نقدم لكم اليوم بحث عن غزوة احد وهي الغزوة الثانية التي اشترك فيها المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد غزوة بدر، وهناك العديد من الغزوات التي قام بها الرسول في حياته، لينشر دين الله تعالى ويردع المنافقين والمشركين، ويكف أذاهم عن المسلمين، وهي من الأحداث الهامة في التاريخ الإسلامي التي تشكل وعي المسلمين جميعهم، فتعالوا معنا عبر المقال التالي من موقع موسوعة لنقدم لكم كل التفاصيل المتعلقة بهذه الغزوة، فتابعوا معنا.
بحث عن غزوة احد
متى وقعت غزوة أحد
- كانت الغزوة الثانية التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم ضد المشركين، ووقعت بعد عام واحد من النصر الذي حققه المسلمون في غزوة بدر، وقد وقعت أحداث غزوة أحد في العام الثالث من الهجرة.
- كان جيش المسلمين تحت قيادة الرسول، وكان جيش المشركين تحت قيادة أبو سفيان بن حرب.
- سميت غزوة أحد بهذا الاسم لأن أحداثها وقعت على جبل أحد، وهو أحد الجبال الموجودة بالقرب من المدينة المنورة.
- عدد جنود المسلمين في هذه الغزوة كان حوالي ألف مسلم، بينما قدرت أعداد المشركين بثلاثة آلاف.
أسباب غزوة أحد
- عندما انتصر المسلمون على المشركين في غزوة بدر، وقتلوا عددًا من كبار القرشيين، انتشر نبأ تلك الهزيمة المؤلمة التي منيت بها قبيلة قريش بين القبائل، ومن أجل استعادة الهيبة والنفوذ، والقضاء على المسلمين، لأن ازدياد هيبتهم وقوتهم يهدد وجود المشركين، وتهدد اقتصادهم.
- قامت قريش بتجهيز الأموال اللازمة للاستعداد للمعركة مع المسلمين، فجمعت الأموال من كبار سادة قريش، وفتحت باب التطوع للقتال في مواجهة المسلمين أمام العديد من القبائل الأخرى والتي من بينها قبائل الأحباش، وأهل تهامة، وكنانة.
- استعدت قريش لقتال المسلمين بجيش كبير مكون من ثلاثة آلاف مقاتل، وثلاثة آلاف من البعير، ومائتي فرس، وقدمت أبرز فرسانها للقاء المسلمين في تلك المعركة التي تهدف إلى استعادة النفوذ.
- خرجت العديد من نساء قريش مع الجيوش لتشجيعهم، وشحذ همتهم لقتال المسلمين خلال المعركة، عبر تذكيرهم بالهزيمة التي لحقت بهم في بدر، وضرورة الأخذ بالثأر من المسلمين.
- كان جيش الكفار تحت قيادة أبو سفيان، وكان الفرسان تحت قيادة خالد بن الوليد.
أحداث غزوة أحد
- قبل بداية الأحداث وخلال استعداد المشركين للقتال، أرسل العباس بن عبد المطلب عم النبي إليه رسالة يخبره فيها بما ينوي المشركون فعله بالمسلمين، فجمع الرسول صحابته وقام باستشارتهم عن الرأي الأصوب حول ما يجب فعله لرد المشركين هل يبقى المسلمون في المدينة المنورة انتظارًا لقدوم المشركين ليبدأ القتال، أم يلاقونهم على أطراف المدينة للقتال؟ وأيد العديد من الشيوخ وكبار السن الرأي الأول، بينما مال الشباب من الصحابة إلى الرأي الثاني، حتى اقتنع به الرسول، وقام بتنفيذه بالفعل.
- في صباح يوم العاشر من شوال، خرج النبي إلى الناس، وصلى بهم الجمعة، وحثهم على الصبر، والجهاد في سبيل الله، وحمل سيفه، ولبس درعه استعدادًا للقتال، وقام بتوزيع الألوية على القادة، وهم: مصعب بن عمير قائد لواء المهاجرين، وأسيد بن الحضير حامل لواء الأوس والخباب بن المنذر حامل لواء الخزرج.
- حينما وصل جيش المسلمين الذي بلغ ألف رجل، أمر النبي من معه من اليهود بالعودة إلى المدينة، وكذلك الصغار في السن، فرجع إلى المدينة ثلاثمائة من الأشخاص، من بينهم عبد الله بن أبي.
- في صباح اليوم التالي، أخذ النبي استعداده للقتال، ومعه سبعمائة رجل، من بينهم خمسين فارسًا. وقام بتوزيع الرماة على أماكنهم، وأمرهم بألا يفارقوا تلك الأماكن مهما كانت الأسباب، حتى يأتيهم الأمر منه مباشرة. وكانت مهمتهم رمي المشركين بالنبال، لكي يحموا ظهور المسلمين، ولا يباغتهم الكفار من خلفهم.
الهزيمة من بعد النصر
- بدأ القتال بين المسلمين والكفار، وكان المسلمون يبلون بلاء حسنًا في المعركة، وكانت الأمور تسير في اتجاه انتصارهم على المشركين، وخافت جيوش الكفار وانطلقوا هاربين عائدين إلى مكة.
- ولما رأى الرماة انتصار المسلمين تركوا الأماكن التي أمرهم الرسول بعدم مغادرتها، وانطلقوا إلى جمع الغنائم. وعندما رأى خالد بن الوليد تراجع رماة المسلمين، التف بمن معه، وصعدوا إلى الجبل الذي انكشف لهم، وباغتوا المسلمين من خلف ظهورهم، وقتلوا عدد كبير من الصحابة.
- عندما كثُر القتل في المسلمين، ضعفت قوتهم، وانتشر الاضطراب بينهم، حتى وصل المشركون إلى الرسول، وقاموا بإلقاء الحجارة عليه، وكسروا رباعيته، وجرحوا وجهه، وسقط جسده الشريف في حفرة أعدها أحد المشركين، وهنا انتبه الصحابة إلى أمر النبي وقاموا بالدفاع عنه، ومنعوا المشركين من إلحاق أي أذى به.
نتائج غزوة أحد
- كانت نهاية غزوة أحد من النهايات غير المتوقعة، حيث انهزم المسلمين، واستشهد من جيشهم سبعين من المقاتلين.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد المصابين في تلك الغزوة.
- استشهد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يلقب بأسد الشهداء، حينما اختارت هند بنت عتبة أحد الرجال يُدعى “وحشيّ” ليقتفي أثره ويقتله، ويأتي لها بكبده، فقامت بمضغ كبده والتمثيل بحسده انتقامًا منه لقتله أقاربها في غزو بدر، وحينما علم النبي بمقتل حمزة حزن حزنًا شديدًا.
- أمر الرسول أصحابه بأن يقوموا بدفن الشهداء في أماكنهم التي قتلوا فيها، دون أن يغسلوا، أو يصلى عليهم.
غزوة أحد دروس وعبر
انتهت غزوة أحد بهزيمة المسلمين، على الرغم من تفوقهم في بداية المعركة، وهذه الغزوة بها العديد من العظات والعبر، ومن أهمها:- أهمية الشورى في إدارة شئون البلاد الهامة، فقد استشار النبي أصحابه، ولم ينفرد باتخاذ قرار الحرب بمفرده.
- النصر في المعارك، هو من عند الله تعالى فقط، والمسلمون يأخذون بالأسباب التي أمرهم تعالى بها.
- أن الله تعالى له حكمة في انتصار المسلمين تارة وانهزامهم تارة أخرى، وذلك لكي يتميز من يؤمن بدينه حقًا، ممن يدخل فيه بسبب قوته، وغلبته، وليتميز الصادق في الإيمان من المنافق.
- أن معصية أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، لا تكون عاقبتها إلى الفشل، والتنازع.
- أن الهزيمة لازمة لكي لا تطغى نفوس المسلمين وتتجبر، ولكي يأخذوا بالأسباب التي تعينهم على النصر.
- أن الصبر على المصائب، ودراسة أسباب الهزيمة، والعمل على تلافيها في المعارك السابقة هو أهم سبب من أسباب النصر.
المراجع
12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق