-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

أجمل ما كتب تميم البرغوثي

أجمل ما كتب تميم البرغوثي

الشعر العربي

يُطلق مصطلح الأدب الفلسطينيّ على ما أنتجه الأدباء من شعراء وروائيّين وكتَّاب القصة الفلسطينيين من نتائج أدبي، ويُعدُّ الأدب الفلسطينيُّ جزءًا من الأدب العربي، وقد امتاز الأدب الفلسطيني المعاصِر على وجه الخُصوص بأنَّه أدب مُقاوِم للاحتلال، ساخر في كثير من الأحيان، فيه من مشاعر الحنين إلى الوطن والشوق إلى الأرض المسلوبة ما فيه، ومن أشهر الأدباء الفلسطينيين: محمود درويش، مريد البرغوثي، غسان كنفاني، تميم البرغوثي، سميح القاسم وغيرهم، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، وعلى أجمل ما كتب تميم البرغوثي من شعر.[١]

الشاعر تميم البرغوثي

قبل الحديث عن أجمل ما كتب تميم البرغوثي، تميم البرغوثي هو شاعر فلسطيني، ولد في القاهرة عام 1977م، وهو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وأمَّه الروائية المصرية رضوى عاشور، درس تميم في جامعة بوسطن في أمريكا وجامعة القاهرة في مصر، وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من بوسطن، وقد دفعته دراسته إلى الاهتمام بكلِّ الأحداث السياسية في الوطن العربي، وبعد أنَّ حصل تميم على شهادة الدكتوراه عام 2004م عمل تميم في قسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة، كما عمل استاذًا للعلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، كما عمل باحثًا في معهد برلين للدراسات المتقدمة في ألمانيا، وعمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة جورج تاون في واشنطن.[٢]
وبين عام 2011 وعام 2014م عمل البرغوثي استشاريًّا للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، ثمَّ عمل مساعدًا للأمين التنفيذي ووكيلًا للأمين العام للأمم المتحدة، ولتميم عمود أسبوعي في جريدة الشروق المصرية كتب فيه منذ عام 2010 حتَّى عام 2014م، وله أيضًا عمود في جريدة لعربي اليوم وموقع عربي21 يكتب فيه منذ عام 2015م، وقد أصدر تميم مجموعة من الأعمال الأدبية في اللهجة المصرية والفلسطينية، أمّا في الشعر الفصيح فأصدر ديوان مقام عراق وديوان في القدس، وفيما يأتي أجمل ما كتب تميم البرغوثي[٢]

أجمل ما كتب تميم البرغوثي

لقد كتب الشاعر تميم البرغوثي مجموعة من القصائد التي لاقتْ انتشارًا واسعًا في العالم العربي، ألقى قصائده في عدة أمسيات عربية ي مختلف الأقطار العربية، وكان له حضور بارز في مسابقة أمير الشعراء في الإمارات العربية المتحدة، وفيما يأتي أجمل ما كتب تميم البرغوثي من شعر:
  • إنَّ أجمل ما كتب تميم البرغوثي:[٣]
قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ
ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ
ألا وانجديني إنَّني قلَّ منجدي
بدمعٍ كريمٍ ما يخيب زائلُهْ
إذا ما عصاني كلَّ شيءٍ أطاعني
ولم يجرِ في مجرى الزَّمان يباخلُه
بإحدى الرزايا أو الرَّزايا جميعها
كذلك يدعو غائب الحزن ماثلُه
إذا عجز الإنسان حتَّى عن البكى
فقد بات محسودًا على الموت نائلُهْ
وإنَّك بين اثنين فاخترْ ولا تكنْ
كمنْ أوقعتْهُ في الهلاكِ حبائلُهْ
فمن أملٍ يفنى ليسلمَ ربَّه
ومن أمل يبقى ليهلك آملُهْ
فكن قاتل الآمال أو كن قتيلَها
تسوِّى الردى يا صاحبي وبدائله
أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي
رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ
وإنَّ لَهُ كَفَّا إذا ما أَرَاحَها
عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ
يُقَلِّبُني رأسًا على عَقِبٍ بها
كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ
وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ
وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكًا
وإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ
عَزَائي مِنَ الظُّلَّامِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ
عُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ
إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَّهُ
كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتلُِهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ
وَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعًا
يَرُدُّ بها ذَمَّامَهُ وَيُجَادِلُهْ
وَلكنَّ قَتْلَىً في بلادي كريمةً
سَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ
ترى الطفلَ مِنْ تحت الجدارِ مناديًا
أبي لا تَخَفْ، والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ
وَوَالِدُهُ رُعْبًا يُشِيرُ بَكَفِّهِ
وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى ابْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ
وَمْنْذُ مَتَى تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ؟
عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ
نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَةً
كَأَنَّا لَعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ
لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍ
لِخَمْسِينَ عَامًا مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ
وَقَتْلَى عَلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ
نُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَعْدَها
وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ
إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها
فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه
وَلَسْنَا مُطِيقِيهِ عَدُوًّا نُصَاوِلُهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِلُ أَوْ مَضَى
يُبَادِلُنَا أَعْمَارَنا وَنُبَادِلُهْ؟
  • ومن أجمل ما كتب تميم البرغوثي:[٤]
مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي: رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها؟
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها
تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعًا في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقًا
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرًا
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّمًا
أَظَنَنْتَ حقًا أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
فًارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلًا،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها،
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيءٍ في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوسًا مثلَ الجنينْ
حَدْبًا على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصًا فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلًا
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلبًا
فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصرًا، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلًا والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخًا أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشًا على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافرًا أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ:
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالًا نائيًا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ
  • ومن أجمل ما كتب تميم البرغوثي:[٥]
أيها الناسُ أنتم الأمراءُ
بكمُ الأرض والسماءُ سواءُ
يا نجومًا تمشي على قدميها
كلَّما أظلم الزمان أضاؤوا
قد علا في شرقِ الجزيرة صوتِي
ما بي المالُ، لا ولا الأسماءُ
بغيتي أمركمُ يردُّ إليكم
فلكم فيه بيعةٌ وبراءُ
لا يحلْ بينكمُ وبين هواكم
عند إبرام أمركم وكلاءُ
ثم إني أحكي حكايةَ قومٍ
لغةُ الله خبزهمْ والماءُ
وخطاهم في الأرض ترسمُ شعرًا
هذَّبته السَّرَّاءُ والضَّرَّاءُ
فاذا ما قلْنا القصيد فإنّا
للذي يكتبونه قرّاءُ
واذا ما سُئِلتُ من شاعر القـو
م غدًا قلتُ أنتم الشُّعراءُ
وأرى أبلغَ القصيد جميعًا
أنَّنا في زماننا أحياءُ
  • ومن أجمل ما كتب تميم البرغوثي:[٦]
إذا ارتاح الطغاةُ إلى الهوانِ
فذكرهم بأن الموتَ دانِ
ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّا
على مرِّ الدَّقائقِ والثواني
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَى
لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ
على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ
وإلا تحتَ أنقاضِ المباني
أراها وهي في الأكفان تعلو
ملاكًا في السماء على حصانِ
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئًا
عزيزًا لا يُفَسَّر باللسانِ
عن الدنيا وما فيها وعني
وعن معنى المخافةِ والأمانِ
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثًا
بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها
ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ
كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له لا للبرايا النيلُ يجري
له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما
حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى
فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ
سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا
بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا
مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ
كأن الموت قابلة عجوزٌ
تزورُ القوم من آنٍ لآنِ
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا
وتختلطُ التعازي بالتهاني
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ
مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ
لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي
كثيرًا وهو يُذكَرُ في الأغاني
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا
مِنَ الأنقاضِ رأسًا للجنانِ
رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ
تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو
سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ
يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ
إلى بابِ الكريمِ المستعانِ
يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ
هنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍ
وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي
لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني؟
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها، فَتَرمِي
قَنَابِلَها، فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي
وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ
وخذلان الأقاصي والأداني
نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا
نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ
وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ
بِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ
وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ
بيان عسكري فاقرأوهُ
فقد ختم النَّبيُّ على البيانِ
يقولون في نشرة العاشرةْ:
إنَّ جيشًا يحاصر غزة والقاهرةْ
يقولون: طائرة قصفت منزلًا وسط منطقة عامرةْ
فأضيف أنا: لن يمرَّ زمان طويل على الحاضرينْ
لكي يَرَوُا المسلمين وأهلَ الكرامةِ من كلِّ دينْ
يعيدون عيسى المسيحَ إلى الناصرةْ
والنَّبيَّ إلى القدس، يهدي البراقَ فواكهَ من زرعنِا
ويطوِّقهُ بدمشقٍ من الياسمينْ
يقولون: جيش يهاجم غزة من محورينْ
يقولون: تجري المعارك بين رضيع ودبابتينْ
فأقول أنا: سوف تجري المعارك في كلِّ صدرٍ وفي كلِّ عينْ
وقد تقصف المدفعية في وجهِ ربِّك ما تدعي من كذبْ
ويقول العدو لنا: فليكن ما يكونْ
فنقول له: فليكنْ ما يجبْ
بياناتنا العسكرية مكتوبة في الجبينْ
لم تكنْ حكمةً أيها الموتُ أن تقتربْ
لم تكنْ حكمة ًأن تحاصرنا كلَّ هذي السنينْ
لم تكن حكمةً أن ترابط بالقرب منا إلى هذه الدَّرجةْ
قد رأيناكَ حتَّى حفظنا ملامحَ وجهكَ
عاداتِ أكلكَ
أوقاتَ نومكَ
حالاتِك العصبيةَِ
شهواتِ قلبكَ
حتى مواضع ضعفكَ، نعرفُها
أيها الموت فاحذرْ
ولا تطمئن لأنَّك أحصيتنا
نحن يا موت أكثرْ
ونحن هنا،
بعد ستين عامًا من الغزو،
تبقى قناديلنا مسرجةْ
بعد ألفي سنةْ
من ذهابِ المسيح إلى الثالث الإبتدائي في أرضنا،
قد عرفناك يا موت معرفة تتعبُكْ
أيُّها الموتُ نيتنا معلنةْ
إننا نغلبُكْ
وإن قتلونا هنا أجمعينْ
أيها الموت خفْ أنت،
نحن هنا، لم نعد خائفينْ
  • ومن أجمل ما كتب تميم البرغوثي:[٧]
معينُ الدمع لن يبقَى معينا
فمن أيِّ المصائب تدمعينا؟
زمانٌ هوَّنَ الأحرار منَّا
فديتِ، وحكَّم الأنذالَ فينا
ملأنا البرَّ من قتلًى كرامٍ
على غير الإهانةِ صابرينا
كأنَّهم أتوا سوقَ المنايا
فصاروا ينظرون وينتقونا
لو انَّ الدَّهر يعرف حقَّ قومٍ
لقبَّل منهمُ اليدَ والجبينا
عرفنا الدهر في حاليهِ حتَّى
تعودناهما شدًّا ولينَا
فما رد َّالرِّثاءُ لنا قتيلًا
ولا فكَّ الرجاءُ لنا سجينا
سنبحث عن شهيد في قماطٍ
نبايعُهُ أميرَ المؤمنينا
ونحملُهُ على هامِ الرَّزايا
لدهرٍ نشتهيهِ ويشتهينا
فإنَّ الحقَّ مشتاقٌ إلى أنْ
يرى بعضَ الجبابرِ ساجدينا

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق