نتناول في هذا المقال الحديث عن مفهوم التركيز لغةٍ واصطلاحًا ، ونتعرف على مفهوم التركيز في علم النفس،كم أننا نوضح أعراض تشتت الانتباه، وضعف التركيز، ونشير كذلك إلى أهم العوامل التي تساعد على التركيز، بالإضافة إلى ذلك نستعرض التمارين الفعالة التي يمكنك ممارستها لتقوية التركيز لديك، وتجنب التشتيت الذهني، ونختتم المقال بأهم الأطعمة التي تساعدك على التركيز.
مفهوم التركيز لغةٍ واصطلاحًا
دائمًا ما نطلق كلمة تركيز حينما نمنح شيء المزيد من الاهتمام، فنقول أننا نركز في هذا الأمر، ويعتبر التركيز من الأمور الهامة جدًا في الحياة حتى نحصل على نتائج جيدة، ومتقنة، نقدم لكم المعنى اللغوي لكلمة “تركيز”، ونبين كذلك المعنى الاصطلاحي له بشكل مفصل، من خلال النقاط التالية:
- كلمة تركيز هي اسم، ومصدرها ركَّز، أو ركَّز على، وإذا أرنا أن نصف شخصًا بأنه يفكر بعمق، ومتوغل في تفكيره نقول عنه: يفكر بتركيز، بمعنى أن جُلّ تفكيره في أمر ما.
- والتركيز أيضًا هو عبارة عن عملية يقوم بها العقل بهدف حصر الاهتمام بأمر معين، أو موضوع ما.
- التعريف الاصطلاحي لكلمة “تركيز” يتمثل في توجيه كافة العمليات العقلية، والنفسية ناحية أمر محدد دون غيره من الأشياء.
- وهناك علاقة وثيقة بين مفهوم “التركيز”، ومفهوم “الانتباه” لأنهما كلاهما يتمان لنفس الهدف، وبنفس الطريقة.
تعريف التركيز في علم النفس
قدم علم النفس العديد من التعريفات لمفهوم التركيز، وهي كالآتي:
- يرى علم النفس الإيجابي أن التركيز هو عبارة عن وصف للحالة العقلية التي يكون عليها الفرد أثناء القيام بأحد الأنشطة التي تتطلب مزيدًا من التركيز، وتحتاج إلى طاقة، فيظل منغمسًا فيها بكل كيانه.
- ويرجع الفضل في إطلاق هذا المصطلح إلى ميهالي كسيسنتميهالي، وكان ذلك عام 1975م، ومن هنا بدأ هذا المصطلح في الانتشار الواسع، واندمج في العديد من المجالات.
- هناك مجموعة من العوامل التي تتكون منها عملية التركيز، أو ما يعرف باسم “التدفق”، تلك العوامل وضعها اثنان من علماء النفس هما “جين ناكامور”، و”سيكسز نتميهالي”، وهم:
- وضع جل تركيزنا على الوقت الحالي الذي نحن فيه.
- المزج بين العمل الذي نقوم به، وبين التفلسف مع وجود الوعي، والإدراك.
- فقدان الفرد الشعور بالوقت أثناء عملية التركيز المكثف.
- اتباع نظام المكافأة أثناء ممارسة النشاط.
- السيطرة الكاملة على النشاط الذي نقوم به، والطاقة اللازمة له.
- أشار علماء النفس إلى مفهوم التركيز باستخدام مصطلح “التدفق”، فكما أن الماء تنزل متدفقة بشدة، فكذل التركيز يجعلنا غارقين في شيئ ما بقوة.
أعراض تشتت الانتباه وفقدان التركيز
نعرض لك عزيزي القارئ مجموعة من الأعراض التي إذا ظهرت عليك دل ذلك على أنك تعاني من ضعف التركيز، وتشتت في الانتباه، وتلك الأعراض هي:
- تجد صعوبة كبيرة حين يطلب منك أحد التركيز على أمر معين.
- تصاب بالملل السريع إذا أطال شخص ما الحديث معك، ولا تتمكن من الإصغاء لمدة زمنية طويلة.
- إذا أراد أحد منك سرد مجموعة من التفاصيل المتعلقة بحدث ما، أو شخص معين لا تتمكن من ذلك.
- عند قيامك بأحد الأنشطة تبدأ فيها، ولكن بعد فترة زمنية وجيزة يصعب عليك تكملة ذلك العمل، أو النشاط الذي تقوم به.
- تعاني من التوتر، والقلق بشكل شبه دائم، كما أنك تفتقد القدرة على حل المشكلات المختلفة.
- تميل إلى الحديث بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى أنك تتصف بالاندفاع نحو الأمور، والتسرع، كما أن لديك نشاط زائد.
ما هو التركيز الذهني
بوجود العديد من المشتتات من حولنا أثناء قيامنا بأي نشاط، خاصة في عصرنا الحديث، وفي ظل التقدم التكنولوجي الهائل، أصبح الأمر في غاية الصعوبة، والسؤال الذي يطرح من قبل الكثيرين هو، كيفية التركيز بشكل كامل في عمل ما؟.
- نعرض لكم في البداية مفهوم التركيز الذهني:
- ونعني القدرة على المحافظة على الوعي الكامل، والإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بالنشاط الذي تقوم به.
عوامل تساعدك على التركيز
- نحاول أن نقدم لكم أهم العوامل التي تساعدك على التركيز الذهني، وإتمام كافة أعمالك بشكل حرفي، ومتقن:
- تقسيم الوقت، واختيار أفضل وقت تتمكن فيه من القيام بأعمالك التي تتطلب تركيز.
- تحديد المكان المناسب الذي يساعد على التركيز بشكل، فالبيئة المحيطة تلعب دورًا هامًا في القدرة على التركيز.
- النوم بشكل كافي، حيث إن النوم من العوامل الرئيسية التي إذا توافرت؛ مكنت الفرد من التركيز بشكل جيد في النشاط الذي يقوم به.
- تجنب العمل بشكل متواصل، بل بأبد من أخذ قسط من الراحلة بين كل عمل نقوم به؛ حتى نستعيد نشاطنا بشكل أفضل.
- اعتماد النظام الغذائي الصحي، فهو ركيزة أساسية لقدرة الإنسان على التركيز، فالغذاء هو الذي يمنحنا الطاقة للقيام بأي نشاط، حتى الأنشطة العقلية.
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي، ومن الرياضات البسيطة التي نستطيع القيام بها يوميًا، رياضة المشي.
فوائد تمارين التركيز
هناك العديد من الفوائد للتمارين التركيز التي أثبتت فاعليتها في تحسين التركيز الذهني، ومن بين تلك التمارين الفعالة الآتي:
التأمل
- يعتبر تمرين التأمل من أثر التمارين التي تساعد على استعادة التركيز، وتجنب التشتت الذهني.
- فقد توصلت العديد من الدراسات إلى مدى أهمية تمارين التأمل للحفاظ على الذهن الحاضر.
- ومنها دراسة أثبتت أن منطقة الدماغ المسؤولة عن العواطف، كانت مساحتها أكبر لدى الأشخاص الحريصة على التأمل مقارنة بغيرهم.
- ويمكننا ممارسة التأمل في أي مكان يحتوي على الطبيعة، وفي الهواء الطلق الذي يجدد من طاقة الإنسان.
- التأمل هو سنة من سنن النبي – صلَّ الله عليه وسلم – التي أثبتت فيما بعد الدراسات، والأبحاث العديد من الفوائد لها.
- ومن بين تلك الفوائد، الحفاظ على الصحة النفسية للفرد، التخلص من الضغوطات النفسية التي تجعل الفرد ضائع. مشتت، فاقد التركيز.
التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية الكاملة (MBSR)
- يعمل تمرين التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية الكاملة على استعادة التركيز لدى الكثير من الناس، والبعد عن مصادر تشتت الذهن.
- ليس ذلك فحسب، بل يعمل التمرين أيضًا على تقوية الذاكرة لدى الفرد بشكل ملحوظ، ويساهم كذلك في زيادة الحافز، والنشاط لدى الأفراد.
- يشتمل تمرين التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية الكاملة على مجموعة من تمارين التنفس التي تكسب الفرد المزيد من الاسترخاء.
الحركة الواعية
- هناك مجموعة من التمارين التي تتضمن التحكم في الحركة بشكل واعي، وذلك من خلال تمارين اليوجا على سبيل المثال.
- فقد أثبت ذلك م خلال التجارب العملية على أشخاص كانوا يعانون من تشتت الانتباه، وقلة التركيز بشكل مفرط.
- وبعد خضوعهم لتمارين اليوجا بشكل منتظم، والتي تعتمد في الأساس على التركيز في كل حركة نقوم بها، لاحظوا تحسنًا ملحوظًا في تركيزهم.
- تعد التمارين التي تعتمد على الحركة الواعية فعالة للغاية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط عصبي مفرط.
أطعمة تساعدك على التركيز
هناك مجموعة من الأطعمة تساعد الفرد على التركيز، وتجنبه تشتت الذهن، وهي كالآتي:
الأسماك الدهنية
- الأسماك الدهنية من أهم العناصر الغذائية التي تعالج ضعف التركيز، نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الأوميجا 3 .
- تعمل على تنشيط الذاكر، وزيادة قوة التركيز، ويخلصك تمامًا من مشكلة النسيان الشائعة.
القهوة
- القهوة من المشروبات الشائعة التي يفضلها الكثير من الناس، والخبر السار أنها مفيدة جدًا لخلايا المخ، والمحافظة على التركيز بشكل مثالي.
- ليس ذلك فحسب، بل تعمل على تحسين المزاج لدى الفرد؛ فضلًا لاحتوائه على السيروتونين الذي يساهم في تحفيز الناقلات العصبية.
التوت
- يساهم التوت في محاربة النسيان، وضعف التركيز، حيث إنه يقوي الذاكرة، ويعزز من التركيز لدى الفرد.
- يتكون التوت من مضادات الأكسدة، التي لها فاعلية كبيرة في ضخ الدم، والأكسجين إلى الدماغ؛ مما يساعد على التخلص من مشكلة النسيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق