قصة اليسع عليه السلام للأطفال
تتناول قصة اليسع -عليه السلام- نبيًّا من أنبياء الله الذين ذكرهم القرآن الكريم تكريمًا لهم وتعظيمًا لشأنهم ولما قدموه في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى وإيصال مفهوم الدين والإيمان إلى الأقوام الذين أُرسلوا إليهم، كي يعبدوا الله تعالى وينتهوا عن عبادة ما عبدوا من دونه، وقد ورد ذكر هذا النبي الكريم مرتين في القرآن الكريم، مرة في سورة ص في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ} [١]، ومرة في سورة الأنعام في قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [٢]، وهو من أنبياء الله تعالى الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل كموسى وهارون -عليهما السلام-.وعن قصة اليسع -عليه السلام- فقد بُعِثَ بالنبوة بعد بعثة سيدنا إلياس -عليه السلام-، فدعا بني إسرائيل إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وكان بنو إسرائيل من أكثر الأقوام الذي حادوا عن طريق الحقّ، وغيَّرُوا وبدَّلوا فيما أُنزل عليهم من آيات الله تعالى، كما أنهم من الأقوام الذي أذوا أنبياء الله، وأكثروا فيهم القتل والتنكيل، ورغم كل ذلك لم يثنِ هذا نبي الله اليسع -عليه السلام- عن دعوتهم إلى الرجوع إلى دين الله تعالى والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، وبقي نبي الله اليسع -عليه السلام -مستمرًا في دعوته إلى أن أتى أمر الله بأن يتوفاه ملكُ الموتِ دون أن يعود بنو إسرائيل عن كفرهم بالله تعالى، فجاء أمرُ الله بأن سلَّطَ عليهم -سبحانه وتعالى- العذاب الشديد.
وذُكرَ في الأثر أن النبي اليسع عليه السلام قد أرسل إلى قوم من بني إسرائيل اتخذوا من بلاد الشام موطنًا لهم، حيث كان هذه البقعة الجغرافية المكان الذي احتضن قصة اليسع -عليه السلام- وما دار فيها من أحداث، وقد هذا النبي الكريم يسمى عند بني إسرائيل باليشع، وقد سار على ما جاء به نبي الله إلياس -عليه السلام- من قبله، لكن بني إسرائيل لم تزدهم دعوة هذا النبي الكريم لهم بأن يدخلوا في دين الله إلا كُفرًا وجحودًا، فكانوا يأتون شتى أنواع المعاصي، وكُثُر الطغاة فيهم وتجبَّروا في هذه الأرض أيَّما تجبُّر، لذلك أرسل الله العديد من الأنبياء والرسل لبني إسرائيل لكثرة ما كان لديهم من البعد عن دين الله، والكُفْرِ ما أُرسل بهِ أنبياء الله الكرام -عليهم سلام الله أجمعين-. [٣]
الدروس المستفادة من قصة اليسع -عليه السلام- أن الله سبحانه وتعالى يُعلي من شأن الأنبياء فهم أقرب عباد الله إليه لأنهم كُلِّفوا بتبليغ دين الله تعالى كلٌّ إلى قومه إلا نبي هذه الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أُرسل إلى الناس كافة، وهذا ما جعله أعلى أنبياء الله مكانة، وشرَّفه الله بأن يكون شفيع الناس يوم القيامة، كما يُستفاد من قصة اليسع -عليه السلام- أن المؤمن يصبر على الأذى في سبيل تبيلغ الدين، ولا يثنه أي شيء عن الدعوة إلى الله تعالى مهما بلغ الإنسان الذي دُعِي إلى الإيمان بالله من تكبُّرٍ وجبروت، وأن المعاصي هي سبب هلاك الناس لأن في إتيانها بُعدًا عن طريق الله، وهذا ما يجلب غضب الله تعالى وسخطه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق