-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

أبيات شعر عن الأخ

أبيات شعر عن الأخ

الأخ

إنَّ من أعظم وأسمى العلاقات الإنسانية بين البشر، هي علاقة الأخوّة، فالأخ لا يُعوَّضُ كالأم والأب، وهو سندٌ لأخيه، وعون لهُ على النوائب، وعلاقة الأخوّة، من أعظم النعم التي فضّل الله -سبحانه وتعالى- على خلقِهِ، فليس هناك أجمل من أخٍ يحمل معك همومك، ويعينكَ وقتَ العُسر، ويفرح معك وقتَ اليُسر، وقد يكونَ الأخ أخًا وشقيقًا، أي من نفس الأمّ والأب، وقد يكون من نفس الأم مع اختلاف الأب، وقد يكون أخًا من نفس الأب وغير الأم، فالأخ الشقيق وغير الشقيق، يحملُ المشاعر الفطرية ذاتَها تجاه أخيهِ، مع بعض الاستثناءات التي لا تخلو منها الحياة، وهذا المقال مخصّصٌ لذكرٍ أبيات شعر عن الأخ وبعض الكلمات عن الأخ الكبير، والأخ الحنون، وبعض الخواطر الممتلئة بالمشاعر الرقيقة عن الأخ والأخوة.

شعر عن الأخ

لعلَّ من أبلغِ ما قيلَ من أبيات شعر عن الأخ وقصائد تعبِّرُ عن شدِّةِ حُبِّ الأخ في الشعر العربي، هي قصائد الخنساء لأخيها صخر، التي رثتْهُ خير رثاء، والتي تقول في إحدى قصائدها:
ذكرْتُ أخي بعدَ نوْمِ الخَليّ               فانحَدَرَ الدّمعُ مني انحِدارَا
وخيلٍ لَبِستَ لأبطالِها                     شليلاً ودمَّرتُ قوماً دمارا
تصيَّدُ بالرُّمحِ ريعانها                        وتهتصرُ الكبشَ منها اهتصارَا
فألحَمْتَها القَوْمَ تحتَ الوَغَى              وَأرْسَلْتَ مُهْرَكَ فيها فَغارَا
يقينَ وتحسبهُ قافلاً                        إذا طابَقَتْ وغشينَ الحِرارَا
فذلكَ في الجدِّ مكروههُ                   وفي السّلم تَلهُو وترْخي الإزارَا
وهاجِرَة ٍ حَرّها صاخِدٌ                      جَعَلْتَ رِداءَكَ فيها خِمارَا
لتُدْرِكَ شأواً على قُرْبِهِ                    وتكسبَ حمداً وتحمي الذّمارَا
وتروي السّنانَ وتردي الكميَّ            كَمِرْجَلِ طَبّاخَة ٍ حينَ فارَا
وتغشي الخيولَ حياضَ النَّجيعِ          وتُعطي الجزيلَ وتُردي العِشارَا
كأنَّ القتودَ إذا شدَّها                      على ذي وسومٍ تباري صوارا
تمكّنُ في دفءِ أرطائهِ                    هاجَ العَشِيُّ عَلَيْهِ فَثارَا؟
فدارَ فلمَّا رأي سربها                      أحسَّ قنيصاً قريباً فطارا
يشقّقُ سربالهُ هاجراً                     منَ الشّدّ لمّا أجَدّ الفِرارَا
فباتَ يقنّصُ أبطالهَا                        وينعصرُ الماءُ منهُ انعصارَا
[١].
  • ومما قيلَ في حقّ الأخ أيضًا، قولُ الشاعر:
أخِي، إنْ شَقَّتِ الدُّنيا           طَرِيقَ الغُربةِ القَاسي
وَفَرَّقَ بَينَنا مَوجٌ                   مِنَ الإِعسَارِ وَالبَاسِ
وَلاحَتْ عَودَةُ المُشْتَا             قِ بَينَ (الطُّورِ) وَ(النَّاسِ)
فَلا تَنْسَ الَّذي وَلَّى              فَلَيسَ أخُوكَ بِالنَّاسي
أخِي، قد هَدَّت الأَسفَا          رُ جِسْمَ الشَّامخِ الرَّاسِي
وَعادَتْ عادِياتُ الشَّيْ          بِ فَوقَ الفَوْدِ وَالرَّاسِ
ومِرآتِي تُطالِعُنِي                بوَجْهٍ مُتعَبٍ قَاسِ
تُرِينِي إذْ أُقَلِّبُها                   بَقايَا عَدِّ أنفَاسي
أخِي، قدْ مَرَّتِ الأَيَّا              مُ بَيْنَ المَوْجِ وَالمَاسِ
ولَمْ أُمسِكْ سِوَى زَبَدٍ          وَرَمْلٍ بَيْنَ أَرْماسِ
وَأَفكارٍ تُسَلِّمُنِي                 لِوَسْواسٍ، وَخَنَّاسِ
وَعُدْتُ بِغَيرِ أَجنِحَةٍ              كَعَبَّاسِ بنِ فِرنَاسِ
أخِي، إنْ وَدَّعَ الدُّنْيَا            شِتاءٌ بَعْدَ أَقْراسِ
وزَيَّنَ عُشَّهُ الحَسُّو             نُ بَيْنَ النَّدِّ وَالآسِ
ومَالَ الغُصنُ مُنْثَنِيًّا             بأَكمامٍ وَأَجراسِ
تَرَقَّبْ عَودَتِي فَجْرًا             فَقَدْ أسرَجْتُ أَفْراسِي
أخِي، إنِّي علَى شَوقٍ        لِلُقْيَا الأهلِ وَالنَّاسِ
لِلَثْمِ الأَرضِ في وَطَنٍ          يُرافِقُنِي كَإحسَاسِي
إلى أُمِّي، وَوَجْهِ أَبِي          وزَيتُونِي، وَأَغراسِي
أتَحْسَبُ أَنَّنِي أَنْسَى          وَيُحْصِي اللهُ أَنفَاسِي؟
[٢].

كلام عن الأخ الكبير

بعدَ ما وردَ سابقًا من شعر عن الأخ لا بدَّ من الإشارةِ الآن إلى أنَّ علاقة الأخوّة لا تُقاس ولا تتغيّر بين الأخ الأكبر والاصغر، ولكن من الجدير بالذكرِ أنَّ الأخَ الكبير هو الأب الرُّوحيّ، والقدوة الثانية بعد الأب، والمنارة التي يتّجِهُ الأخ الأصغر إلى ضوئِها عندما يشتدُّ عليه معتركُ الموج في هذه الحياة، وهو جدولٌ من عِطرٍ، وغابةٌ من نعناع، تلجَأ إليها فتقابلُها على ريح طيّبة، ودفءٍ كدفءٍ الأمومة، وعناية كعناية الأبوة، فهو حاملُ مسؤولية العائلة على كاهلِهِ بعد الأب، وهو مربٍّ وراعٍ مسؤولٌ عن رعيتِهِ أمامَ نفسِهِ، وأمام الناس، وقد قيْلَ عن الأخ: "إنْ ظفرْتَ بأخٍ صالحٍ يجرُّكَ إلى الخيرِ جرًّا، ويسوقُك إليه سوقًا، فأمسكْ عليه قلبَكَ، فالصَّاحبُ الصَّالحُ يشفَعُ لكَ حتَّى تجدَ نفسَكَ قدْ رافقتْهُ فِي جنَّةِ اللهِ تعالى"، وهكذا هو طبع الأخ الحقيقي، يدفعُ أخوتَهُ دفعًا إلى الخير، ويحضُّهم عليه، ويساندهم ليصلوا إلى برّ الأمان، ويرى ضحكاتِهم المخمليَّة، تملأ وجوههم، والحب يعمر بيوتهم، ورحم الله الشاعر الذي قال:
وليسَ أخِي من ودَّني بلسانهِ            ولكنْ أخِي منْ ودَّنِي فِي النَّوائبِ
ومنْ مالُهُ مالِي إذَا كنْتُ معدمًا           ومالِي لهُ إنْ عضَّ دهرًا بغارِبِ
فكلمةُ الأخِ كلمة معناها السند والإحساس المتبادل بالفرح والحزن، وهي المكان الذي ألجأ إليهِ، وأرتاحُ فيه، فالأخ هو الوحيد الذي يُؤتمَنُ على أسرار النفس في هذه الحياة، وبعبارةٍ أخرى هو ادِّخارٌ لمتاعبِ الزمان وصعوبة وقسوة الحياة. [٣].

كلام عن الأخ الحنون

إذا ضاقتْ على صدرِ أحدهم، ليس لهُ إلّا أخوه، يربتُ على كتفِهِ، ويحمل عنه أثقالَهُ، فإنّ حنان الأخ ليكادُ أنْ يطاول حنان الأم، وقلبُهُ ليكادُ أنْ يكون باتِّساع قلبِها، فالأخ الحنون هو عازف النايات، وحادي المطر، وسادنُ القبلات الأنقى، دافئًا كالحب، رقيقًا كنسمة، عطوفًا كغيمة آثرتْ أن تمطر على قفر، وقد صدق الشاعر حين قال:
أخوكَ الذي يحميكَ فِي الغيبِ جاهدًا                  ويسترُ ما تأتي منَ السُّوءِ والقُبحِ
وينشرُ ما يرضيكَ في النَّاسِ معلنًا                     ويُغضي ولا يألو منَ البرِّ والنُّصحِ
وهذا هو طبعُ الأخ الذي جبلَهُ عليه الله تعالى، يستر عن أخاه، ويحميه بظهر الغيب، ويصونُهُ، ويحفظُ قُبحَ أخيهِ وسُوءَهُ، ولا يكفُّ عن نصحِهِ وإرشادِهِ، لأنَّهُ خُلِقُ ليكون سعيدًا عندما يرى أخاه ناجحًا، ذا خُلُقٍ كريم، ولعلَّ من أجمل العبارات التي قِيلتْ عن الأخوّة، هي:
  • "إذا كنتُ سأتحدَّثُ عنْ نعيمِ الحياةِ سأبدأُ بأخِي".
  • الأخُ الصَّالحُ خيرٌ منْ نفسِكَ، لأنَّ النَّفسَ أمَّارةٌ بالسُّوء، والأخُ الصالح لا يأمرُ إلا بالخيرِ.
  • إنَّ أخاكَ منْ يسْعى معكَ ومَن يَضرُّ نفسَهُ لينفعكَ، ومَن إذا ريبُ الزَّمان صدَّعكَ، شتَّتَ فيكَ شملَهُ ليجمعَك.
  • إخوانُ الصَّفاءِ خيرُ مكاسبِ الدُّنيا، فهمْ زينةٌ في الرَّخاء، وعدةٌ فِي البَلاء ومعونةٌ على الأعداءِ. [٤].

خواطر عن الأخ

بعدَ ما ورد من شعر عن الأخ وكلام عن الأخ الكبير والأخ الحنون، لا بدّ من وجود خاطرة تتحدث عن عظمة الأخ وتجلّي مشاعر الأخوّة بين البشر:
عندما تأخذُ الحياة منحى ثابتًا، كشحرور لا يبرحُ أن يغادرَ الغصن حتّى يعودَ إليهِ، وكطاحونة على كتفِ نهرٍ وحيد، حفظَ النهرُ دورَتَها، وآنسَ وحشتَها، واستطاعَ أن يمنحَها ضحكةً عابرةً في رتابتِها الموجعة، هكذا يجيءُ أخي، رطْبًا كأيلول، هادئًا كنسمةٍ أندلسية، وخفيفًا كضوءٍ ما، يحملُ ما يكفيهِ ويزيدُ من همومِ الإنسان الصَّاعد، ولكنَّه يأبى أن ينحني معلِّلًا هذا الأنفة بمروءة العرب، فكان ولمّا يزلْ فانوسًا أعبرُ بهِ جدران ذاكرتي الكهلة، إلى بستان الحاضر الجميل، ومن خِضَمِ بحرِ الماضي، إلى نور منارتِهِ المُضيء على شاطئ الأحلام القريب، يمدُّ لي حبلًا من أملٍ، وسربًا من أحلامٍ عالية، لا تقبلُ إلّا أن تكون عالية، فيحدوها حدو شاعر أندلسي لنسماتِ غرناطة وقرطبة، ويغنِّيها غناءً فيروزيًّا في صباحٌ مُترعٍ بالدهشة، هكذا أخي، وهذا أجملُ هدايا الله، وأسمى عطاياه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق