البواسير
تحدث البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) بسبب تمدّد الأوردة الدموية الموجودة في الجزء السفلي من الشرج والمستقيم، ومع مرور الوقت تنتفخ هذه الأوردة، وهذه الحالة مشابهة لما تتعرض له الأوعية الدموية عند المُصابين بالدوالي (بالإنجليزية: Varicose veins)، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من البواسير، وهما: البواسير الداخلية؛ بحيث تمتد الأوعية الدموية داخل فتحة الشرج أو المستقيم، وبالغالب لا تُسبّب الألم، والبواسير الخارجية؛ بحيث تمتد الأوعية الدموية خارج فتحة الشرج، ويُعدّ هذا النوع الأكثر شيوعاً وإزعاجاً، وعلى الرغم من أنّ البواسير تُسبّب الألم والانزعاج، إلّا أنّها تختفي دون الحاجة إلى علاج أحياناً، إضافةً إلى إمكانية الوقاية منها.[١][٢]علاج البواسير
إنّ الأعراض الخفيفة المُرافقة للبواسير غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها، وبالرغم من ذلك؛ إلّا أنّ هنالك بعض الحالات التي تحتاج للعلاج الدوائي وأحياناً للجراحة، وينقسم علاج البواسير إلى عدّة أنواع على النحو الآتي:[٣][٤]العلاج المنزلي
هناك العديد من العلاجات المنزليّة التي من الممكن اتباعها للتخفيف من أعراض البواسير، ويجدر التنبيه إلى أنّ اتباع هذا النوع من العلاج لا يكفي للتخلص من البواسير، وفيما يلي بيان لبعضٍ منها:[٣][٤]- تطبيق الكمّادات الباردة: يتمّ تطبيق كمّادات باردة على منطقة المُصابة، حيث إنّها تُساعد على التخفيف من انتفاخ الأوعية الدموية.
- أخذ حمام دافئ: بحيث يتمّ غطس المنطقة المُصابة بالماء الدافئ، باستخدام حمّام المقعدة (بالإنجليزية: Sitz bath) الذي يُوضع على كرسي الحمام، حيث يتمّ ذلك لمدة 10-15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات يومياً، مما يُساعد على التقليل من الحكة والحرقة المصاحبة للبواسير.
- استخدام المناشف المبللة: يُنصح باستخدام المناشف الرطبة بدلاً من المناشف الجافة؛ لأنّ المناشف الجافة قد تزيد الوضع سوءاً.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: من الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، حيث تُساعد على تليين البراز وزيادة حجمه، مما يجعل عملية إخراجه أسهل دون الحاجة إلى بذل الجهد والضغط اللذين قد يزيدان من تفاقم الأعراض المرافقة للبواسير.
- المحافظة على نظافة الشرج: يُنصح بالمحافظة على نظافة الشرج عن طريق الاستحمام أو غسل المنطقة يومياً بالماء الدافئ، ومن ثمّ تجفيفها بلطف، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب استخدام المناديل المعطرة أو الكحول في عملية التنظيف.
العلاج الدوائي
هناك عدد من العلاجات الدّوائيّة التي يمكن استخدامها في علاج البواسير، ومن هذه الأدوية ما لا يحتاج الى وصفة طبية لصرفها، وتوجد هذه الأدوية بعدّة أشكال منها: الكريمات، أو المراهم الموضعية، أو التحاميل، ومن هذه الأدوية: الهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone)، أو مستخلص نبتة بندق السّاحرة (بالإنجليزية: Witch hazel) المُستخدمة في التقليل من الحكة والألم، أو الليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine)، كما يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية المسكّنة للألم (بالإنجليزية: Analgesics)، مثل؛ الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، مما يُساعد على التخلّص من الألم المصاحب للبواسير، ويجدر التنويه إلى مراجعة الطبيب المُختص إذا لم يلاحظ المُصاب أيّة نتائج بعد أسبوع من العلاج.[٣][٤]العلاجات الجراحية البسيطة
في حالة فشل العلاجات الدوائية للتخلص من البواسير، أو عند المُعاناة من النزيف المستمر، أو زيادة حدة ألم البواسير، قد يلجأ الطبيب المختص لإجراء تدخل جراحي بسيط لا يتطلّب التخدير في الغالب، ويمكن إجراؤه داخل عيادة الطبيب دون الحاجة إلى دخول المستشفى، ومن هذه العمليات ما يلي:[٢][٤]- ربط البواسير بشريط مطاطي: (بالإنجليزية: Rubber band ligation)، تتمّ هذه العملية للبواسير الداخلية من خلال ربط قاعدة البواسير باستخدام شريط واحد أو شريطين من المطاط لقطع الدورة الدموية عنه، مما يؤدي إلى انكماش الباسور وانفصاله عن الجسم خلال أسبوع تقريباً من إجراء الربط، وفي بعض الحالات النادرة من الممكن أن تؤدّي إلى حدوث نزيف خفيف من البواسير، أو قد تؤدي إلى بعض المضاعفات.
- المُعالجة بالتصليب: (بالإنجليزية: Sclerotherapy)، حيث يتمّ حقن الباسور بمحلول كيميائي، مما يؤدي إلى تقلّص الباسور، وبالرغم من أنّ هذا الأجراء الطبي قد لا يسبّب الشعور بالألم أثناء الحقن، إلا أنّه يُعدّ أقل فعالية من عملية ربط الباسور بشريط مطاطي .
- تقنيات التخثر: (بالإنجليزية: Coagulation techniques)، حيث يتمّ تعريض الباسور لضوء الليزر، أو للأشعة تحت الحمراء، أو للحرارة، مما يؤدي إلى تصلّب البواسير الداخلية وذبولها، وبالرغم من أنّ أثاره الجانبية قليلة، إلّا أنّ احتمالية عودة ظهور الباسور تكون أعلى عند استخدام هذه التقنية مقارنةً باستخدام طريقة ربط الباسور بشريط مطاطي.
مراجعة الطبيب
هنالك بعض الحالات أو الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب المُختص، ومنها ما يلي:[٥][٦]- ظهور دم في البراز: حيث سيقوم الطبيب في هذه الحالة بإجراء فحص سريري، بالإضافة للعديد من الفحوصات لتشخيص الحالة، ومعرفة سبب النزيف ومدى خطورته، وتجدر الإشارة إلى أنّ النزيف من أكثر أعراض البواسير شيوعاً.
- الشعور بألم حاد: بحيث يكون الألم مصاحباً لنزيف مستمر بفتحة الشرج، أو في حالة عدم التحسّن مع العلاج المنزلي والدوائي.
- حدوث نزيف شديد: ويُرافق النزيف الشعور بالدوخة، أو الإغماء، أو الدّوار.
- تغيُر في عادة التبرّز: يُنصح بمراجعة الطبيب في حالة تغيّر عادة التبرّز أو ملاحظة تغيُّر في لون البراز.
- تجاوز عمر الأربعين: حيث إنّ المُعاناة من النزيف شرجي تستدعي مراجعة الطبيب خصوصاً إذا كان عمر المُصاب أكبر، حيث يُعدّ النزيف الشرجي إحدى علامات الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل؛ سرطان القولون، وسرطان الشرج، وبعض الأمراض الأخرى.
الوقاية من البواسير
هنالك العديد من الاجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من البواسير، وفيما يأتي بيان لبعض منها:[٧][٨]- تناول أطعمة غنية بالألياف، مثل: دقيق الشوفان، والأرز البني، والبروكلي.
- الإكثار من شُرب الماء والسوائل.
- مُمارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الامتناع عن بذل جهد أو ضغط أثناء التبرّز.
- الذهاب إلى الحمام عند الشعور بالحاجة للتبرّز.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق