاعر الشخصية، وحل المشاكل، وتعلّم التفاعل مع المواقف المختلفة بطرقٍ إيجابية والتخطيط الواقعي للمستقبل، ومن أوجه العلاج النفسي: العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) والذي يُمكن من خلاله تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية، والعلاج النفسي التفاعلي (بالإنجليزية: Interpersonal psychotherapy)؛ الذي يُمكن من خلاله فهم واستيعاب مشاكل العلاقات الشخصية وتجاوزها.
  • العلاج الدوائي: عادةً ما يُعالج اكتئاب ما بعد الولادة باستخدام مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، وقد يصف الطبيب نوعاً واحدًا أو أكثر من نوعٍ معاً، وينبغي ذكر أنّ أغلب مضادات الاكتئاب آمنةٌ للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم إيقاف استخدام مضادات الاكتئاب دون استشارة الطبيب؛ إذ يُمكن لذلك أن يزيد من أعراض الاكتئاب سوءًا، وكذلك من الضروري إخبار الطبيب في حال ظهور أيّة أعراضٍ جانبيةٍ لهذه الأدوية أو في حال أثرت في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.[٩]
  • العلاج الهرموني: في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لوصف بدائل هرمون الإستروجين لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، وغالباً ما يصفها إلى جانب مضادات الاكتئاب.[٤]
ولمعرفة المزيد عن علاج اكتئاب ما بعد الولادة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج_اكتئاب_ما_بعد_الولادة).

نصائح للتغلب على اكتئاب ما بعد الولادة

بالإضافة إلى العلاجات الطبيّة المذكورة سابقاً يُمكن الاستعانة بالنصائح التالية للسيطرة على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وتسريع عملية التعافي:[٨]
  • اتباع نمط حياةٍ صحيّ يشمل ممارسة الأنشطة البدنية كالمشي، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، وتناول الأطعمة الصحية، وتجنّب الكحول.
  • تخصيص بعض الوقت للذات؛ إذ يُنصح بتخصيص بعض الوقت للخروج من المنزل، أو القيام ببعض الأنشطة والهوايات المُمعتة، أو قضاء بعض الوقت مع الزوج أو الأصدقاء، بحيث يُمكن تفويض أمر الاهتمام بالطفل لشخصٍ آخر خلال هذا الوقت.
  • تجنّب العزلة ومشاركة المشاعر الخاصة مع العائلة والأصدقاء المقربين.
  • الاستعانة بالآخرين لتعلّم طرق التربية وتقديم الرعاية المناسبة للأطفال واكتساب المهارات التي يُمكن من خلالها تحسين قدرة الطفل على النوم والتقليل من بكائه.

الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة

في البداية، لا بُدّ للمرأة التي أُصيب سابقاً بالاكتئاب خلال أيّ مرحلةٍ من مراحل حياتها، أو تناولت مضادات الاكتئاب إخبار الطبيب بذلك بمجرد التخطيط للحمل أو بمجرد معرفتها حدوث الحمل، لما لذلك من دورٍ في بناء خطة الوقاية من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث يُمكن تقسيم هذه الخطة على النحو الآتي:[٣][١٠]
  • الوقاية خلال فترة الحمل: حيث يُراقب الطبيب المسؤول أيّ أعراضٍ أو علاماتٍ للاكتئاب قد تظهر على الحامل، وقد يُجري الطبيب أيضاً استبيانٍ خلال فترة الحمل وبعده لمُتابعة الحالة عن قرب، بحيث يُمكن السيطرة على الاكتئاب في حال اكتشافه بالعلاج النفسي من قبل الطبيب المختص أو الانضمام لمجموعات الدّعم المُختلفة إذا كانت المرأة الحامل تُعاني من اكتئابٍ خفيف، وقد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى وصف بعض مضادات الاكتئاب حتى خلال فترة الحمل إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
  • الوقاية بعد الولادة: يفحص الطبيب عادةً الأم بعد الولادة بوقتٍ قصير للكشف عن وجود أيّة علاماتٍ أو أعراضٍ للاكتئاب لدى المرأة، إذ يُساهم الكشف المُبكر عن إصابتها بالاكتئاب في وضع الخطة العلاجية المناسبة والبدء به بشكلٍ أسرع، ومن الجدير بالذكر أنّ النساء اللواتي أُصبن سابقًا بالاكتئاب بعد الولادة قد يصف لهنّ الطبيب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب فوراً بعد الولادة.

ذهان ما بعد الولادة

يُعدّ ذهان ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum psychosis) من الحالات نادرة الحدوث، وهو أشدّ أنواع الاضطرابات النفسية التي قد تحدث بعد الولادة، وتظهر أعراضه عادةً خلال أول 48-72 ساعة بعد الولادة، وفي أغلب الحالات يظهر ذهان ما بعد الولادة على شكل نوبةٍ من نوبات اضطراب ثنائي القطب، ومن أولى العلامات التي تظهر على المُصابة به؛ الارتباك، والأرق، والتهيج، بالإضافة إلى تقلّب المزاج بين الاكتئاب والبهجة بشكلٍ سريعٍ جداً، وشرود الذهن، واضطراب السلوك، والمعتقدات الوهمية التي غالباً ما تدور حول الطفل، وقد تُعاني المُصابة من هلوسات سمعية (بالإنجليزية: Auditory hallucination) تحثها على إيذاء نفسها أو إيذاء الطفل،[٥] ويتطلب الذهان علاجاً فورياً في المُستشفى على الأغلب؛ فقد يلجأ الطبيب إلى وصف عدّة أدوية تُؤخذ معاً للسيطرة على أعراض وعلامات الذُهان، فمثلاً قد يصف الطبيب أحد الأدوية المُضادة للذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic)، وأحد الأدوية المثبتة للمزاج (بالإنجليزية: Mood stablizers)، وأحد أدوية البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، وفي حال لم تُجدِ العلاجات الدوائية نفعاً فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالتخليج الكهربائي (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه العلاجات قد يكون لها تأثيرٌ في قدرة المرأة على إرضاع طفلها طبيعياً خلال فترة العلاج، كذلك فإنّ بعض الأدوية المُستخدمة لا تُناسب المُرضع، ولذلك لا بُدّ من مناقشة الطبيب المختص حول الخيارات المتاحة في حالات الرضاعة الطبيعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق