الحمل بتوائم
يحدث الحمل عندما يقوم الحيوان المنوي بتخصيب البويضة، بعد أن تُطلق من مبيض الأنثى أثناء فترة الإباضة، ثم تقوم البويضة المخصبة بالانتقال إلى داخل الرحم؛ لتنغرس هنالك في بطانته في عملية تدعى بالانغراس (بالإنجليزية: Implantation)، وإنّ حدوث عملية الانغراس بنجاح يعني بداية رحلة الحمل وتطور الجنين.[١]وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ الحمل التي يحدث به نموّ أكثر من جنين واحد داخل رحم الأم، يُسمّى الحمل المتعدد، ويحصل ذلك في حالات فسيولوجية متنوعة؛ فإذا أطلِق من المبيض أكثر من بويضة واحدة أثناء الدورة الشهرية، وتمّ تخصيب كل واحدة منهما من قبل الحيوانات المنوية القادمة من الرجل، فربّما يحصل انغراس للبويضات المخصبة في الرحم، لينمو ويتطور أكثر من جنين واحد فيه، وهذا النوع من الحمل ينتج عنه توأم واحد أو عدد معين من التوائم الشقيقة والتي تُعرف بالتوائم غير المتشابهة (بالإنجليزية: Non-identical twins)، وفي حال انقسام بويضة مخصبة واحدة فقط إلى أكثر من بويضة مخصبة - قبل انغراسها في بطانة الرحم -، ينتج نوع من الأجنّة المتعددة المتطابقة والتي تُسمى التوائم المتماثلة (بالإنجليزية: Identical twins)، وهنا نُشير إلى أنّ حالات الحمل بالتوائم المتماثلة تُعدّ أقل شيوعاً مقارنة بحالات التوائم غير المتشابهة.[٢] وفي الحقيقة من النادر جداً أن تحدث حالات الحمل بالتوائم المتعددة التي يكون عدد الأجنة فيها يفوق الثلاثة، حيث تحدث عادةً نتيجة استخدام علاجات الخصوبة.[٣]
طريقة الكشف عن الحمل بتوائم
بشكل عام يُمكن الاستدلال على حدوث الحمل عند غياب الدورة الشهرية دون وجود أيّ خلل صحي، ويُمكن ذلك أيضاً باستخدام اختبارات الحمل المختلفة، مثل؛ اختبار الحمل المنزلي، والذي يُمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، بالإضافة إلى اختبار الحمل من خلال فحص الدم، وكذلك يُمكن الاستدلال عن حدوث الحمل من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية باستخدام السونار.[٤][٥] أمّا فيما يتعلّق بالكشف عن حمل المرأة بتوأم واحد أو توائم متعددة، فيُمكن التنبّؤ بذلك من خلال ما يأتي:[٦][٧]- التصوير بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، يُعدّ استخدام الموجات فوق الصوتية الطريقة الوحيدة التي تؤكد ما إن كانت السيدة تحمل توائم أم لا.
- طريقة دوبلر في مراقبة نبض الجنين: (بالإنجليزية: Doppler Heartbeat Count)، يُمكن استخدام جهاز دوبلر للكشف عن صوت قلب الجنين أو الأجنة، وتُستخدم هذه الطريقة في نهاية الثلث الأول من الحمل، ومع أنّ الأطباء والقابلات ربّما يكونون أصحاب خبرة عالية وقادرين على اكتشاف جميع دقات قلب الأجنة المتعددة؛ إلا أنّ نتائج هذه الطريقة قد لا تكون دقيقة للغاية، إذ يبدو للطبيب في بعض الحالات وجود نبض جنينٍ ثانٍ، في حين أنّه يكون في الواقع نبض قلب الطفل نفسه، ولكنّه مسموع من زاوية أخرى كصدى.
- ارتفاع أكبر لمستوى هرمون الحمل: (بالإنجليزية: Elevated Human Chorionic Gonadotropin Levels)، إنّ النساء اللواتي يحملن في أرحامهنّ توائم متعددة، قد يكون لديهنّ زيادة أكبر في مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة، وهو الهرمون الذي يُنتج في فترة الحمل، ولذلك يُطلق عليه أيضاً هرمون الحمل، ومع ذلك فإنّ الزيادة الكبيرة في مستويات هرمون الحمل لا تُشير بالضرورة إلى أنّ السيدة حامل بتوائم، وينبغي التحقق من سبب هذا الارتفاع الكبير لمستوى هذا الهرمون.
- فحص ألفا فيتو بروتين: (بالإنجليزية: Alpha-fetoprotein)، الذي يُعرف أيضاً بتحليل AFP أو اختبار العلامة الثلاثية، ويتمّ إجراء فحص بروتين ألفا الجنيني خلال الثلث الثاني من الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ إجراء هذا الفحص يكون بهدف الكشف عن وجود بعض العيوب الخلقية لدى الجنين أو عدم وجودها، وكذلك بهدف قياس كمية البروتين الذي يُفرزه كبد الجنين، وهنا ننوّه إلى أنّه في حال كانت قراءات الاختبار إيجابية أو في حال كان تركيز البروتين عالياً، فقد تكون هذه القراءات مؤشراً على الحمل المتعدد.
إحصائيات وتصنيفات الحمل بتوائم
كما وضّحنا سابقاً في هذا المقال، فإنّ الحمل المتعدد يُعرّف على أنّه حمل المرأة باثنين أو أكثر من الأجنة، وينبغي بيان أنّ النسبة المئوية للولادات ذات الحمل المتعدد أو التوائم تُعدّ نسبة مئوية قليلة؛ أيّ حوالي 3% فقط من محصلة جميع الولادات، ومع ذلك كله فإنّ معدل المواليد التوائم في ازدياد، ووفقاً للمركز الوطني الأمريكي للإحصاءات الصحية، فقد ارتفع معدل المواليد التوائم بنسبة 70% منذ عام 1980، ويبلغ حالياً 32.6 لكل ألف ولادة حية، وقد ارتفعت معدلات المواليد لحالة الثلاثة توائم والتوائم الأكثر من ثلاثة بشكل كبير حتى عام 1998، وتجدر الإشارة إلى أنّ حالات الولادات متعددة الأجنة تُصنّف على النحو الآتي:[٨]- الحمل الثنائي أو التوأم: (بالإنجليزية: Twins)، والذي يتمثل بالحمل باثنين من الأجنة.
- الحمل الثلاثي: (بالإنجليزية: Triplets)، أي الحمل بثلاثة أجنة.
- الحمل الرباعي: (بالإنجليزية: Quadruplets)، وهو الحمل بأربعة أجنة.
- الحمل الخماسي: (بالإنجليزية: Quintuplets)، والذي يعني أن تكون المرأة حاملاً بخمسة أجنة.
- الحمل السداسي: (بالإنجليزية: Sextuplets)، أي الحمل بستة أجنة.
- الحمل السباعي: (بالإنجليزية: Septuplets)، والذي يتمثل بالحمل بسبعة أجنة.
أعراض الحمل بتوأم
قد تظهر العديد من الأعراض والعلامات بشكل ملفت عند حمل السيدة بالتوائم، ونذكر منها ما يأتي:[٦][٧]- زيادة الوزن بمعدل يفوق الحمل بجنين واحد.
- المعاناة من غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning Sickness) بشكل مفرط.
- شعور الأم بحركة الأجنة في وقت أبكر من المعتاد، أو بشكل متكرر أكثر.
- الشعور بالتعب الشديد، خصوصاً أنّ جسم الأم يرعى أكثر من جنين.
- وجود حدس لدى الأم بأنّها تحمل أكثر من جنين، مع وجود تاريخ عائلي للحمل المتعدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق