الحمل
يمكن القول نظرياً أنّ المرأة تستطيع الحمل بعد بلوغها وبدء دورتها
الشهرية وحتى انقطاع الحيض عنها، إلا أنّ الأطباء يؤكدون أنّ أفضل عمر لحمل
المرأة هو في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من العمر، ويرتبط تأخير
الحمل بعد عمر 35 عاماً بالعديد من المخاطر كالإصابة بسكري الحمل، وارتفاع
ضغط الدم، والإجهاض، والولادة المبكرة، وخطر ولادة جنين ميت، والحاجة إلى
الولادة القيصرية، وخطر النزيف بعد الولادة.
[١]
كيف يحدث الحمل
تطور البويضة والحيوان المنوي
يحدث الحمل نتيجة التقاء الحيوان المنوي من الرجل مع البويضة من الأنثى، وفيما يلي بيان لكيفية تطور الحيوان المنوي والبويضة:
[٢]
- تطور البويضة: يصل عدد البويضات لدى الأنثى عند الولادة إلى
مليون بويضة تقريباً، وعند البلوغ يبقى من هذا العدد ما يُقارب 300 ألف
بويضة فقط، لا ينضج منها إلا 300-400 بويضة طوال عمر الإنجاب، وبذلك فإنّ
الأنثى لا تنتج بويضات جديدة بعد الولادة وإنّما يتم استهلاك البويضات
الموجودة في المبيض. وتبدأ البويضات بالتطور منذ اليوم الأول للدورة
الشهرية، حيث يفرز الدماغ الهرمون المنبه للجريب
(بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone (FSH) والهرمون الملوتن
(بالإنجليزية: (Luteinizing hormone (LH) اللذين يحفزان نمو 15-20 بويضة في
المبيض، تُسمى كل واحدة منها بالجُريب (بالإنجليزية: Follicle) نظراً
لإحاطتها بكيس. كما يعمل هذان الهرمونان على زيادة إفراز هرمون الإستروجين
الذي يؤدي بدوره إلى وقف إفراز الهرمون المنبه للجريب، ممّا يحد من عدد
البويضات التي تتطور خلال الشهر الواحد. ومع مرور الوقت، تتطور جريبة واحدة
من أصل الجريبات التي بدأت بالتطور في بداية الشهر لتصبح بويضة ناضجة تؤدي
إلى موت باقي الجريبات وعدم تطورها إلى مرحلة النضج، وتقوم هذه البويضة
الناضجة بدورها بإفراز هرمون الإستروجين فيما بعد.[٢]
- تطور الحيوان المنوي: بعد بلوغ الذكر، تنتج الخصيتان ملايين
الحيوانات المنوية يومياً داخل مجموعة من الأنابيب التي تُسمى الأنابيب
المنوية (بالإنجليزية: Seminiferous tubules). ويتكون الحيوان المنوي من
الرأس الذي يحتوي على المادة الوراثية إضافة إلى الذيل الذي يدفع الحيوان
المنوي أثناء الحركة. وبعد اكتمال تطور الحيوان المنوي فإنّه يختلط مع
السائل المنوي ليكون المني الذي يحتوي على 500 مليون حيوان منوي تقريباً في
كل مرة يقذف فيها الرجل.[٣]
الإباضة
تبدأ عملية
الإباضة
(بالإنجليزية: Ovulation) بتأثير هرمون الإستروجين الذي تفرزه الجريبة
الناضجة، والذي بدوره يحفز إفراز الهرمون الملوتن من الغدة النخامية. ويعمل
الهرمون الملوتن على إطلاق البويضة الناضجة من المبيض عبر قناة فالوب
لتصبح متاحة للتخصيب من قبل الحيوان المنوي. وعند خروج البويضة الناضجة من
الجراب أو الكيس الذي يغلفها، يتكون الجسم الأصفر من الخلايا المتبقية
والتي تفرز هرمون البروجستيرون لمدة 12-16 يوماً مما يهيئ الرحم للحمل، وفي
حال حدوث الحمل يستمر الجسم الأصفر في إفراز هرمون
البروجستيرون
لحين تطور المشيمة وبدئها في إفراز هرمون البروجستيرون لضمان استمرار
الحمل. وقد تلاحظ بعض النساء ظهور بقع خفيفة من الدم عند حدوث الإباضة، كما
قد تشعر بألم بسيط في المبيضين وقت الإباضة يعرف بألم منتصف الدورة
(بالإنجليزية: Mittelschmerz)، ومن الجدير بالذكر أنّ البويضة الناضجة تبقى
على قيد الحياة لمدة 12-24 ساعة بعد خروجها من المبيض. وفي حال عدم تخصيب
البويضة الناضجة فإنّها تتحلل، فتنسلخ بطانة الرحم ويحدث نزف الدورة
الشهرية. وتحدث
الإباضة عادة بين يومي 11-21 من الدورة الشهرية وذلك عند العد اعتباراً من أول يوم لدورة الحيض السابقة.
[٤]
التخصيب
يعتمد
تخصيب البويضة الناضجة من قبل
الحيوان المنوي على العديد من العوامل التي لا بد من توافرها لضمان نجاحه، ومن هذه العوامل ما يلي:
[٥]
- العوامل البيئية: تتميز بيئة المهبل وعنق الرحم لدى الإناث
بأنّها حامضية، ممّا قد يؤثر في قدرة الحيوانات المنوية على تحمّلها. إلا
أنّ السائل المنوي يتحول إلى مادة شبه هلامية لمدة 20-30 دقيقة توفر
الحماية للحيوانات المنوية ثم يتحول إلى مادة سائلة تسمح للحيوانات المنوية
بالوصول إلى البويضة لتلقيحها.
- الهرمونات: تتحكم الهرمونات الأنثوية بلزوجة الإفرازات
المهبلية، إذ يُلاحظ أنّ الإفرازات المهبلية تكون لزجة بشكل كبير طيلة أغلب
أيام الدورة الشهرية، ثم تصبح أقل لزوجة باقتراب موعد الإباضة، ممّا يسمح
للحيوانات المنوية بالوصول بسهولة إلى البويضة لتلقيحها، ولذلك فإنّ أفضل
وقت للإخصاب هو وقت الإباضة.
- خصوبة الذكر: تعتمد خصوبة الذكر على عدد الحيوانات المنوية التي
يطلقها عند القذف خلال عملية الجماع، ويمكن القول أنّ تدني عدد الحيوانات
المنوية إلى أقل من 500 مليون حيوان منوي خلال القذف يمكن أن يجعل الحمل
بشكل طبيعي ودون مساعدة صعباً. ومن الجدير بالذكر، أنّ الملايين العديدة من
الحيوانات المنوية التي تُطلق خلال عملية القذف لا يصل منها في العادة إلا
مئات قليلة إلى قناة فالوب.
- قدرة الحيوانات المنوية على التلقيح (بالإنجليزية: Sperm Capacitation): بعد وصول مئات الحيوانات المنوية إلى البويضة في قناة فالوب، يتمكن أقوى الحيوانات المنوية من اختراق الغلاف الخارجي الصلب للبويضة ليتمكن من تخصيبها.
انغراس الجنين
تبدأ البويضة المخصبة بالانقسام بشكل سريع أثناء انتقالها من قناة فالوب
إلى الرحم لتشكل مجموعة من الخلايا التي تعرف باسم الكيسة الأريمية
(بالإنجليزية: Blastocyst)، وعند وصول الكيسة الأريمية إلى الرحم فإنّها
تفرز إنزيمات معينة لإذابة خلايا بطانة الرحم مما يسمح لها بتعليق نفسها في
بطانة الرحم، وتُسمى هذه العملية بانغراس الجنين. وتستمر الخلايا
بالانقسام طوال الأيام القادمة، ويتكون الجنين والمشيمة التي يتغذى من
خلالها الجنين طيلة
فترة الحمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق