-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

أبيات شعر رومانسي

أبيات شعر رومانسي

الشعر العربي

الشعر العربي هو من أهمّ روافد الأدب العربيّ وأضخمها وأوسعها، ويُعرّفه الباحثون القدماء بأنّه كلام موزون مُقفًّى يدلّ على معنًى، ويرى بعض الباحثين أنّ الشّعر قد جاء اسمه من الشّعور، فالشّاعر إذا لم يشعر بما يكتبه فهو ليس شاعر؛ لأنّه لم يقصد ما قال، فالقصديّة من أركان الشّعر العربيّ الأربعة التي هي الوزن والقافية والمعنى والقصد، ومن الباحثين القدماء من يرى أنّ الشّعر علمًا من علوم العرب يجتمع فيه الطّبع والرّواية والذّكاء، ومن أنواع الشّعر وضروبه الشّعر الرومانسي، وهو فنّ قديم في الشّعر، وسيقف المقال هذا مع توضيح حول الشّعر الرومانسي من خلال نبذة عنه، وكذلك سيقف المقال مع أبيات شعر رومانسي.[١]

الشعر الرومانسي

إنّ الرومانسية في الأدب يمكن القول عنها أنّها حركة قد نَشَأَت في فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر، أو بتعبير أدق قد أُطلق عليها هذا الاسم في ذلك الوقت، وقد يكون هناك قصائد رومانسيّة منذ القديم ولكنّها لم تحمل هذا الاسم، وإنّما جاءت هذه التّسمية فيما بعد، وتتلخّص مبادئ الرومانسيين بالفرديّة التي تعبّر عن مشاعر الحزن والكآبة والأمل، وقد تدعو أحيانًا للثورة على المجتمع، وكذلك التّلقائيّة أو العفويّة في التّعبير، وأيضًا النّزوع إلى الثّورة والاهتمام بالطّبيعة والإبداع والابتكار وفصل الأدب عن الأخلاق والاهتمام بالآداب القوميّة والشّعبيّة، وفي الأدب العربيّ حين دخلت الرّومانسيّة فإنّها قد تأثّرت بالرومانسية الإنجليزيّة، ومن أبرز الشّعراء العرب في المذهب الرومانسي يُذكر إبراهيم ناجي صاحب الأطلال، وعلي محمود طه وأبو القاسم الشابي وميخائيل نُعيمة والشاعر خليل مطران المعروف بلقب شاعر القطرين وعمر أبو ريشة وغيرهم كُثُر، ومن وجهة نظر الإسلام فإنّ الإنسان إذا ما واجهته مشكلة ما فإنّه لا ينبغي له أن يحزنَ ويَيْئَسَ، بل ينبغي له تفويض كلّ أمره لله -سبحانه- وأن يؤمن بقضائه وقدره، فهو -أيّ زالإنسان- مسؤول عن تصرّفاه التي بدرت منه ما دامت قد صدرت عنه وهو بكامل أهليّته المعتبرة ومن دون ضغوط وإملاءات عليه؛ فلذلك عليه أن يدع الإحباط جانبًا وأن يتحمّل ما يترتّب على تصرّفاته من نتائج وغير ذلك، وفي الفقرة القادمة سيقف المقال مع أبيات شعر رومانسي من ذلك النبع العذب من ينابيع الشعر العربي.[٢]

أبيات شعر رومانسي

المحطّة الأخيرة في هذا المقال -وهي بيت القصيد- هي فقرةُ اقتباسات من أبيات شعر رومانسي عربي لشعراء قد أجادوا في هذا الباب، ومن الشعراء الذين سيقف هذا المقال مع اقتباسات من أشعارهم خليل مطران،[٣] وإبراهيم ناجي،[٤] والشاعر السوري الشاب محمد حمّود:[٥]
  • قصيدة "يا فؤادي" لإبراهيم ناجي:[٤]
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحًا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرًا
وحديثًا من أحاديث الجوى
وبساطًا من ندامى حلم
هم تواروا أبدًا وهو انطوى
يا رِياحًا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناسٍ ما وفى
كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن عفا
وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا
يا غرامًا كان مني في دمي
قدرًا كالموت أوفى طعمه
ما قضينا ساعةً في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعةً من عينه
واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه
لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق
آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقًا يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح
يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالًا في السفوح
أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل
وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل
  • قصيدة "داءٌ ألمّ" للشاعر خليل مطران:[٣]
داءٌ ألَمَّ فَخِلْتُ فِيهِ شَفَائِي
مِنْ صَبْوَتِي فَتَضَاعَفَتْ بُرَحَائِي
يَا لَلضَّعِيفَيْنِ اسْتَبَدَّا بِي وَمَا
فِي الظُّلْمِ مِثْلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالْجَوَى
وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنِ الأَدْوَاءِ
وَالرُّوْحُ بيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ
فِي حَالَيَ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ
وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ
كَدَرِي وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائِي
عُمْرَ الْفَتَى الْفَانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
بِبيَانِهِ لَوْلاَكِ في الأَحْيَاءِ
فغَدَوْتَ لَمْ أَنْعَمْ كَذِي جَهْلٍ وَلَمْ
أغْنَمْ كَذِي عَقْلٍ ضَمَانَ بَقَاءِ
يَا كَوْكَبًا مَنْ يَهْتَدِي بِضِيائِهِ
يَهْدِيهِ طَالِعُ ضِلَّةٍ وَرِيَاءِ
يا مَوْرِدًا يَسْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
ظَمَأً إِلى أَنْ يَهْلِكُوا بِظَمَاءِ
يَا زَهْرَةً تُحْيِي رَوَاعِيَ حُسْنِهَا
وَتُمِيتُ نَاشِقَهَا بِلاَ إِرْعَاءِ
هَذا عِتَابُكِ غَيْرَ أَنِّيَ مُخْطِيءٌ
أَيُرَامُ سَعْدٌ فِي هَوَى حَسْنَاءِ
حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى
وَالْحُبُّ لَمْ يَبْرَحْ أَحَبَّ شَقَاءِ
إِنِّي أَقَمْتُ عَلى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى
فِي غُرْبَةٍ قَالوا تَكُونُ دَوَائِي
إِنْ يَشْفِ هَذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطَّف النِّيرَانَ طِيبُ هَوَاءِ
أَوْ يُمْسِكِ الْحَوْبَاءَ حُسْنُ مُقَامَهَا
هَلْ مَسْكَةٌ فِي البُعْدِ للْحَوْبَاءِ
عَبَثٌ طَوَافِي فِي الْبِلاَدِ وَعِلَّةٌ
فِي عِلَّةٍ مَنْفَايَ لاِسْتشْفَاءِ
مُتَفَرِّدٌ بِصَبَابَتِي مُتَفَرِّد
بِكَآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بَعَنَائِي
شاكٍ إِلى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فَيُجِيبُنِي بِرِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمَّ وَلَيْتَ لِي
قَلْبًا كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَا مَوْجٌ كَمَوْجِ مَكَارِهِي
وَيَفُتُّهَا كَالسُّقْمِ فِي أَعْضَائِي
وَالبَحْرُ خَفَّاقُ الْجَوَانِبِ ضَائِقٌ
كَمَدًا كصَدْرِي سَاعَةَ الإِمْسَاءِ
تَغْشَى الْبَريَّةَ كُدْرَةٌ وَكَأَنَّهَا
صَعِدَتْ إِلى عَيْنَيَّ مِنْ أَحْشَائي
وَالأفْقُ مُعْتَكِرٌ قَرِيحٌ جَفْنُهُ
يُغْضِي عَلَى الْغَمَرَاتِ وَالأَقْذَاءِ
يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي
أَوَلَيْسَ نَزْعًا لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ
أَوَلَيْسَ طَمْسًا لِلْيَقِينِ وَمَبْعَثًا
للِشَّكِّ بَيْنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَاءِ
أَوَلَيْسَ مَحْوًا لِلْوُجُودِ إِلى مَدىً
وَإبَادَةً لِمَعَالِمِ الأَشْيَاءِ
حَتَّى يَكُونَ النُّورُ تَجْدِيدًا لَهَا
وَيَكونَ شِبْهَ الْبَعْثِ عَوْدُ ذُكَاءِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي
كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي
وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعًا
بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ
مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّرًا
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ
فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي
وَكأَنَّنِي آنَسْتُ يَوْمِيَ زَائِلًا
فَرَأَيْتُ فِي المِرْآةِ كَيْفَ مَسَائي
  • قصيدة "حبٌّ مُحتّم" للشاعر محمد حمود:[٥]
قدري أحبُّكِ والمحبّة صعبةٌ
ليتَ المشاعر في يد الإنسانِ
إنّ القلوب تخونُها أسوارُها
وتحولُ عونًا للذي يغشاني
إنّي رسمتُكِ في الفؤاد بأضلُعي
ووهبتُ حسنكِ أحرفي وبياني
أعليتُ ذكركِ كالحجيج مُكبّرًا
وطفقتُ أرمي جمرة الحرمانِ
وسَعيتُ سبعًا كي أفوزَ بقُبلَةٍ
بين المُحالِ ولذّة الإمكانِ
ورفعتُ كفّي للعناق مُسلِّمًا
تجري إليكِ خليلة الوجدانِ
لا تقطعي قُبَلَ الغرامِ فإنّها
دينُ الشُّعورِ وأوجَبُ الأركانِ
لا تنهري قلبًا تشظّى نَبضُهُ
فالشّوق زلزلَ خافقي وكياني
إنّي أحبّك لا سواكِ بمهجتي
حبًّا تردّد في صدى الأزمانِ
إنّي أحبّك يا صريرَ مواجعي
حبًّا تنزّل في هدى الرّحمن

المراجع[-]

  1. "شعر عربي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-03-2020. بتصرّف.
  2. "رومانسية (فن)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-03-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "داءٌ ألمَّ"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-03-2020.
  4. ^ أ ب "يا فؤادي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-03-2020.
  5. ^ أ ب محمد حمود (2018)، ديوان وجعٌ دمشقي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطابع مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي، صفحة 42-43

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق