كل يوم تراقب ناسا NASA المجرة بحثاً عن كواكب ونجوم وأنظمة جديدة منتشرة في أنحاء الكون الشاسع , ولقد أرسلت العديد من المجسات والمركبات إلى الفضاء .. من فوياجر 1 إلى جونو , وكل ذلك خلال مهمات لاستكشاف نظامنا الشمسي أولاً ثم استكشاف ما بعده.
واكتشفت المركبة
الفضائية كبلر Kepler معظم الكواكب الخارجية - وهي كواكب تدور حول نجم أخرى
غير شمسنا - وكما ستلاحظ - فإن العديد من الكواكب الخارجية المُكتشفة
تُسمى ( كبلر ) بسبب ذلك .
وعلى الرغم من أننا
نجد أطناناً من الكواكب الخارجية الجديدة كل عام , إلا أن الكثير منها ما
هو إلا كتل باردة من الصخور تدور حول نجوم بعيدة وغير معروفة , ولكن من حين
لآخر يتم العثور على كواكب غريبة بما يكفي لجعل علماء الفيزياء الفلكية في
حالة من الذهول ...
وقد جمعنا لك 10 من تلك الكواكب في مقالنا هذا ...
1- كوكب OGLE-2016-BLG-1195Lb - كرة الثلج
NASA/JPL-Caltech |
- OGLE-2016-BLG-1195Lb
هو كوب جليدي يقع خارج المجموعة الشمسية على بعد 13,000 سنة ضوئية من
نظامنا الشمسي , وبما أنه من المعروف أن سرعة الضوء تساوي 300 ألف كيلومتر
في الثانية (186000 ميجابت في الثانية) أو أكثر من مليار كيلومتر في الساعة
(670 مليون ميل في الساعة) , فسيكون عليك أن تسافر لمسافات طويلة جدا
وبسرعة عالية لرؤية هذه الكرة الضخمة من الجليد .
وتتراوح درجات الحرارة على سطحه ما
بين -220 درجة مئوية (-364 درجة فهرنهايت) إلى -186 درجة مئوية (-302 درجة
فهرنهايت) , ولهذا السبب يُطلق عليه أحيانا " كوكب كرة الثلج " .
حتى الآن ، كانت أكثر سرعة وصلنا إليها في الفضاء تمت بواسطة مركبة نيوهورايزن New Horizons ، وهو مسبار فضائي أُطلق في عام 2006 لإجراء دراسة حول بلوتو وأقماره وحزام كويبر. سافرت نيو هورايزونز بسرعة تفوق 58،000 كيلومتر في الساعة (36،000 ميل في الساعة) ، وهي بعيدة كل البعد عن سرعة الضوء . لذلك يمكنك أن ترى أننا لا نمتلك التكنولوجيا حتى الآن لزيارة أقرب نظام مجاور لنا على بعد بضع سنوات ضوئية فقط.
وقد تم العثور على " كوكب الثلج
" باستخدام microlensing ( العدسية الصغرية الجذبية ) - وهي عملية تستخدم
لاكتشاف الكواكب عندما تمر أمام نجومها فنرى النجوم قاتمة لفترة وجيزة .
ويعتقد العلماء أن كل الثلج الموجود على كوكب OGLE-2016-BLG-1195Lb يتكون
من المياه العذبة , وعلى الرغم من أن هذا أمر جيد , إلا أنه من غير
المحتمل أن نتمكن من استخدام هذه المياه في المستقبل القريب , حيث يستغرق
الأمر 13,000 سنة بسرعة الضوء للوصول إلى هذا الكوكب الخارجي .
2- كوكب KELT-9b - الكوكب الساخن
Robert Hurt / JPL / Caltech |
- يُعتبر كوكب KELT-9b من أكثر الكواكب
الخارجية سخونة على الإطلاق , كما أنه يبدأ بالخفوت تدريجياً حتى يختفي
بسبب سطوع نجمه , مما يعني أن أحد الجانبين فقط من الكوكب مواجه للنجم الذي
يدور حوله باستمرار , بينما الوجه الآخر ليس كذلك , ويبعد عنا بمقدار 650
سنة ضوئية .
هذا
العملاق الغازي الساخن يبلغ حجمه تقريباً ثلاثة أضعاف حجم كوكب المشتري ,
وتبلغ درجة حرارة سطحه الحارقة بنحو 4،315 درجة مئوية (7،800 درجة
فهرنهايت) , وهو بذلك أكثر سخونة من معظم النجوم , فدرجة سخونته فد تماثل
سخونة سطح شمسنا , والتي تبلغ 5050 درجة مئوية (9،941 درجة فهرنهايت) ,
ويعتقد العلماء أنه بعد بضعة ملايين من السنين , سيحرق KELT-9b جميع غازاته
ويختفي , تاركاً وراءه نجمه الوحيد .
3- كوكب GJ 1214b - عالم الماء المشبع بالبخار
sci-news |
- كوكب GJ 1214b هو كوكب ضخم بحجم ثلاثة أضعاف حجم الأرض , والذي يبعد بحوالي 42 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي .
يساهم الماء بنسبة 10% من كتلة كوكب GJ 1214b , في حين أن كمية الماء على كوكب الأرض تقدر بحوالي 5.05 % فقط من كتلة الكوكب.
يعتقد
العلماء أن كوكب GJ 1214b يحتوي على محيطات قد تصل أعماقها إلى نحو 1600
كيلو متر ( 1000 ميل ) - وعلى النقيض من ذلك - فإن الجزء الأعمق من محيطات
الأرض هو خندق ماريانا وهو على عمق 11 كيلو متر ( 7 ميلاً ) , وبما أننا
استكشفنا فقد حوالي 5% من محيطاتنا , ووجدنا عدد لا يُحصى من المخلوقات
المذهلة التي لم نتوقع وجودها أبداً على بعد أعماق بعيدة , فلك أن تتخيل ما
يكمن من أهوال في المياة الأعمق من كوكب GJ 1214b .
4- كوكب PSR J1719-1438 b - كوكب الماس
- يتكون كوكب PSR J1719-1438 b
من الماس النقي , فهو كوكب كبير من الكربون , ويبلغ قطره خمسة أضعاف كوكب
الأرض , ويوجد على بعد 4000 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي , وبسبب الضغط
الهائل الناجم عن الجاذبية يتم تكثيف الكربون , مما يشكل ماساً ضخماً .
يدور هذا الكوكب خارج المجموعة الشمسية حول نجم نابض ميلي ثانية millisecond pulsar - وهو نجم نبّاض فترة دورانه تتراوح بين 1-10 ميلي من الثانية يدعى PSR J1719-1438 .
يعتقد علماء الفلك أن النجم النابض كان
في يوم من الأيام نجماً هائلاً , ولكن عند موته تحول إلى مستعر أعظم ,
وهذه النجوم النابضة النادرة الميلي ثانية تم تشكلها من خلال امتصاص وقود
النجم المجاور , وفي هذه الحالة قد يكون النجم المجاور قزم أبيض - وهو ما
ستصبح عليه شمسنا بعد موتها .
وأحيانا قد لا يتبقى أي وقود للقزم
الأبيض غير 0,1 % فقط من كتلته والتي يشكل بها في تلك الحالة كوكباً
بلورياً غريباً من الألماس - كما هو الحال مع SR J1719-1438 b ليكون رفيقاً
للنجم النابض الذي يدور حوله كوكب الألماس .
- كوكب Kepler-16b - كوكب ونجمين
nasa.gov |
- Kepler-16b هو الكوكب الخارجي الوحيد الذي يدور حول نظام نجم ثنائي - أي يدور حول نجمين .
Kepler-16b تبلغ كتلته حوالي 105 كتلة الأرض , يصل قطره إلى 5,8 أضعاف نصف قطر أرضنا .
يحتوي هذا الكوكب الخارجي على غلاف جوي
يتكون من الهيدروجين والميثان , وكميات صغيرة من الهيليوم , ويقع على بعد
200 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي .
يكمل Kepler-16b دورته حول نجميه في 627 سنة أرضية - ولا يمكنه أن يدعم الحياة أبداً .
6- كوكب Kepler-10b - العالم المحروق
nasa.gov |
- كوكب Kepler-10b هو أصغر كوكب خارجي تم اكتشافه حتى الآن , ويعتقد العلماء أن سطح ذلك الكوكب مُغطى بمحيطات من الحمم البركانية الساخنة .
يقع الكوكب على بعد 560 سنة ضوئية من
أرضنا ,وهو أول كوكب صخري تم اكتشافه خارج مجموعتنا الشمسية , تصل درجة
حرارة سطح ذلك الكوكب إلى 1400 درجة مئوية (2500 درجة فهرنهايت) , ونتيجة
لذلك فإن الصخور الموجودة على سطحه تذوب وتتجمع في مناطق واسعة , وتُشكّل
تجمعات كبيرة من الحمم البركانية المنتشرة عبر السطح الصغير للكوكب ,
ونظراً لكثافته العالية , يُعتقد أن كوكب Kepler-10b يحتوي على كمية عالية من الحديد ، مما قد يؤدي إلى ظهور الحمم بظل أحمر أكثر إشراقًا.
7- كوكب TrES-2b - الكوكب المظلم
nasa.gov |
- كوكب TrES-2b هو
أكثر الكواكب ظلاماً التي تم العثور عليها , حيث يعكس أقل من 1% من ضوء
الشمس الساقط عليه , وهذا ما يجعله أكثر قتامة من الفحم أو طلاء الاكريليك
الأسود.
الحقيقة - يُعد اكتشاف هذا الكوكب انجاز علمي كبير في ظل هذا الضوء النادر .
كما يطرح هذا الاكتشاف سؤالاً هاماً كم عدد الكواكب الخارجية التي لم نستطع العثور عليها بسبب عدم وجود ضوء ؟!
إن TrES-2b يبعد حوالي 750 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي
, ويحتوي غلافه الجوي على بخار الصوديوم والبوتاسيوم وأكسيد التيتانيوم ,
وكل تلك الغازات تمتص الضوء , ومع ذلك لا يزال الأمر لغزاً - لماذا هذا
الكوكب مظلم جداً .. لا أحد يعرف الجواب حقاً .
8- كوكب HD 189733b - الكوكب الذي يمطر زجاجاً
nasa.gov |
- ربما يكون أحد أكثر الكواكب الخارجية إثارة للإهتمام في هذه القائمة - هو كوكب ، HD 189733b الذي يبعد عنا بمقدار 63 سنة ضوئية , ويمطر زجاجاً !
نعم ما قرأته صحيح - حيث يمكن أن تصل
سرعة الرياح الجهنمية لهذا الكوكب إلى 8700 كيلومتر في الساعة (5،400 ميل
في الساعة) , مما يتسبب في هطول أية أمطار غريبة التكوين .
يتسبب الغلاف الجوي
المكون من السيليكا بشكل أساسي من أن تمطر غيوم الكوكب أمطاراً من الزجاج
المنصهر , والذي يتحجر عند سقوطه , في حين أن تلك الرياح العاتية على سطح
ذلك الكوكب العاصف تدفع بقطع الزجاج القاسية في اتجاه أفقي عبر الهواء
بسرعات عالية , مما يقطع أي شيء في مسارها إلى شرائح في الحال .. من الرعب
أن تتخيل أنك عالقاً في تلك العاصفة !
9- كوكب 55 Cancri e - كوكب بماء غريب
ESA/Hubble, M. Kornmesser |
- كوكب 55 Cancri e
الذي يواجه نجمه بجانب واحد دائماً بينما لا يواجه جانبه الآخر النجم
أبداً , يتميز بوجود ماء في الحالة السائلة والغازية على سطحه على حد سواء
.
هذا الكوكب أقرب إلى نجمه بنحو 25 مرة من قرب كوكب عطارد من شمسنا , ويكمل دورته في 18 ساعة فقط - إنه سريع للغاية .
وبسبب مواجهة أحد الجانبين باستمرار
إلى النجم , فتصل درجة حرارة المياه الموجودة على الجانب المواجه للنجم إلى
درجة الحرارة فوق الحرجة - وهي درجة الحرارة التي عندها تتساوى خواص
السائل مع خواص بخاره حيث يضيع السطح الفاصل بينهما - مما يجعلها في حالة
سائلة وغازية في نفس الوقت .
تبلغ كتلة هذا الكوكب الخارجي حوالي 7,8 مرة ضعف كتلة الأرض , ويبلغ حجمه ضعف حجم الأرض تقريباً .
10- كوكب CoRoT-7b - بارد وساخن
ESO/L. Calçada |
- كوكب CoRoT-7b هو كوكب آخر غريب الأطوار - فهو يمطر صخوراً ثلجية !
مثل العديد من الكواكب
الخارجية الأخرى , كوكب CoRoT-7b يواجه نجمه بجانب واحد فقط , وتصل درجة
حرارة سطحه المواجه للنجم إلى نحو 2200 درجة مئوية (4000 درجة فهرنهايت) ,
بينما تنخفض درجة حرارة الجانب الآخر البعيد عن الشمس إلى أقل من -210
درجة مئوية (-350 درجة فهرنهايت).
بسبب
هذا تتكون الحمم الساخنة على الجانب المواجه للنجم لدرجة أنها تتبخر كتبخر
الماء على كوكبنا , وهذا يخلق غيوماً حجرية كبيرة تتكثف لاحقاً على الجانب
الآخر البارد , فتمطر تلك الغيوم الحجرية صخوراً كبيرة ثلجية .
مصدر المقال /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق