تحصين الأطفال من العين

العين

العين شيءٌ من الحسد، وهي آفّة من الآفات البالغة الخطورة، وهي شرٌّ منتشر لا يمكن الابتعاد عنه إلَّا بالذّكر والتحصين الذي أوصى به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال رسول الله في الحديث: "أَكْثرُ مَنْ يموتُ منْ أمتِي بعدَ قضاءِ اللهِ وقدَرِهِ بالعينِ" ^[١]،والعين حقٌّ، فلا شكَّ في وجودها وفي خطرها لأنّ التحذير منها جاء في صحيح السنة المباركة، فعلى الإنسان أن يحصن نفسه من خطر العين ويحصِّن أولاده أيضًا من خطر العين، والتحصين يكون بالطريقة الشرعية التي دلَّ عليها الإسلام، وهذا المقال سيتناول الحديث عن تحصين الأطفال من العين في الإسلام. ^[٢]

تحصين الأطفال من العين

بعد الحديث عن العين وخطورتها في الإسلام، لا شكَّ في أنَّ الإسلام دين الكمال الذي لم يترك بابًا إلَّا وطرَقه، فقد بيَّن للناس كلَّ ما قد يتعرَّضون إليه في حياتهم، حتَّى يقيم عليهم الحجة يوم الحساب، ولا شكَّ أيضًا في أنَّ الإسلام وضَّح كيفية تحصين الأطفال من العين وحمايتهم من هذا الخطر الذي حذَّر منه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية المباركة، وفي هذا النحو يمكن القول إنَّ تحصين الأطفال من العين أو من الحسد في الإسلام يكون بالمحافظة على الرقية الشرعية التي جاءت في الإسلام، كأن يحافظ الإنسان على قراءة سورة الفاتحة ويحافظ على قراءة آية الكرسي والآيات الأخيرة من سورة البقرة، وأن يحافظ على قراءة سورة الإخلاص والمعوّذتين، وأن يلتزم الإنسان بالدعاء الذي جاء في صحيح سنة رسول الله، وهو ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "إنَّ جبريلَ أتى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ" ^[٣].
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ" ^[٤]، فعلى الإنسان أن يحافظ على هذه الأذكار والأدعية والآيات القرآنية المباركة في سبيل تحصين الأطفال من العين والحسد وما سواهما، والله تعالى أعلم. ^[٥]

ما هو حكم أن يرقي الإنسان نفسه

يتساءل كثير من الناس عن حكم ترقية الإنسان نفسه بنفسه، أي أن يشعر الإنسان أنه بحاجة إلى رقية شرعية، وأن يقوم فيها بنفسه، وفي هذا الحديث يمكن القول بداية أنّ السحر والعين والمرض وما سوى هذه الأشياء، كلُّها تحتاج إلى تحصين ورقية مما جاء في السنة والكتاب، وهنا يجب الإشارة إلى أنَّه لا بأس ولا حرمة في أن يرقي الإنسان المسلم نفسه بالأحاديث والآيات المباحة في الإسلام، فقد ثبت عن رسول الله إنَّه رقَّى نفسه ورقَّى أصحابه أيضًا، جاء عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- ما يأتي: "إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وجَعُهُ كُنْتُ أقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ بيَدِهِ رَجاءَ بَرَكَتِها" ^[٦]، وهذا الحديث الشريف خير دليل على عدم حرمة ترقية الإنسان نفسه بنفسه في الإسلام، والله تعالى أعلم. ^[٧]

المراجع[+]