كيفية حدوث الحمل
في الوضع الطبيعيّ توجد لدى كل أنثى مجموعة كبيرة من البويضات في كل مبيض، وتكون هذه البويضات مُحاطة بحويصلة مملوءة بسائل تُعرف بالجُريب (بالإنجليزية: Follicle)، وفي كل شهر يتمّ إطلاق بويضة واحدة ناضجة من الجُريب خلال عملية تُعرف بالإباضة (بالإنجليزية: Ovulation)، وعادةً ما تحدث هذه العملية قبل أربعة عشر يوماً من بدء الدورة الشهرية اللاحقة، وبعد مغادرة البويضة للجُريب، فإنّ الجُريب سرعان ما يُصبح ما يُعرف بالجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus Luteum)، ثمّ يفرز الجسم الأصفر هرمونات تساعد على زيادة سمك الرحم بهدف تهيئته للحمل، وخلال هذا الوقت تكون البويضة المُتحرّرة من الجُريب في طريقها إلى قناة فالوب، وتبقى هناك لمدة تُقارب أربع وعشرين ساعة، وذلك لانتظار حيوان منويّ لإخصابها، وفي حال نجاح حيوان منويّ واحد في الوصول إلى قناة فالوب فإنّه سُرعان ما تنجح عملية الإخصاب، وفي هذه اللحظة يتمّ تحديد جنس الجنين وكذلك جيناته، وفي الحقيقة تنتج عن عملية الإخصاب سابقة الذكر بويضة مخصبة تظل في قناة فالوب مدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام، وخلال هذا الوقت تبدأ البويضة المخصبة بالانقسام، وبعد ذلك تنطلق البويضة المخصبة إلى الرحم لتنغرس في بطانته خلال عملية تُعرف بالانغراس، وبهذا تكون عملية الحمل نجحت بالحدوث.[١]الكشف عن حدوث الحمل
تعتمد الاختبارات التي تُعنى بالكشف عن وجود الحمل على الكشف عن الهرمون المعروف علمياً بموجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) والمعروف بين عامة الناس بهرمون الحمل؛ إذ يوجد هذا الهرمون في جسم المرأة خلال الحمل فقط، وفي الحقيقة هناك مجموعة مختلفة من الاختبارات التي قد تُجرى للكشف عن الحمل، منها ما يعتمد على أخذ عينة بول من المرأة ومنها ما يتمّ بفحص عينة دم منها، أمّا بالنسبة للاختبارات القائمة على تحليل عينة من البول فيمكن إجراؤها في المنزل وتُعرف باختبارات الحمل المنزلية (بالإنجليزية: Home Pregnancy Test)، ويمكن إجراؤها في عيادة الطبيب، ويمكن الحصول على نتائج صحيحة ودقيقة في حال تمّ إجراء هذه الاختبارات بعد مرور يوم على غياب الدورة الشهرية، ولكن يُنصح بالانتظار لمدة أسبوع على غياب الدورة الشهرية عن موعدها المتوقع للحصول على نتائج في غاية الدقة، ومن الجدير بالذكر أنّ اختبارات الحمل التي تعتمد على فحص عينة البول لا يمكنها الكشف عن نسبة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية، وكل ما في الأمر أنّها تستطيع إثبات وجود الحمل أو نفيه، في حين أنّ اختبارات الدم لها نوعان، الأول قادر على الكشف عن نسبة هرمون الحمل ويُعرف بالفحص الكميّ، أمّا الثاني فيُعرف بالفحص النوعيّ ولا يستطيع الكشف عن نسبة الهرمون، وإنّما فقط إثبات الحمل أو نفي وجوده.[٢]نصائح للحامل
هناك عدد من النصائح التي تُقدّم للحامل للمحافظة على حمل صحيّ، ويمكن بيان بعض منها فيما يأتي:[٣]- تحقيق وزن صحيّ: تُنصح الحامل باكتساب وزن صحيّ خلال الحمل، وذلك للمحافظة على صحتها وصحة جنينها في الوقت ذاته، فقد تبيّن أنّ اكتساب الوزن فوق الحدّ المقبول أو دون الحدّ المطلوب يتسبب بمضاعفات صحية على مستوى الأم وجنينها، فمثلاً تبيّن أنّ زيادة الوزن عن المدى المطلوب قد يتسبب بمعاناة الحامل من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري خلال الحمل، هذا فضلاً عن مواجهة مشاكل على مستوى الولادة، بما في ذلك زيادة احتمالية الولادة القيصرية.
- تناول الطعام الصحيّ: تُنصح المرأة الحامل بتناول الطعام الصحيّ المتمثل بالخضروات والفواكه لغناها بالفيتامينات والألياف، بالإضافة للإكثار من تناول الحبوب الكاملة كالأرز البني ودقيق الشوفان لغناها بفيتامينات ب المركبة والألياف والعناصر الغذائية الأخرى، هذا بالإضافة إلى ضرورة الحرص على تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم بما فيها مشتقات الحليب، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة اختيار مشتقات الحليب قليلة أو منزوعة الدسم، ويجدر بالذكر أنّ النساء الحوامل تُنصح بتناول البروتينات أيضاً من مصادرها الصحية، مثل: الفاصولياء، والبقوليات، والبيض، واللحوم الخالية من الدهون، والمكسرات غير المُملّحة.
- تناول وجبة الإفطار باكراً: تُنصح النساء الحوامل بتناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر حتى قبل النهوض من السرير لتخفيف أعراض الغثيان الصباحيّ، ويمكن على الأقل تناول توست من القمح الخالص أو البسكويت ثمّ متابعة تناول وجبة الإفطار فيما بعد.
- تقسيم وجبات الطعام: يُنصح بتقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة للحدّ من الغثيان، هذا ويُنصح بتجنّب الأطعمة المُتبّلة، والحرص على تناول الطعام ببطء، فهذا كله من شأنه أن يُقلل من الغثيان، وأخيراً يُنصح بعدم الاستلقاء مباشرة بعد الانتهاء من تناول الطعام.
- الامتناع عن شرب الكحول: يُنصح بتجنّب تناول الكحول وكذلك المشروبات المحتوية على الكافيين، ويمكن الاستعاضة عنها بالمشروبات غير المُحلّاة صناعياً أو الماء.
- ممارسة التمارين الرياضية: وذلك بعد استشارة الطبيب المختص لتحديد نوعية التمارين المناسبة لها؛ إذ إنّ ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم يساعد المرأة وجنينها على اكتساب الوزن الصحي، بالإضافة إلى دور التمارين الرياضية في الحدّ من العديد من مشاكل الحمل كانتفاخ البطن، والشعور بآلام في الظهر، وتشنجات في الساقين، بالإضافة إلى دورها في تقليل فرصة الإصابة بارتفاع مستويات السكر خلال الحمل ضمن الحالة المعروفة طبياً بسكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes)، وبالنسبة لمدة التمارين الرياضية التي يُنصح بها؛ فإنّ الفترة المثالية تُعادل ثلاثين دقيقة في اليوم الواحد في أغلب أيام الأسبوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق