الحمل في الشهر السادس
تبدأ رحلة
الحمل
من اليوم الأول لتاريخ آخر دورة شهرية، وتستمرّ لمدّة 40 أسبوعاً، أو 280
يوماً تقريباً لتنتهي بولادة الطفل، وفي الغالب تحدث الولادة قبل الأسبوع
40 من الحمل، بينما 30% فقط من النساء الحوامل يصلن للأسبوع 40 من الحمل،
ويتم تقسيم الحمل عادةً إلى ثلاثة مراحل، تتضمّن كل مرحلة ثلاثة أشهر
تقريباً، ويقع الشهر السادس من الحمل ضمن الثلث الثاني ويمتدّ من الأسبوع
23 وحتى الأسبوع 27 من الحمل.
[١]في
حين تنخفض احتمالية خسارة الجنين بالاجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل،
يبقى هناك خطر حدوث بعض المضاعفات وأبرزها؛ النزيف الدمويّ، وتمزّق الغشاء
المبكّر ونزول الماء، وعدم تحمّل عنق الرحم للضغط الموجود في الرحم، والذي
يُعرف بقصور عنق الرحم، وتسمّم الحمل،
والولادة المبكّرة
التي تتمثّل بولادة الطفل قبل الأسبوع 38 من الحمل، وتُعدّ أهم أعراض
الولادة المبكرة: الشعور بالضغط على المهبل، وألم أسفل الظهر، والإسهال،
وزيادة إفرازات المهبل، والشعور بانقباضات مؤلمة، ونزول سوائل من المهبل،
ونزيف المهبل،
[٢]ومن
الجدير بالذكر أنّه يمكن للطفل البقاء على قيد الحياة في حال وُلد قبل
أوانه بعد الأسبوع 23 من الحمل، مع ضرورة بقائه في العناية الحثيثة.
[٣]
أعراض الحمل في الشهر السادس
تلاحظ الحامل تلاشي بعض
أعراض الحمل الأولية
كالغثيان الصباحي والتعب خلال الثُلث الثاني من الحمل، وبالرغم من استمرار
حدوث التغيّرات الجسمية المختلفة، إلا أنّ معظم النساء الحوامل يمتلئن
بالطاقة والحيوية خلال هذه الأشهر، لذلك تُمثّل هذه الأشهر الثلاث الفترة
السهلة والجميلة من الحمل عادةً،
[٤]وفيما يلي أهم الأعراض التي قد تظهر خلال الشهر السادس والثلث الثاني من الحمل بشكل عام:
- زيادة الوزن: يلاحظ تراجع الغثيان الصباحي وزيادة الشهية لتناول الطعام
خلال هذه الفترة، ومع استمرار نموّ الرحم الذي يحمل بداخله الجنين، يزداد
وزن الحامل بشكل تدريجيّ وملحوظ خلال الثلث الثاني من الحمل، وفي الحقيقة
يجدر الانتباه إلى أنّ الحامل تحتاج إلى إضافة 300-500 سعر حراري يومياً
فقط، واكتساب 0.5 كيلوغرام تقريباً كل أسبوع خلال الشهر السادس.[٤][٥]
- توسّع الأوردة: يزداد التدفّق الدمويّ في جسم الحامل؛ بهدف
توصيل الدم للطفل النامي، ولكن قد ينتج عن ذلك ظهور عروق حمراء صغيرة على
الجلد تُعرف باسم الأوردة العنكبوتية، كما أنّ زيادة الضغط على الساقين
يؤدي إلى تورّم الأوردة فيها وتغيّر لونها إلى الأزرق أو الأرجوانيّ
وتُسمّى دوالي الساقين.[٤]
- آلام الظهر: تظهر آلام الظهر نتيجة اكتساب المزيد من الوزن خلال
الحمل، وزيادة الضغط على منطقة الظهر، وللتخفيف منه يجب توفير الدعم
الجيّد لمنطقة الظهر خلال وضعيات الجسم المختلفة؛ الجلوس والوقوف والنوم.[٤]
- نزف اللثة: تعاني نصف النساء تقريباً من مشاكل في اللثة
نتيجة التغيّرات الهرمونية الطبيعية التي تزيد من التدفّق الدمويّ
للمنطقة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حساسية اللثة، وتورّمها، وسهولة نزفها.[٤]
- كبر حجم الثدي: يقلّ الإيلام في منطقة الثدي الذي كان يمثّل أحد أعراض الحمل الأولية، ولكن يستمرّ الثديين بالنموّ، وزيادة الحجم استعداداً لتغذية وإرضاع الطفل بعد الولادة.[٤]
- احتقان ونزيف الأنف: تؤدي التغيّرات الهرمونية خلال الحمل إلى تورّم وانتفاخ الأغشية المخاطية المبطّنة للأنف، وينتج عن ذلك انسداد الأنف وسهولة نزيفه.[٦]
- زيادة نموّ الشعر: تحفّز هرمونات الحمل على نموّ الشعر في مناطق
مختلفة من الجسم، ومنها مناطق مرغوبة كشعر الرأس، ومنها ما هو غير مرغوب
مثل؛ الوجه، والذراعين، والظهر.[٤]
- الصداع: ينتشر الصداع
بشكل كبير بين النساء الحوامل، ويمكن التخفيف منه عبر الحصول على قسط وافر
من الراحة، وممارسة أساليب الاسترخاء مثل؛ التنفس العميق، مع إمكانية
تناول دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen) بعد استشارة
الطبيب في حال كان الألم شديداً ومزعجاً.[٤]
- حرقة المعدة والإمساك: تنتج مشاكل الجهاز الهضميّ خلال الحمل؛ نتيجة زيادة كمية هرمون البروجيسترون الذي يؤدي لارتخاء بعض العضلات وأهمّها؛ عضلات المريء السفلية التي تمنع عودة الطعام والأحماض إلى المريء، وعضلات الأمعاء التي تنقل الطعام المهضوم.[٤]
- البواسير: تتشكّل البواسير نتيجة تورّم وتوسّع الأوردة حول فتحة الشرج؛ بسبب زيادة تدفّق الدم عبرها، وزيادة الضغط عليها جرّاء نموّ الجنين داخل الرحم.[٤]
- حركة الجنين: تبدأ بعض النساء الحوامل بالشعور بحركات الجنين
اللطيفة والناعمة في الأسبوع العشرين من الحمل، ويطلق عليها مصطلح التسارع
(بالإنجليزيّة: Quickening)، وفي بعض الأحيان قد لا تشعر الحامل بهذه
الحركات حتى الشهر السادس من الحمل، وفي الحقيقة يمكن للأم خلال هذه الفترة
الانتباه للنشاط البدنيّ والحركة عند الطفل والذي يمثّل وقت الاستيقاظ،
والانتباه لفترات الهدوء وعدم الحركة التي تمثّل وقت النوم، وتُنصح الأم
الحامل بتسجيل وعدّ حركات الطفل اليومية للتأكد من سلامته؛ حيث أنّه من
الطبيعي أن يقوم الطفل بعشر حركات خلال ساعتين متتاليتين، وفي نهاية الشهر
السادس يمكن للزوج ملاحظة حركات الطفل واضحة عبر جدار البطن.[٤][٥]
- تغيّرات جلدية: تحدث العديد من التغيّرات الجلدية لدى الحامل أهمّها؛ تورّد بشرة الوجه نتيجة هرمونات الحمل، وزيادة صبغة الميلانين
التي تؤدي لظهور بقع بنية على الوجه، وخط داكن أسفل منتصف البطن، وزيادة
حساسية بشرة الجسم اتجاه أشعة الشمس، وظهور خطوط حمراء رفيعة على البطن
والثديين تُعرف بعلامات التمدّد.[٥][٦]
- انقباضات براكستون هيكس: تشعر الحامل خلال الثلث الثاني من
الحمل بانقباضات براكستون هيكس (بالإنجليزيّة: Braxton Hicks
contractions)، أو كما تُعرف بالمخاض الكاذب، وهي عبارة عن انقباضات خفيفة
في منطقة البطن
عادةً ما تحدث بعد القيام بنشاط بدنيّ أو بعد ممارسة الجنس، وتجدر الإشارة
إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال كانت هذه الانقباضات مؤلمة أو منتظمة؛
حيث أنّها قد تدلّ على ولادة حقيقية مبكّرة.[٦]
- التغيّرات العاطفية: تقلّ حدّة التقلّبات المزاجية، واحتمالية حدوث الاكتئاب
خلال هذه الأشهر من الحمل، وفي الحقيقة تمثّل هذه الفترة الوقت الأنسب
للتحضير لقدوم الطفل، والتخطيط للولادة، والحصول على المعلومات اللازمة عن
الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك يبقى هناك بعض القلق بخصوص الولادة والأبوّة.[٥][٦]
التطوّرات الجنينية في الشهر السادس
تتمثّل التطورات الجنينية خلال الشهر السادس من الحمل؛ بتضاعف وزن
الجنين خلال هذه الفترة من الحمل؛ بسبب ترسب الدهون تحت الجلد ونموّ
العضلات
تحت الجلد، بالإضافة إلى نموّ المزيد من الشعر على جسمه، وتبدأ حواس الطفل
بالتطوّر، حيث أنّه يسمع المحيط الخارجي ويستجيب للأصوات، كما أنّه يشعر
بحركة والدته، وعندما تبدأ الصبغة بالتراكم على جلد الجنين تقلّ شفافية
جلده شيئاً فشيئاً، وبوصول الجنين للأسبوع 25 من الحمل يمكنه تمييز الأصوات
المختلفة، ويتم تطوّر نظام النوم خلال هذا الأسبوع أيضاً، وفي الأسبوع 26
يقوم الجنين باستنشاق وزفير كميات بسيطة من السائل الأمينوسي المحيط به،
وخلال الأسبوع 27 يمكن للجنين فتح وإغلاق عينيه، كما يمكنه مصّ أصابعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق