العصر العبّاسيّ
لم يكن قيام العصر العبّاسيّ مجرّد بيعة خليفةٍ عن غيره، أو انتقال الحكم من الأمويين إلى العبّاسيين، بل هي ثورةٌ شاملةٌ في تاريخ المجتمع الإسلاميّ، حيث كانت الثّورة العبّاسيّة نقطة تحولٍ مهمّةٍ في تاريخ المجتمع الإسلاميّ مع ما نتج عنها من تغييرٍ جذريٍّ في هذا المجتمع لازمه طوال العصر العباسيّ الأول[١].حاول المؤرخون تفسير أسباب هذا التّحوّل، وكشف سرّه ومكنوناته انطلاقاً من عدّة مفاهيمٍ منها:[١]
- ثورة الفرس على الحكم العربيّ.
- مجرّد ثورةٍ على الأمويين لإبعادهم عن الحكم.
- التطوّرات التي شهدها العالم الإسلاميّ خلال القرن الهجريّ الأوّل.
تعريف العصر العبّاسيّ
العصر العبّاسيّ هو الفترة الزّمنية التي ظهرت فيها الدّولة العبّاسيّة على يد العبّاسيّين بعد سقوط الدّولة الأمويّة، ويمتدّ نسبها إلى العبّاس عمّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٢]قامت الدولة العبّاسيّة عام 132هـ على يد العبّاسيين، وقد أعدّوا لها في رويّةٍ وسريّةٍ، وسقطت الدّولة العبّاسيّة على أيدي التّتار إثر سقوط بغداد عام656هـ.[٣]
أقسام الدّولة العبّاسيّة
قسّم المؤرّخون الدّولة العبّاسيّة إلى ثلاثة عصورٍ كالآتي:[٣]- العصر العبّاسي الاول.
- العصر العبّاسي الثاني.
- العصر العبّاسي الثالث.
العصر العبّاسيّ الأوّل
امتدّ العصر العبّاسيّ الأوّل من قيام الدّولة العبّاسيّة إلى خلافة المتوكّل 132-232هـ، وقد حققت الأمّة الإسلاميّة الكثير من التّقدّم الحضاريّ على يد العباسيين منها:[٣]- تطوّر التّرجمة والتأليف.
- ازدهار الفنون الموسيقيّة والغنائيّة والعمارة.
- تحسّن وسائل العيش من مسكنٍ، ومأكلٍ، ومشربٍ.
- عقد مجالس للعلماء، والأدباء، والمغنيين، وإجزال العطاء.
- إنشاء المكتبات ودور العلم.
- إحضار الكتب الأجنبيّة من شتّى البقاع.
العصر العبّاسيّ الثّاني
بدأ بخلافة المتوكّل على الله العباسيّ 232هـ وانتهى بظهور الدّولة البويهيّة 334هـ، وفي هذا العصر ظهر نفوذ الأتراك السّياسيّ من خلال تحكّمهم في الخلفاء مما أدى إلى إضعاف الدّولة العبّاسية، ومن إنجازات هذا العصر:[٣]- ازدياد التّرف وازدهار الغناء والموسيقى.
- اختراع بعض الآلات الموسيقيّة.
- تطوّر الحركة العلميّة وتنشيطها.
- ازدياد المكتبات وحوانيت الورّاقين.
- نشطت حركة الرّواية، والسّفر في طلب العلم.
- ازدياد حركة النّقل والتّرجمة.
- التأليف في مختلف العلوم والآداب.
العصر العبّاسيّ الثّالث
من قيام الدّولة البويهيّة 334هـ إلى سقوط بغداد 656هـ استمرّت الازدهارات والإنجازات في هذا العصر مثل:[٣]- اتساع حركة التأليف اللّغوي، والتأليف في التّاريخ، والجغرافيا، والعلوم الإسلاميّة.
- ظهور الفنون الشّعبيّة في مجال الشّعر كالزّجل، والموشّحات.
إسهامات الدّولة العبّاسيّة
ساهمت الدّولة العبّاسيّة في كثيرٍ من العوامل التي أدت إلى تقدّمٍ واسعٍ في تاريخ الأمّة الإسلاميّة،منها:[٤]- شاركت في تدفّق البضاعة الواردة من الصين إلى البلاد الإسلامية بسبب علاقاتها الوثيقة مع الصّين؛ حيث أقامت روابط تجاريةٍ مع الصين فتحت لهم المجال لعبور الطريق البرّي من الصين باتّجاه الغرب.
- وصلوا إقليم السّند، وزادو المنفذ العربيّ الإسلاميّ في تلك المنطقة نتيجةً للفتوحات العربيّة الإسلاميّة التي وصلتها.
- دخلت السّفن العربيّة الإسلاميّة الى الهند وجنوب الصّين التي أصبحت نقطة تجمع السفن القادمة من أقصى الشرق إلى العراق في مدينة بصرة تحديداً، ونتيجةً لذلك أصبح ميناء بصرة من أهم الموانئ العالميّة.
- ازدهرت الدّعوة الإسلامية في إيران، وتركستان، و السّند، ومصر، والمغرب، والأندلس ، مما أدّى إلى إحياء هذه البلاد اقتصاديّاً، وفكريّاً، وعلميّاً، وأصبح الجيش وقيادته تحت سيطرتهم.
- أُنشأت العديد من الأنظمة الإسلاميّة التي تعتمد على مبدأ الإمامة الذي تتمحور حوله الدّعوة العبّاسيّة.
- وُثّق التّراث العربيّ الإسلاميّ نتيجةً لظهور مدارس إقليميّة أكسبت العلوم والمعارف الإسلاميّة بعض الوضوح.
- أُدخلت تجارة الهند إلى الأسواق العراقيّة.
أسماء الخلفاء العباسيين وسنة تولّيهم الخلافة
من أبرز الخلفاء العبّاسيين الذين تولوا الخلافة:[٤]- أبو العبّاس السفّاح 132هـ.
- أبو جعفر المنصور 136هـ.
- أبو عبد الله محمد المهدي بن المنصور 158هـ.
- أبو محمد موسى الهادي 169هـ.
- أبو جعفر هارون الرشيد 170هـ.
- أبو موسى محمّد الأمين 193هـ.
- أبو جعفر عبد الله المأمون 198هـ.
- أبو إسحاق محمّد المعتصم 218هـ.
- أبو جعفر هارون الواثق 227هـ.
- أبو الفضل جعفر المتوكّل 232هـ.
- أبو جعفر محمّد المنتصر 247هـ.
- أبو العبّاس أحمد المستعين 248هـ.
- أبو عبد الله محمّد المعتز 252هـ.
- أبو إسحاق محمّد المهتدي 255هـ.
- أبو العبّاس أحمد المعتمد 256هـ.
- أبو العبّاس أحمد المعتضد 279هـ.
- أبو محمّد علي المكتفي 289هـ.
- أبو الفضل جعفر المقتدر 295هـ.
- أبو منصور محمّد القاهر 320هـ.
- أبو العبّاس أحمد الراضي 322هـ.
- أبو إسحاق إبراهيم المتّقي 329هـ
- أبو القاسم عبد الله المستكفي 333هـ.
- أبو القاسم المفضّل المطيع 334هـ.
- أبو الفضل عبدالكريم الطّائع 362هـ.
- أبو العبّاس أحمد القادر 381هـ
- أبو جعفر عبد الله القائم 422هـ.
- أبو القاسم عبد الله المقتدي 467هـ.
- أبو العبّاس أحمد المستظهر 487هـ.
- أبو منصور الفضل المسترشد 512هـ.
- أبو جعفر المنصور الرّاشد 529هـ.
- أبو عبد الله محمّد المقتفي 530هـ.
- أبو المظفر المستنجد 555هـ.
- أبو محمّد الحسن المستضيء 566هـ.
- أبو العبّاس أحمد النّاصر 575هـ.
- أبو نصر محمّد الظّاهر 622هـ.
- أبو جعفر المنصور المستنصر 623هـ.
- أبو أحمد عبد الله المستعصم 640هـ.
نظرة عامّة في الدعوة العبّاسيّة
- ذكر عدد لا بأس به من الباحثين أنّ الثّورة أو الدعوة العباسية هي
في الأصل ثورةٌ فارسيّةٌ قامت ضدّ سيادة العرب التي كانت تمثلها الدولة
الأمويّة، لكن من يتبّع مراحل الثورة العباسيّة يجد الآتي:[٥]
- النّقباء المبعوثون إلى خراسان كلهم عرب، ولا يعني بما أنّ قادة خراسان من الموالي فتكون ثورةً فارسيّةً، بل لأنّ اختيار أحد الموالي قائداً لخراسان يناسب هذه البلاد.
- وقوف الكثير من الموالي ضد الدعوة في خراسان، كما أنّ الكثير من العرب أيّدوا هذه الدّعوة وساندوها.
- فتح خراسان في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه، مما أدّى الى رحيل الكثير من قبائل العرب إليها فأصبح سكانها العرب بعدد سكّانها الأصليّ.
- كانت الدّعوة التي قادها أبو هاشم بن الحنفيّة متطرّفةً، حيث عملت في السر بهدف التخلّص منخلافة المسلمين وكانت من مصلحة الدولة الإسلاميّة أن يحول الأمر إلى العباسيين؛ لأنّهم كانوا ينتمون الى أهل السنّة والجماعة، وبالرّغم من انضمام العديد من الطوائف الى الثورة العباسيّة إلا أنّهم لم يسمحوا لتلك الطوائف بالمشاركة في الخلافة.[٥]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق