شعراء المهجر
يُطلق مصطلح شعراء المهجر على الشعراء العرب الذين هاجروا خارج الوطن العربي وكتبوا في البلاد التي هاجروا إليها، فسُمِّي ما كتبه هؤلاء في المهجر بأدب المهجر، ولعلَّ أبرز هؤلاء الشعراء هم الشعراء اللبنانيون الذين هاجروا إلى الأمريكيتين في نهايات القرن التاسع عشر، حيث أسس هؤلاء الشعراء الرابطة القلمية في منافيهم فعرفوا باسم أعضاء الرابطة القلمية، ومن أشهر هؤلاء الشعراء: جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي، نسيب عريضة، أمين مشرق، عبد المسيح حداد، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الشاعر إيليا أبو ماضي وعلى قصائد إيليا أبو ماضي.[١]الشاعر إيليا أبو ماضي
الشّاعر المهجري إيليا أبو ماضي هو شاعر عربيّ لبنانيّ، ولد عام 1889م، وهو واحد من أشهر شعراء المهجر في الذين هاجروا في بدايات القرن العشرين، وكان إيليا أبو ماضي واحدًا من مؤسسي الرابطة القلمية في بلاد المهجر، نشأ إيليا أبو ماضي في عائلة من البسطاء، فلم يتمكّن من إكمال دراسته بعد الابتدائية، ولمَّا اشتدَّ بأهله الفقر في لبنان سافر إيليا إلى مصر عام 1902م، وفي مصر التقى إيليا بأنطون الجميل مؤسس مجلة الزهور فكتب إيليا في المجلة، ونشر قصائده الأولى فيها، حتَّى تمكَّن من نشر أولى أعماله وهو ديوان تذكار الماضي الذي صدر عام 1911م وكان وقتها في الثانية والعشرين من عمره.[٢]وبعد نشر أولى دواوينه اتجه أبو ماضي إلى الشعر السياسي الوطني، الذي تسبب بمطاردته من قبل بعض السلطات العربية فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912م وتنقل بين عدَّة ولايات أمريكية، ثمَّ شارك في تأسيس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، وفي أمريكا أصدر إيليا أبو ماضي 1929م مجلة السمير التي أصبحت فيما بعد مصدرًا رئيسًا للأدب المهجري، وقد استمرَّت هذه المجلة في الصدور حتَّى توفي إيليا أبو ماضي عام 1957م.[٢]
قصائد إيليا أبو ماضي
في الحديث عن قصائد إيليا أبو ماضي، يمكن القول بداية إنَّ شعر الشاعر إيليا أبو ماضي امتاز بالحب والتفاؤل والحنين الدائم إلى الوطن وهذا لا شكَّ نابع من مشاعر الغربة التي عاشها بعيدًا عن لبنان موطنه الأم، وفيما يأتي أبرز قصائد إيليا أبو ماضي:- يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٣]
-
-
-
- قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّم في السَّما!
-
-
-
-
-
- لن يرجعَ الأسفُ الصبا المتصرما
-
-
-
-
-
- صارَتْ لنفسي في الغرامِ جــهنّما
-
-
-
-
-
- قلبي، فكيف أطيق أن أتبســما
-
-
-
-
-
- لقضيت عــــمرك كلَّه متألما
-
-
-
-
-
- مثل المسافر كاد يقتله الظما
-
-
-
-
-
- لدم، وتنفثُ كلما لهثت دما!
-
-
-
-
-
- وشفائها، فإذا ابتسمت فربما
-
-
-
-
-
- وجل كأنك أنت صرت المجرما؟
-
-
-
-
-
- أَأُسرُّ والأعداءُ حولي في الحمى؟
-
-
-
-
-
- لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما!
-
-
-
-
-
- وتعرَّضت لي في الملابس والدمى
-
-
-
-
-
- لكن كفّي ليس تملكُ درهما
-
-
-
-
-
- حيًّا، ولست من الأحبة معدما!
-
-
-
-
-
- قلت: ابتسم و لئن جرعتَ العلقما
-
-
-
-
-
- طرح الكآبة جانبًا وترنَّما
-
-
-
-
-
- أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
-
-
-
-
-
- متلاطمٌ، ولذا نحب الأنجما
-
-
-
-
-
- يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
-
-
-
-
-
- شبرٌ، فإنك بعدُ لنْ تتبسّما
-
-
- ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٤]
-
-
-
- وَقُل كَما قالَتِ الأَنباءُ وَالرُسُلُ
-
-
-
-
-
- ما أَجمَلَ الرُسلَ في عَيني وَما نَقَلوا
-
-
-
-
-
- حَتّى تَراني كَأَنّي شارِبٌ ثَمِلُ
-
-
-
-
-
- إِنَّ المَليحَةَ لا يُزري بِها العَطَلُ
-
-
-
-
-
- وَكُلُّ قَولٍ إِلَيهِم يَنتَهي عَسَلُ
-
-
-
-
-
- أَو ذِكرِ قائِدِهِم أَو ذِكرِ ما فَعَلوا
-
-
-
-
-
- إِذا تَنَكَّبَ عَنها العارِضُ الهَطِلُ
-
-
-
-
-
- إِذا اِكفَهَرَّ الدُجى وَاِحتارَتِ المُقَلُ
-
-
-
-
-
- وَبَطشِهِم بِالأَعادي يُضرَبُ المَثَلُ
-
-
-
-
-
- مِن حَولِهِ الجُندُ وَالعَسّالَةُ الذُبُلُ
-
-
-
-
-
- وَلا يَدومُ لِمَن عاداهُمُ أَمَلُ
-
-
-
-
-
- أَيُّ الدِماءِ بِها في الأَرضِ تَنهَمِلُ
-
-
-
-
-
- يَزُلُّ عَن صَفحَتَيهِ الحادِثُ الجَلَلُ
-
-
-
-
-
- تَحتَ العَجاجَةِ لا يَبدو لَها قُبُلُ
-
-
- ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٥]
-
-
-
- يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ
-
-
-
-
-
- لا أُحِبُّ القُيودَ في مِعصَمَيكِ
-
-
-
-
-
- كَالَّتي تَسكُبينَ مِن لَحظَيكِ
-
-
-
-
-
- الَّذي قَد نَشَقتُ مِن خَدَّيكِ
-
-
-
-
-
- وَالعَقيقُ الثَمينُ في شَفَتَيكِ
-
-
-
-
-
- حِ، وَروحي مَرهونَةٌ في يَدَيكِ
-
-
- ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٦]
-
-
-
- كَأَنَّ طَرفِيَ قَلبي فيهِ قَد وُضِعا
-
-
-
-
-
- وَذَلِكَ الدُبُّ في مَنشوريا رَتَعا
-
-
-
-
-
- وَراحَ يَمشي إِلى ما بَعدَها جَشَعا
-
-
-
-
-
- وَالسَيلُ يَجرُفُ ما يَلقاهُ مِندَفِعا
-
-
-
-
-
- مَليكَةِ الهِندِ أَن هُبّوا فَقَد طَمِعا
-
-
-
-
-
- فَطالَما خُدِعَ الإِنسانُ فَاِنخَدَعا
-
-
-
-
-
- خَيرًا يُفيدُكُمُ فَالنُصحُ كَم نَفَعا
-
-
-
-
-
- وَما رَأى أَحَدٌ هَذا وَلا سَمِعا
-
-
-
-
-
- كادَت عَلى الهِندِ تَقضي قَبلَ ذا جَزَعا
-
-
-
-
-
- فَما لَها صادَفتُ في النيلِ مُرتَبَعا
-
-
- ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي:[٧]
-
-
-
- هِيَ مَطمَعُ الدُنيا كَما هِيَ مَطمَعِي
-
-
-
-
-
- وَِاسكُن إِذا حَدَّثتَ عَنها وَاِخشَعِ
-
-
-
-
-
- في حالَةٍ، أَرَأَيتَها في مَوضِعِ؟
-
-
-
-
-
- لَجَميلَةٌ فَوقَ الجَمالِ الأَبدَعِ
-
-
-
-
-
- كَالصَوتِ لَم يُسفِر وَلَم يَتَقَنَّعِ
-
-
-
-
-
- وَمَدَدتُ حَتّى لِلكَواكِبِ إِصبَعي
-
-
-
-
-
- في عاشِقٍ مُتَحَيِّرٍ مُتَضَعضِعِ
-
-
-
-
-
- مُتَرَجرِجاتٌ في الفَضاءِ الأَوسَعِ
-
-
-
-
-
- وَعَلى رَجاءٍ فِيَّ غَيرَ مُشَعشَعِ
-
-
-
-
-
- أَمواجُهُ مِن صَوتِيَ المُتَقَطِّعِ
-
-
-
-
-
- كَحَمامَةٍ مَحمولَةٍ في زَعزَعِ
-
-
-
-
-
- في الشَطِّ تَضحَكُ كُلُّها مِن مَرجَعِ
-
-
-
-
-
- عَنها وَعُجتُ بِدارِساتِ الأَربَعِ
-
-
-
-
-
- أَو رَنَّ صَوتٌ قُلتُ يا أُذنُ اِسمَعي
-
-
-
-
-
- وَإِذا الَّذي في القَفرِ مِثلي لا يَعي
-
-
-
-
-
- إِلّا عَنِ المُتَزَهِّدِ المُتَوَرِّعِ
-
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق