التعايش بين الأديان
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض، وجعل الإنسان فيها الإنسان مستخلفاً كي يعمرها ويحييها، وخلق العديد من القبائل والأمم والشعوب، والتي تختلف فيما بينها في أشياء كثيرة، وقد تكون هذه الاختلافات جذرية، ومن الأشياء التي تميز الشعوب والأشخاص عن بعضهم البعض، اختلافهم في اللغة والثقافة والعرق والدين، والأديان على الأرض كثيرة ومتعددة، ولكل شخصٍ فيها حرية التدين والاعتقاد والإيمان فيما يُريد، ولا يوجد أي فرق بين الأشخاص إلا باختلاف تقواهم، لأنها ميزان التفاضل الوحيد بين الناس، ولهذا لا بد أن يكون هناك تعايش بين الأديان كي يعيش أهل الأرض بسلام.على الرغم من أن الله تعالى ختم الأنبياء والرسل بمحمد عليه الصلاة والسلام، أي برسالة الإسلام، إلا أن الأديان التي يدين بها البشر بمختلف أصولهم ومنابتهم ومواقعهم الجغرافية متعددة، فبالإضافة إلى الأديان السماوية الثلاثة، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية، يوجد أيضا أديانُ وشرائع أخرى كثيرة يؤمن بها عدد كبير من الناس كالبوذية والهندوسية والسيخية وغيرها الكثير، والواجب هنا هو احترام جميع الأديان وعدم تحقير أي ديانة يعتقدها شخص مهما كانت، لأن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “(256): سورة البقرة، وهذا يؤكد على ضرورة الامتناع عن إجبار أي شخص على أن يكون مسلماً أو حتى أن يغير دينه.
يعتبر التعايش بين الأديان من الأمور المهمة التي تُساعد في انتشار الأمن والرخاء والسلام بين الشعوب، بالإضافة إلى أن هذا التعايش يفرض احترام الأشخاص لبعضهم البعض، وابتعادهم عن ذم بعضهم وتجنب التحقير أيضاً، لذلك دعت الأديان السماوية إلى التعايش وخصوصاً الإسلام الذي نظم علاقة المسلمين ببعضهم البعض وعلاقتهم بغيرهم من أتباع الديانات الأخرى، سواء كانت ديانات سماوية أم من وضع البشر، ويجب أن تكون العلاقة بين أتباع الديانات علاقة تكاملية وثابتة وواضحة ولا تشوبها أي شائبة.
في الهند مثلاً يوجد عدد كبير من الديانات، والجميل أن التعايش بسن أتباعها يظهر جلياً في الوقت الحاضر، حتى أن بناء البلدان وإعمارها ودفع عجلة التطور يجب أن يكون مبنياً على أسسٍ ثابتة أولها الحب والإيثار واحترام الآخر مهما كان مختلفاً، لأن عدم التعايش يعني وقوع الحروب والنزاعات، بعكس التعايش الذي يظهر أثره الإيجابي واضحاً جداً، ويسبب التطور والتقدم المبني على أساس الأخوة والإنسانية وبعيداً عن أي سبب للاختلاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق