قصة النبي يعقوب
قصة النبي يعقوب -عليه السلام- من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم، ومن المعروف أن النبي يعقوب تربّى في بيت نبوّة، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليهم السلام-، والنبي يعقوب -عليه السلام- له أخ توأم اسمه عيصو، أما يعقوب فاسمه العيص، وسمي يعقوب لأنه وُلد ممسكًا بعقب أخيه عيصو، وقد كان عيصو هو الابن المفضل لإسحاق لأنه الأكبر، أما يعقوب فقد كان المفضل عند أمه، وعندما كبر إسحاق -عليه السلام- أصبح ضعيف البصر، وفي مرة طلب من ابنه عيصو طعامًا، فطلبت والدته من يعقوب أن يُحضر الطعام لوالده حتى يدعوَ له، فأحضر يعقوب جَدْيَيْن من أفضل الغنم، وجهّزهما لوالده كي يأكل، وألبسته أمه ثياب أخيه عيصو، فأعطى يعقوب الطعام لوالده، فدعا له أن يعطيه الله الأولاد والرزق الكثير.
غضب عيصو غضبًا شديدًا عندما علم أن يعقوب أعطى الطعام لأبيه بدلًا
منه حتى يدعوَ له، وتوعده بالقتل، فطلبت والدة يعقوب من يعقوب أن يذهب
للعيش عند أخيها لابان الذي كان يسكن في أرض حران؛ وذلك تجنبًا للفتنة بين
الأخوين، فخرج يعقوب من بيت أبيه متجهًا إلى بيت خاله، وفي المساء أراد
يعقوب النوم، فوضع حجرصا تحت رأسه ونام، ورأى في نومه رؤيا غريبة، إذ رأى
معراجًا منصوبًا ما بين الأرض والسماء، وكان الملائكة يصعدون في هذا
المعراج وينزلون، والله تعالى يتحدث إليه ويقول له سأبارك لك ذريتك، وأجعل
الأرض لأولادك من بعدك، فاستيقظ النبي يعقوب -عليه السلام- من نومه
مسرورًا، ونذر نذرًا أنه لو عاد سالمًا لأهله سيبني معبدًا في هذا المكان،
وأن يجعل عُشر ما ما يأتيه من رزق لله، ووضع علامة على الحجر كي يعرفه، ثم
سار حتى وصل إلى خاله في أرض حران.
كان لخال النبي يعقوب -عليه السلام- ابنتان هما: ليا الكبرى وراحيل
الصغرى، فطلب يعقوب من خاله أن يزوّجه راحيل لأنها جميلة، فوافق خاله بشرط
أن يعمل يعقوب لديه في الرعي سبع سنوات، وبعد انقضاء المدّة أعدّ خاله
وليمة الزفاف، وعندما أتى الصباح، وجد يعقوب نفسه مع ليا وليس مع راحيل،
فعرف أن خاله قدر غدر به، فقال له خاله بأنه لا يُزوج الإبنة الصغرى قبل
الكبرى، وأخبره بأنه سيُزوجه راحيل إذا عمل لديه سبع سنواتٍ أخرى، ووافق
النبي يعقوب -عليه السلام- على هذا العرض، وقد أنجبت ليا ليعقوب: روبيل
وشمعون ولاوي ويهوذا، أمّا راحيل فلم تُنجب، فوهبت ليعقوب جاريتها زلفى،
فأنجبت له دان ونيفتالي، فغارت ليا ووهب له جارية وأنجبت له جاد وأشير، ثم
حملت ليا من جديد وأنجبت له أيساخر وزابلون، وأنجبت بنتًا وهي دينا، وظلّت
راحيل تدعو الله أن يرزقها الأبناء، فأنجبت غلامًا جميلًا جدًا وهو النبي
يوسف -عليه السلام-.
عاش النبي يعقوب مع أبنائه في أرض حرّان عشرين عامًا، ثم طلب من خاله
أن يعود إلى ديار أهله فوافق خاله، وقال له: "إني قد زاد مالي بسببك فأطلب
ما شئت"، فقال له يعقوب: "أعطني كل حمل يولد لك هذه السنة أبقع، وكل حمل
ملمع أبيض بسواد، وكل أملح ببياض وكل وكل أجلح أبيض أمعن"، فعاد النبي
يعقوب إلى أهله بالكصير من العبيد والدواب والأغنام، وعندما اقترب النبي
يعقوب -عليه السلام- من أرض أخيه دعا الله تعالى أن يكفيه شره، وأرسل له
بهدية عظيمة قبل أن يصله، وقبل وصول يعقوب إليه نام، فظهر له ملك فظن يعقوب
بأنه رجل، فذهب إليه ليصارعه، فأصابه في وركه وعرج، فقال له الملك: "أنت
من اليوم تدعى إسرائيل" فعرف النبي يعقوب أنه ملك.
اشترى النبي يعقوب مزرعة في مكان الصخرة التي نام عندها، وبنى فيها
معبدًا سماه أيل، وهو مكان بيت المقدس، ثمّ حملت زوجته راحيل مجددًا وأنجبت
بنيامين، وماتت أثناء الولادة، وعاش النبي يعقوب مع والدِه إسحاق -عليهما
السلام- حتّى مات النبي إسحاق، وفقام عيصو ويعقوب بدفنه إلى جوار أبيه
الخليل إبراهيم -عليهم السلام-.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق