مفهوم السعادة
إنّ المنظور الإسلامي يرى السعادة بأنّها: "شعور داخلي يُحسِّه الإنسان بين جوانبه، يتمثّل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير والبال، نتيجةً لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوّة الإيمان"، والسعادة لا تقتصر على الجانب المادي كما يراها كثير من الناس وما هذا إلّا من تبعات التأثر بالنظرة الماديّة المجرّدة، فوجود المال هو جانب من جوانب السعادة بالإضافة إلى الجانب المعنوي الأكثر أهميّة، فهو أثر مُترتّب عن حُسن سلوك الإنسان وكرم أخلاقه وهذا ما يجعله يشعر بالسعادة والرضا وإن لم يملك المال، فالسعادة مطلوبة وهي غاية ما يبحث عنه الإنسان، وللدعاء أثرٌ كبير في تحقيق الأمنيات ونوال الغايات وسيتحدّث هذا المقال عن دعاء السعادة.[١]دعاء السعادة
إنّ خزانة الدعاء بالمأثور لم تشتمل على صيغة دعاء السعادة؛ ولكنّ جميع الأدعية ما هي إلّا لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، كما أنّ بعض أدعية النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد حوت موجبات تحقيق السعادة؛ ومن هذه الأدعية: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى"،[٢] وعن أبي مالك الأشجعي قال: "كانَ الرَّجُلُ إذَا أَسْلَمَ، عَلَّمَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي"،[٣] فالدعاء بصلاح الدين والدنيا والعمل الصالح والعفّة عن ما في أيدي الناس والمعافاة في النفس والمال والبدن هي جميعها من أسباب السعادة وموجباتها.[٤]لكنّ عدم وجود صيغة معينة مأثورة بدعاء السعادة مثل دعاء الريح أو دعاء المطر؛ لا يعني عدم إمكانية الدعاء بالسعادة للنفس أو للغير،[٥] ومن الأدعية المختارة التي اشتملت على كلمة السعادة ومشتقّاتها: "ربِّ اجعل أيّامنا كلّها سعادة، ربّ بدّد الأحزان وأبرئ الأسقام وابسط الأرزاق وحَسن الأخلاق وانشر الرحمات وامحُ السيّئات تباركت يا ربَّ البريّات يا ربّ الأرض والسماوات"،[٦] ومنها أيضًا دعاء مشتهر جدًا وصيغته هي: "اللهم إنّي أسألك عيش السعداء، وموت الشهداء، والحشر مع الأتقياء، ومرافقة الأنبياء"، وهو دعاء صحيح المعنى وغير محتوٍ على مخالفة شرعية ولا حرج في الدعاء به.[٧]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق