-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

أشهر قصائد البحتري

أشهر قصائد البحتري

البحتري

الشاعر البحتري واحد من أشهر شعراء العصر العباسي، هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى، المولود في منبج في الشمال الشرقي من حلب، ومن ثم انتقل إلى حلب ليتعلم الشعر من أبي تمام، ويعرض شعره عليه، ومن ثم انتقل على بغداد ليكون شاعرًا فذًا، عرف عنه قربه من الخلفاء العباسيين، فكان شاعرًا في بلاط كل من: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، وعرف عنه علاقاته الواسعة في الوزارة، وعرف عن البحتري شمولية شعره، فقد كتب في المدح والفخر والغزل، وكتب في الرثاء والعتاب، والهجاء حتى، ولاحقًا تذكر أشهر قصائد البحتري.[١]

وصف الشعر البحتري

بعد الحديث عن حياة الشاعر البحتري، لا بد من ذكر وصف شعره، فقد كان البحتري ذا صبغة بدوية، وأكثر ما اشتهر في وصف شعره أنه مقلد للألفاظ القديمة، آتٍ بمعانٍ جديدة والإبداعية، وبذلك تحققت نبوءة أبي تمام، بعدما قال له: "أنت أمير الشعر بعدي!"، وأما عن غزل البحتري، فقد اتّسم بصدق العاطفة، وتدفق المشاعر، وتأثيره بتأثره، وذلك لحبه لتلك المغنية التي كانت تسكن في مسقط رأسه حلب، وكان اسم تلك التي أحبها: عَلوة، وحفظت له قصائد بديعة تصف اشتياقه إلى علوة وحلب، ومما عرف عن غزل البحتري خيال الحبيب، حتى أنه لقِّب بشاعر الطيف! وأما عن رثاء البحتري، فلم يقلَّ جمالًا عن فنونه الأخرى، فقد غلبت عاطفته الفنية على العاطفة الشعورية، ومن أشهر قصائد البحتري في الرثاء ما قاله في رثاء الخليفة المتوكل الذي قتل غدرًا:[٢]
تَغَيّرَ حُسْنُ الجَعْفَرِيّ وأُنْسُهُ
وَقُوّضَ بَادي الجَعْفَرِيّ وَحَاضِرُهْ
تَحَمّلْ عَنْهُ سَاكِنُوهُ، فُجَاءَةً
فَعَادَتْ سَوَاءً دُورُهُ، وَمَقَابِرُهْ
إذا نَحْنُ زُرْنَاهُ أجَدّ لَنَا الأسَى
وَقَد كَانَ قَبلَ اليَوْمِ يُبهَجُ زَائِرُهْ
وَلم أنسَ وَحشَ القصرِ، إذ رِيعَ سرْبُه
وإذْ ذُعِرَتْ أطْلاَؤهُ وَجَآذِرُهْ
وإذْ صِيحَ فيهِ بالرّحِيلِ، فهُتّكَتْ
عَلى عَجَلٍ أسْتَارُهُ وَسَتَائِرُهْ
وَوَحْشَتُهُ، حَتّى كأنْ لَمْ يُقِمْ بِهِ
أنيسٌ، وَلمْ تَحْسُنْ لعَينٍ مَنَاظِرُهْ
كأَن لمْ تَبِتْ فيهِ الخِلاَفَةُ طَلْقَةً
بَشَاشَتُها، والمُلكُ يُشرِقُ زَاهرُهْ
وَلمْ تَجْمَعِ الدّنْيَا إلَيهِ بَهَاءَهَا
وَبَهجَتَها، والعيشُ غَضٌّ مكاسرُهْ
فأينَ الحِجابُ الصّعبُ، حَيثُ تَمَنّعَتْ
بِهَيْبَتِهَا أبْوَابُهُ، وَمَقاصِرُهْ
وأينَ عَمِيدُ النّاسِ في كلّ نَوْبَةٍ
تَنُوبُ، وَنَاهي الدّهرِ فيهِمْ وآمرُه
تَخَفّى لَهُ مُغْتَالُهُ، تَحتَ غِرّةٍ
وَأوْلَى لِمَنْ يَقاتلهُ أن يُجَاهِرُهْ
فَمَا قَاتَلَتْ عَنْهُ المَنَايَا جُنُودُهُ
وَلاَ دَافَعَتْ أمْلاَكُهُ وَذَخَائِرُهْ
وَلاَ نَصَرَ المُعتَزَّ مَنْ كَانَ يُرْتَجَى
لَهُ، وَعَزِيزُ القَوْمِ مَنْ عَزّ ناصِرُهْ
تَعَرّضَ ويب الدهر من دونِ فتحِهِ
وَغُيّبَ عَنهُ في خُرَاسَانَ، طاهِرُهْ
وَلَوْ عَاشَ مَيْتٌ، أوْ تَقَرّبَ نَازحٌ
لَدَارَتْ مِنَ المَكْرُوهِ ثَمّ دَوَائِرُهْ
وَلَوْ لعُبَيْدِ الله عَوْنٌ عَلَيْهِمُ
لَضَاقَتْ عَلَى وُرّادِ أمْرٍ مَصَادِرُهْ
حُلُومٌ أضَلّتْهَا الأمَاني، وَمُدّةٌ
تَنَاهَتْ، وَحَتفٌ أوْشَكتَهُ مَقَادِرُهْ
وَمُغْتَصَبٍ للقَتلِ لَمْ يُخْشَ رَهْطُهُ
وَلمْ تُحتَشَمْ أسْبَابُهُ وَأوَاصِرُهْ
صَرِيعٌ تَقَاضَاهُ السّيُوفُ حُشَاشَةً
يَجُودُ بها، والمَوْتُ حُمْرٌ أظافرُهْ
أُدافعُ عَنهُ باليَدَينِ، وَلَمْ يَكُنْ
ليَثْنِي الأعَادِي أعزَلُ اللّيلِ حاسرُهْ
وَلَوْ كَانَ سَيفي ساعةَ القتل في يدي
درَى القاتلُ العَجلانُ كيفَ أُساوِرُهْ
حَرَامٌ عليّ الرّاحُ، بَعْدَكَ، أوْ أرَى
دَماً بدَمٍ يَجرِي عَلى الأرْضِ مائرُهْ
وَهَلْ أرْتَجِي أنْ يَطْلُبَ الدّمَ وَاترٌ
يَدَ الدّهْرِ، والمَوْتُورُ بالدّمِ وَاتِرُهْ
أكانَ وَليُّ العَهْدِ أضْمَرَ غَدْرَةً؟
فَمِنْ عَجَبٍ أنْ وُلّيَ العَهدَ غادرُهْ
فلا مُلّيَ البَاقي تُرَاثَ الذي مَضَى
وَلاَ حَمَلَتْ ذاكَ الدّعَاءَ مَنَابِرُهْ
وَلاَ وَألَ المَشْكُوكُ فيهِ، وَلا نَجَا
من السّيفِ ناضِي السّيفِ غدراً وَشاهرُهْ
لَنِعمَ الدّمُ المَسْفُوحُ، لَيلَةَ جَعفرٍ
هَرَقتُمْ، وَجُنحُ اللّيلِ سُودٌ دَيَاجِرُهْ
كأنّكُمْ لمْ تَعْلَمُوا مَنْ وَلِيُّهُ
وَنَاعيهِ تَحْتَ المُرْهَفَاتِ وَثَائِرُهْ
وإنّي لأرْجُو أنْ تُرَدّ أُمُورُكُم
إلى خَلَفٍ مِنْ شَخصِهِ لا يُغَادِرُهْ
مُقَلِّبُ آرَاءٍ تُخَافُ أنَاتُهُ
إذا الأخرَقُ العَجلانُ خيفتْ بَوَادرُهْ

أشهر قصائد البحتري

بعد ذكر وصف شعر البحتري، لا بد من ذكر أشهر قصائد البحتري، فقد اتّسم شعر البحتري بصدق العاطف والشعور، فقد كان متأثرًا بما يقول، وخير دليل على ذلك، اشتياقه إلى حلب، وغلى محبوبته، وقد ترجم البحتري ذلك الشوق عبر قصائده المؤثرة، وتاليًا تذكر اشهر قصائد البحتري:[٣]
ما لِلكَبيرِ في الغَواني مِن أَرَب
ماتَ الهوى فَلا جَوىً وَلا طَرَب
يا رَبَّةَ الخِدرِ قَري راضيَةً
فَإِن أَبَيتِ فَاِتلَفي مِنَ الغَضَب
هَيهاتِ لا آسى عَلى فَقدِ الصِبا
وَلا يُرى دَمعي لِشَوقٍ يَنسَكِبُ
كانَ الهوى خِدني فَقَد وَدَّعتُهُ
وَقَلَّما يَعودُ شَيءٌ قَد ذَهَب
وَرُبَّ يَومٍ قَصَّرَتهُ خَلوَتي
بِفاتِرِ الطَرفِ خَلوبٍ مُختَلَب
يَسلُبُني عَقلي بِحُسنِ وَجهِهِ
وَهوَ منَ الإِعجابِ بي كَالمُستَلَب
كَأَنَّما هاروتُ في أَجفانِّهِ
يُنصِفُ إِن شاءَ وَإِن شاءَ غَصَب
مُهَفهَفٌ يَرتَجُّ في أَقطارِهِ
كَما زَفَت ريحٌ بِآجامِ قَصَب
لَم أَدرِ ما أَسكَرَني أَطَرفُهُ
أَم الَّتي يَدعونَها بِنتُ العِنَب
كَأَنَّما الدُرَّةُ ماءُ وَجهِهِ
وَجِسمُهُ أَحسَنُ مِن ماءِ الذَهَب
تَحسِبُها في كَأسِها ياقوتَةً
أَو قَبَساً أُلهِبَ عَمداً فَاِلتَهَب
هَذا لِذا وَالفَتحُ مِفتاحُ النَدى
وَزَهرَةُ الدُنيا وَيَنبوعُ الأَدَب
يَرضى فَيَرمي بِاللُهى سَماحَةً
وَيَغضَبُ المَوتُ إِذا الفَتحُ غَضِب
أُنظُر إِلى آثارِهِ عِندَ اللُهى
تَنظُر إِلى آثارِ غَيثٍ في عُشُب
لَو قيلَ لِلمَجدِ اِنتَسِب إِلى اِمرِئٍ
لَم تُلفِهِ إِلّا إِلَيهِ يَنتَسِب
لَيثٌ وَغَيزٌ وَجَوادٌ ماجِدٌ
كَفّاهُ بِالأَموالِ تَحبو وَتَهَب
طوبى لِمَن والى أَبو مُحَمَّدٍ
وَقُل لِمَن عادى تأَهَّب لِلعَطَب
طاعاتُهُ فَرضٌ فَإِن عَصَيتَهُ
كُنتَ بِعِصيانِكَ لِلنارِ حَطَب
يا مادِحَ الفَتحِ وَيا آمِلَهُ
لَستَ اِمرَأً خابَ وَلا مُثنٍ كَذَب
إِذا كَساني الفَتحُ أَثوابَ الغِنى
فَكُسوَتي إياهُ مَدحٌ مُنتَخَب
قَصائِدٌ يَطرَبُ مَن تُهدى لَهُ
وَلَذَّةُ النَفسِ مِنَ العَيشِ الطَرَب
لَم أَستَعِر حِليَتَها يَوماً وَلا
أَغَرتُ حينَ قُلتُها عَلى الكُتُب
جاءَت كَدُرٍّ في سِماطِ لُؤلُؤٍ
في جيدِ خَودٍ أَو كَعِقيانِ الذَهَب
سِحرٌ حَلالٌ لَم أُؤَلِّف عِقدَهُ
إِلّا لِتَعلو رُتبَتي عَلى الرُتَب
وَكَيفَ لا يَأمُلُ راجيكَ الغِنى
وَأَنتَ رَأسُ المَجدِ وَالناسُ ذَنَب
  • ومن أشهر قصائد البحتري:[٤]
يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه
وَيَبعُدُ مِنّا في الهَوى مَن نُقارِبُه
وَلا بُدَّ مِن واشٍ يُتاحُ عَلى النَوى
وَقَد تَجلُبُ الشَيءَ البَعيدَ جَوالِبُه
أَفي كُلِّ يَومٍ كاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ
يُصَبُّ عَلَينا أَو رَقيبٌ نُراقِبُه
عَنا المُستَهامَ شَجوُهُ وَتَطارُبُه
وَغالَبَهُ مِن حُبِّ عَلوَةَ غالِبُه
وَأَصبَحَ لا وَصلُ الحَبيبِ مُيَسَّرٌ
لَدَيهِ وَلا دارُ الحَبيبِ تُصاقِبُه
مُقيمٌ بِأَرضٍ قَد أَبَنَّ مُعَرِّجاً
عَلَيها وَفي أَرضٍ سِواها مَآرِبُه
سَقى السَفحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي
تَلي السَفحَ وَسمِيُّ دِراكٌ سَحائِبُه
فَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّها ثَمَّ ناعِماً
بِعَينَي عَليلِ الطَرفِ بيضٌ تَرائِبُه
مَتى يَبدُ يَرجِع لِلمُفيقِ خَبالُهُ
وَيَرتَجِعِ الوَجدَ المُبَرِّحَ واهِبُه
وَلَم أَنسَهُ إِذ قامَ ثانِيَ جيدِهِ
إِلَيَّ وَإِذ مالَت عَلَيَّ ذَوائِبُه
عِناقٌ يَهِدُّ الصَبرَ وَشكَ اِنقِضائِهِ
وَيُذكي الجَوى أَو يَسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه
أَلا هَل أَتاها أَنَّ مُظلِمَةَ الدُجى
تَجَلَّت وَأَنَّ العَيشَ سُهِّلَ جانِبُه
وَأَنّا رَدَدنا المُستَعارَ مُذَمَّماً
عَلى أَهلِهِ وَاِستَأنَفَ الحَقَّ صاحِبُه
عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَعيَت صُروفُهُ
وَما الدَهرُ إِلّا صَرفُهُ وَعَجائِبُه
مَتى أَمَّلَ الدَيّاكُ أَن تُصطَفى لَهُ
عُرى التاجِ أَو تُثنى عَلَيهِ عَصائِبُه
فَكَيفَ اِدَّعى حَقَّ الخِلافَةِ غاصِبٌ
حَوى دونَهُ إِرثَ النَبِيِّ أَقارِبُه
بَكى المِنبَرُ الشَرقِيُّ إِذ خارَ فَوقَهُ
عَلى الناسِ ثَورٌ قَد تَدَلَّت غَباغِبُه
ثَقيلٌ عَلى جَنبِ الثَريدِ مُراقِبٌ
لِشَخصِ الخِوانِ يَبتَدي فَيُواثِبُه
إِذا ما اِحتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل
أَضاءَ شِهابُ المُلكِ أَم كَلَّ ثاقِبُه
إِذا بَكَرَ الفَرّاشُ يَنثو حَديثَهُ
تَضاءَلَ مُطريهِ وَأَطنَبَ عائِبُه
تَخَطّى إِلى الأَمرِ الَّذي لَيسَ أَهلَهُ
فَطَوراً يُنازيهِ وَطَوراً يُشاغِبُه
فَكَيفَ رَأَيتَ الحَقَّ قَرَّ قَرارُهُ
وَكَيفَ رَأَيتَ الظُلمَ آلَت عَواقِبُه
وَلَم يَكُنِ المُغتَرُّ بِاللَهِ إِذ سَرى
لِيُعجِزَ وَالمُعتَزُّ بِاللَهِ طالِبُه
رَمى بِالقَضيبِ عَنوَةً وَهوَ صاغِرٌ
وَعُرِّيَ مِن بُردِ النَبِيِّ مَناكِبُه
وَقَد سَرَّني أَن قيلَ وُجِّهَ مُسرِعاً
إِلى الشَرقِ تُحدى سُفنُهُ وَرَكائِبُه
إِلى كَسكَرٍ خَلفَ الدَجاجِ وَلَم تَكُن
لِتَنشَبَ إِلّا في الدَجاجِ مَخالِبُه
لَهُ شَبَهٌ مِن تاجَوَيهِ مُبَيِّنٌ
يُنازِعُهُ أَخلاقَهُ وَيُجاذِبُه
وَما لِحيَةُ القَصّارِ حينَ تَنَفَّشَت
بِجالِبَةٍ خَيراً عَلى مَن يُناسِبُه
يَجوزُ اِبنُ خَلّادٍ عَلى الشِعرِ عِندَهُ
وَيُضحي شُجاعٌ وَهوَ لِلجَهلِ كاتِبُه
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرامِ وَمَن حَوَت
أَباطِحُهُ مِن مُحرِمٍ وَأَخاشِبُه
لَقَد حَمَلَ المُعتَزُّ أُمَّةَ أَحمَدٍ
عَلى سَنَنٍ يَسري إِلى الحَقِّ لاحِبُه
تَدارَكَ دينَ اللَهِ مِن بَعدِ ما عَفَت
مَعالِمُهُ فينا وَغارَت كَواكِبُه
وَضَمَّ شَعاعَ المُلكِ حَتّى تَجَمَّعَت
مَشارِقُهُ مَوفورَةً وَمَغارِبُه
إِمامُ هُداً يُرجى وَيُرهَبُ عَدلُهُ
وَيَصدُقُ راجيهِ الظُنونَ وَراهِبُه
مُدَبِّرُ دُنيا أَمسَكَت يَقَظاتُهُ
بِآفاقِها القُصوى وَما طَرَّ شارِبُه
فَكَيفَ وَقَد ثابَت إِلَيهِ أَناتُهُ
وَراضَت صِعابَ الحادِثاتِ تَجارِبُه
وَأَبيَضُ مِن آلِ النَبِيِّ إِذا اِحتَبى
لِساعَةِ عَفوٍ فَالنُفوسُ مَواهِبُه
تَغَمَّدَ بِالصَفحِ الذُنوبَ وَأَسجَحَت
سَجاياهُ في أَعدائِهِ وَضَرائِبُه
نَضا السَيفَ حَتّى اِنقادَ مَن كانَ آبِيًا
فَلَمّا اِستَقَرَّ الحَقُّ شيمَت مَضارِبُه
وَمازالَ مَصبوباً عَلى مَن يُطيعُهُ
بِفَضلٍ وَمَنصوراً عَلى مَن يُحارِبُه
إِذا حُصِّلَت عُليا قُرَيشٍ تَناصَرَت
مَآثِرُهُ في فَخرِهِم وَمَناقِبُه
لَهُ مَنصِبٌ فيهِم مَكينٌ مَكانُهُ
وَحَقٌّ عَلَيهِم لَيسَ يُدفَعُ واجِبُه
بِكَ اِشتَدَّ عُظمُ المُلكِ فيهِم فَأَصبَحَت
تَقِرُّ رَواسيهِ وَتَعلو مَراتِبُه
وَقَد عَلِموا أَنَّ الخِلافَةَ لَم تَكُن
لِتَصحَبَ إِلّا مَذهَباً أَنتَ ذاهِبُه
  • وأيضًا، من أشهر قصائد البحتري، ما جسّد فيه شوقه إلى حلب:[٥]
سَلِ الحَلَبِيَّ عَن حَلَبٍ
عَن تِركانِهِ حَلَبا
أَرى التَطفيلَ كَلَّفَهُ
نُزولَ الكَرخِ مُغتَرِبا
أَلَستَ مُخَبِّري عَن حَز
مِ رَأيِكَ أَيَّةً ذَهَبا
نَسيتَ المَروَزِيَّ وَيَو
مَنا مَعَهُ الَّذي اِقتُضِبا
وَقَد ذَبَحَ الدَجاجَ لَنا
فَأَمسى ديكُهُ عَزَبا
هَلُمُّ نُكافِهِ عَمّا اِبـ
ـتَغى فينا وَما اِحتَسَبا
بِشِعرِكَ إِنَّهُ ضَمَدٌ
مِنَ الحَقِّ الَّذي وَجَبا
أَلَم يوسِعكَ مِن غُرَفٍ
تَخالُ جِفانَها جُوَبا
وَقَد شَمَّرتَ عَن جِدٍّ
كَأَنَّكَ مُشعَرٌ غَضَبا
إِذا أَمعَنتَ في لَونٍ
رَأَينا النارَ وَالحَطَبا
وَإِن لَجلَجتَ عَن غَصَصٍ
دَعَونا الوَيلَ وَالحَرَبا
وَخِفنا أَن يَكونَ المَو
تُ قَد فاجاكَ أَو كَرَبا
وَشُربُكَ مِن نَبيذِ التَمـ
ـرِ تَنقُلُ بَعدَهُ الرُطَبا
مَحاسِنُ لَو تُرى بِالشا
مِ كَبَّرَ أَهلُها عَجَبا
أَتَرقُدُ عَن ثَلاثَتِكَ الـ
ـلَتي أَهمَلتَها لَعِبا
وَفيها ما تَرُدُّ بِهِ الـ
ـظَماءَ وَتُذهِبُ السَغَبا
خَساراً مِنكَ لا عَقلاً
أَتَيتَ بِهِ وَلا أَدَبا
  • ومن أشهر قصائد البحتري أيضًا:[٦]
بِعَمرِكَ تَدري أَيُّ شَأنَيَّ أَعجَبُ
فَقَد أَشكَلا باديهِما وَالمُغَيَّبُ
جُنونِيَ في لَيلى وَلَيلى خَلِيَّةٌ
وَصَغوي إِلى سُعدى وَسُعدى تَجَنَّبُ
إِذا لَبِسَت كانَت جَمالَ لِباسِها
وَتَسلُبَّ لُبَّ المُجتَلي حينَ تُسلَبُ
وَسَمَّيتُها مِن خَشيَةِ الناسِ زَينَباً
وَكَم سَتَرَت حُبّاً عَلى الناسِ زَينَبُ
غَضارَةُ دُنيا شاكَلَت بِفُنونِها
مُعاقَبَةَ الدُنيا الَّتي تَتَقَلَّبُ
وَجَنَّةُ خُلدٍ عَذَّبَتنا بِدَلِّها
وَما خِلتُ أَنّا بِالجِنانِ نُعَذَّبُ
أَلا رُبَّما كَأسٍ سَقاني سُلافَها
رَهيفُ التَثَنّي واضِحُ الثَغرِ أَشنَبُ
إِذا أَخَذَت أَطرافُهُ مِن قُنوئِها
رَأَيتَ اللُجَينَ بِالمُدامَةِ يُذهَبُ
كَأَنَّ بِعَينَيهِ الَّذي جاءَ حامِلاً
بِكَفَّيهِ مِن ناجودِها حينَ يُقطَبُ
لَأَسرَعَ في عَقلي الَّذي بِتُّ مَوهِناً
أَرى مِن قَريبٍ لا الَّذي بِتُّ أَشرَبُ
لَدى رَوضَةٍ جادَ الرَبيعُ نَباتَها
بِغُرِّ الغَوادي تَستَهِلُّ وَتَسكُبُ
إِذا أَصبَحَ الحَوذانُ في جَنَباتِها
يُفَتَّحُ وُهِّمتَ الدَنانيرَ تُضرَبُ
أَجِدَّكَ إِنَّ الدَهرَ أَصبَحَ صَرفُهُ
يَجِدُّ وَإِن كُنّا مَعَ الدَهرِ نَلعَبُ
وَقَد رَدَّتِ الخَمسونَ رَدَّ صَريمَةٍ
إِلى الشَيبِ مَن وَلّى عَنِ الشَيبِ يَهرُبُ
فَقَصرُكَ إِنّي حائِمٌ فَمُرَفرِفٌ
عَلى خُلُقي أَو ذاهِبٌ حَيثُ أَذهَبُ
نَظَرتُ وَرَأسُ العَينِ مِنِّيَ مَشرِقٌ
صَوامِعُها وَالعاصِمِيَّةُ مَغرِبُ
بِقَنطَرَةِ الخابورِ هَل أَهلُ مَنبِجٍ
بِمَنبِجَ أَم بادونَ عَنها فَغُيَّبُ
وَمابَرِحَ الأَعداءُ حَتّى بَدَهتَهُم
بِظَلماءِ زَحفٍ بِيضُها تَتَلَهَّبُ
إِذا اِنبَسَطَت في الأَرضِ زادَت فُضولُها
عَلى العَينِ حَتّى العَينُ حَسرى تَذَبذَبُ
وَإِنَّ اِبنَ بِسطامٍ كَفاني اِنفِرادُهُ
مُكاثَرَةَ الأَعداءِ لَمّا تَأَلَّبوا
أَخي عِندَ جِدِّ الحادِثاتِ وَإِنَّما
أَخوكَ الَّذي يَأتي الرِضا حينَ تَغضَبُ
يُؤَمَّلُ في لينِ اللُبوسِ وَيُرتَجى
لِطولٍ وَيُخشى في السِلاحِ وَيُرهَبُ
وَما عاقَهُ أَن يَطعُنَ الخَيلَ مُقدِماً
عَلى الهَولِ فيها أَنَّهُ باتَ يَكتُبُ
تَرُدُّ السُيوفُ الماضِياتُ قَضاءَها
إِلى قَلَمٍ يومي لَها أَينَ تَضرِبُ
مُدَبِّرُ جَيشٍ ذَلَّلَ الأَرضَ شَغبُهُ
وَعَزمَتُهُ مِن ذَلِكَ الجَيشِ أَشغَبُ
إِذا الخَطبُ أَعيا أَينَ مَأخَذُهُ اِهتَدى
لِما يُتَوَخّى مِنهُ أَو يُتَنَكَّبُ
نُعَوِّلُ وَالإِجداءُ فيهِ تَباعُدٌ
عَلى سَيِّدٍ يَدنو جَداهُ وَيَقرُبُ
عَلى مَلِكٍ لا يَحجُبُ البُخلُ وَجهَهُ
عَلَينا وَمِن شَأنِ البَخيلِ التَحَجُّبُ
وَأَبيَضَ يَعلو حينَ يَرتاحُ لِلنَدى
عَلى وَجهِهِ لَونٌ مِنَ البِشرِ مُشرَبُ
تَفَرَّغُ أَخلاقُ الرِجالِ وَعِندَهُ
شَواغِلُ مِن مَجدٍ تُعَنّي وَتُنصِبُ
لَهُ هِزَّةٌ مِن أَريَحِيَّةِ جودِهِ
تَكادُ لَها الأَرضُ الجَديبَةُ تُعشِبُ
تُحَطُّ رِحالُ الراغِبينَ إِلى فَتىً
نَوافِلُهُ نَهبٌ لِمَن يَتَطَلَّبُ
إِلى غُمُرٍ في مالِهِ تَستَخِفُّهُ
صِغارُ الحُقوقِ وَهوَ عَودٌ مُجَرَّبُ
إِذا نَحنُ قُلنا وَقَّرَتهُ مُلِمَّةٌ
تَهالَكَ مُنقادُ القَرينَةِ مُصحِبُ
تَجاوَزُ غاياتِ العُقولِ مَواهِبٌ
نَكادُ لَها لَولا العِيانُ نُكَذِّبُ
جَدىً إِن أَغَرنا فيهِ كانَ غَنيمَةً
وَيَضعُفُ فيهِ الغُنمُ حينَ يُعَقَّبُ
خَلائِقُ لَو يَلقى زِيادٌ مِثالَها
إِذَن لَم يَقُل أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
عَجِبتُ لَهُ لَم يُزهَ عُجباً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ بِهِ نَختالُ زَهواً وَنُعجَبُ
فِداكَ أَبا العَباسِ مِن نُوَبِ الرَدى
أُناسٌ يَخيبُ الظَنُّ فيهِم وَيَكذِبُ
طَوَيتُ إِلَيكَ المُنعِمينَ وَلَم أَزَل
إِلَيكَ أُعَدّي عَنهُمُ وَأُنَكِّبُ
وَما عَدَلَت عَنكَ القَصائِدُ مَعدِلاً
وَلا تَرَكَت فَضلاً لِغَيرِكَ يُحسَبُ
نُنَظِّمُ مِنها لُؤلُؤاً في سُلوكِهِ
وَمِن عَجَبٍ تَنظيمُ ما لا يُثَقَّبُ
فَلَو شارَكَت في مَكرُماتِكَ طَيٌّ
لَوُهِّمَ قَومٌ أَنَّني أَتَعَصَّبُ
مَتى يَسأَلُ المَغرورُ بي عَن صَريمَتي
يُخَبِّرهُ عَنها غانِمٌ أَو مُخَيَّبُ
يَسُرُّ اِفتِتاني مَعشَراً وَيَسوؤُهُم
وَيَخلُدُ ما أَفتَنُّ فيهِم وَأُسهِبُ
وَلَم يُبقِ كَرُّ الدَهرِ غَيرَ عَلائِقٍ
مِنَ القَولِ تُرضي سامِعينَ وَتُغضِبُ
  • ومن أشهر قصائد البحتري أيضًا:
[٧]
زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ
أَنَّ الأَحِبَّةَ آذَنوا بِتَناءِ
فَاِثلِج بِبَردِ الدَمعِ صَدراً واغِراً
وَجَوانِحاً مَسجورَةَ الرَمضاءِ
لا تَأمُرَنّي بِالعَزاءِ وَقَد تَرى
أَثَرَ الخَليطِ وَلاتَ حينَ عَزاءِ
قَصَرَ الفِراقُ عَنِ السُلُوِّ عَزيمَتي
وَأَطالَ في تِلكَ الرُسومِ بُكائي
زِدني اِشتِياقاً بِالمُدامِ وَغَنِّني
أَعزِز عَلَيَّ بِفُرقَةِ القُرَناءِ
فَلَعَلَّني أَلقى الرَدى فَيُريحُني
عَمّا قَليلٍ مِن جَوى البُرَحاءِ
أَخَذَت ظُهورُ الصالِحِيَّةِ زينَةً
عَجَباً مِنَ الصَفراءِ وَالحَمراءِ
نَسَجَ الرَبيعُ لِرَبعِها ديباجَةً
مِن جَوهَرِ الأَنوارِ بِالأَنواءِ
بَكَتِ السَماءُ بِها رَذاذَ دُموعِها
فَغَدَت تَبَسَّمُ عَن نُجومِ سَماءِ
في حُلَّةٍ خَضراءَ نَمنَمَ وَشيَها
حَوكُ الرَبيعِ وَحُلَّةٍ صَفراءِ
فَاِشرَب عَلى زَهرِ الرِياضِ يَشوبُهُ
زَهرُ الخُدودِ وَزَهرَةُ الصَهباءِ
مِن قَهوَةٍ تُنسي الهُمومَ وَتَبعَثُ ال
شَوقَ الَّذي قَد ضَلَّ في الأَحشاءِ
يُخفي الزُجاجَةَ لَونُها فَكَأَنَّها
في الكَفِّ قائِمَةٌ بِغَيرِ إِناءِ
وَلَها نَسيمٌ كَالرِياضِ تَنَفَّسَت
في أَوجُهِ الأَرواحِ وَالأَنداءِ
وَفَواقِعٌ مِثلُ الدُموعِ تَرَدَّدَت
في صَحنِ خَدِّ الكاعِبِ الحَسناءِ
يَسقيكَها رَشَأٌ يَكادُ يَرُدُّها
سَكرى بِفَترَةِ مُقلَةٍ حَوراءِ
يَسعى بِها وَبِمِثلِها مِن طَرفِهِ
عَوداً وَإِبداءً عَلى النُدَماءِ
ما لِلجَزيرَةِ وَالشَآمِ تَبَدَّلا
بِكَ يا اِبنَ يوسُفَ ظُلمَةً بِضِياءِ
نَضَبَ الفُراتُ وَكانَ بَحراً زاخِراً
وَاِسوَدَّ وَجهُ الرَقَّةِ البَيضاءِ
وَلَقَد تُرى بِأَبي سَعيدٍ مَرَّةً
مُلقى الرِحالِ وَمَوسِمَ الشُعَراءِ
إِذ قَيظُها مِثلُ الرَبيعِ وَلَيلُها
مِثلُ النَهارِ يُخالُ رَأدَ ضَحاءِ
رَحَلَ الأَميرُ مُحَمَّدٌ فَتَرَحَّلَت
عَنها غَضارَةُ هَذِهِ النَعماءِ
وَالدَهرُ ذو دُوَلٍ تَنَقَّلُ في الوَرى
أَيّامُهُنَّ تَنَقُّلَ الأَفياءِ
إِنَّ الأَميرَ مُحَمَّداً لَمُهَذَّبُ ال
أَفعالِ في السَرّاءِ وَالضَرّاءِ
مَلِكٌ إِذا غَشِيَ السُيوفَ بِوَجهِهِ
غَشِيَ الحِمامَ بِأَنفُسِ الأَعداءِ
قَسَمَت يَداهُ بِبَأسِهِ وَسَماحِهِ
في الناسِ قِسمَي شِدَّةٍ وَرَخاءِ
مُلِئَت قُلوبُ العالَمينَ بِفِعلِهِ ال
مَحمودِ مِن خَوفٍ لَهُ وَرَجاءِ
أَغنى جَماعَةَ طَيِّئٍ عَمّا اِبتَنَت
آباؤُها القُدَماءُ لِلأَبناءِ
فَإِذا هُمُ اِفتَخَروا بِهِ لَم يَبجَحوا
بِقَديمِ ما وَرِثوا مِنَ العَلياءِ
صَعِدوا جِبالاً مِن عُلاكَ كَأَنَّها
هَضَباتُ قُدسَ وَيَذبُلٍ وَحِراءِ
وَاِستَمطَروا في المَحلِ مِنكَ خَلائِقاً
أَصفى وَأَعذَبَ مِن زُلالِ الماءِ
وَضَمِنتَ ثَأرَ مُحَمَّدٍ لَهُمُ عَلى
كَلَبِ العِدى وَتَخاذُلِ الأَحياءِ
ما اِنفَكَّ سَيفُكَ غادِياً أَو رائِحاً
في حَصدِ هاماتٍ وَسَفكِ دِماءِ
حَتّى كَفَيتَهُمُ الَّذي اِستَكفَوكَ مِن
أَمرِ العِدى وَوَفَيتَ أَيَّ وَفاءِ
مازِلتَ تَقرَعُ بابَ بابَكَ بِالقَنا
وَتَزورُهُ في غارَةٍ شَعواءِ
حَتّى أَخَذتَ بِنَصلِ سَيفِكَ عَنوَةً
مِنهُ الَّذي أَعيا عَلى الخُلَفاءِ
أَخلَيتَ مِنهُ البَذَّ وَهيَ قَرارُهُ
وَنَصَبتَهُ عَلَماً بِسامُرّاءِ
لَم يُبقِ مِنهُ خَوفُ بَأسِكَ مَطعَماً
لِلطَيرِ في عَودٍ وَلا إِبداءِ
فَتَراهُ مُطَّرِداً عَلى أَعوادِهِ
مِثلَ اِطِّرادِ كَواكِبِ الجَوزاءِ
مُستَشرِفاً لِلشَمسِ مُنتَصِباً لَها
في أُخرَياتِ الجِذعِ كَالحِرباءِ
وَوَصَلتَ أَرضَ الرومِ وَصلَ كُثَيِّرٍ
أَطلالَ عَزَّةَ في لِوى تَيماءِ
في كُلِّ يَومٍ قَد نَتَجتَ مَنِيَّةً
لِحُماتِها مِن حَربِكَ العُشَراءِ
سَهَّلتَ مِنها وَعرَ كُلِّ حُزونَةٍ
وَمَلَأتَ مِنها عَرضَ كُلِّ فَضاءِ
بِالخَيلِ تَحمِلُ كُلَّ أَشعَثَ دارِعٍ
وَتُواصِلُ الإِدلاجَ بِالإِسراءِ
وَعَصائِبٍ يَتَهافَتونَ إِذا اِرتَمى
بِهِمُ الوَغى في غَمرَةِ الهَيجاءِ
مِثلَ اليَراعِ بَدَت لَهُ نارٌ وَقَد
لَفَّتهُ ظُلمَةُ لَيلَةٍ لَيلاءِ
يَمشونَ في زَغَفٍ كَأَنَّ مُتونَها
في كُلِّ مَعرَكَةٍ مُتونُ نِهاءِ
بيضٌ تَسيلُ عَلى الكُماةِ فُضولُها
سَيلَ السَرابِ بِقَفرَةٍ بَيداءِ
فَإِذا الأَسِنَّةُ خالَطَتها خِلتَها
فيها خَيالَ كَواكِبٍ في ماءِ
أَبناءُ مَوتٍ يَطرَحونَ نُفوسَهُم
تَحتَ المَنايا كُلَّ يَومِ لِقاءِ
في عارِضٍ يَدِقُ الرَدى أَلهَبتَهُ
بِصَواعِقِ العَزَماتِ وَالآراءِ
أَشلى عَلى مَنويلَ أَطرافَ القَنا
فَنَجا عَتيقَ عَتيقَةٍ جَرداءِ
وَلَوَ انَّهُ أَبطا لَهُنَّ هُنَيهَةً
لَصَدَرنَ عَنهُ وَهُنَّ غَيرُ ظِماءِ
فَلَئِن تَبَقّاهُ القَضاءُ لِوَقتِهِ
فَلَقَد عَمَمتَ جُنودَهُ بِفَناءِ
أَثكَلتَهُ أَشياعَهُ وَتَرَكتَهُ
لِلمَوتِ مُرتَقِباً صَباحَ مَساءِ
حَتّى لَوِ اِرتَشَفَ الحَديدَ أَذابَهُ
بِالوَقدِ مِن أَنفاسِهِ الصُعَداءِ

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق