-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

السبت، 18 أبريل 2020

قصائد في مدح الرسول

قصائد في مدح الرسول

الأدب الإسلامي

إنَّ الأدب الإسلامي هو الأدب الذي كُتبَ في الفترة الممتدّة من بعثة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى بداية العصر الأموي، والمقصود بكلمة الأدب كلُّ الفنون الأدبيّة من خُطَبٍ وشعرٍ ومنافراتٍ وغير ذلك، وقد اشتهرت في هذا العصر المدائح النبوية، وهي قصائد شعرية يكتبها الشعراء في مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حتّى اشتهر بهذه المدائح العظيمة شعراء كثر وعُرفوا بشعراء النبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، وهذا المقال مخصّص للحديث عن شعراء الرسول وقصائد مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.

من هم شعراء الرسول

هم شعراء وُلدوا في الجاهلية ودخلوا الإسلام في الغالب، فكانتْ لهم مَهمّة الدفاع عن المسلمين من ألسنة شعراء المشركين، بالإضافة إلى ما يكتبون من شعر في مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولعلَّ أشهر هؤلاء الشعراء هم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير -رضي الله عنهم-، وأشهرهم حسان بن ثابت، فقد وردَ في الحديث أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال ذاتَ مرّةً: "اهجوا قريشًا فإنَّهُ أشدُّ عليْهم من رَشقٍ بالنَّبلِ" فأرسلَ إلى ابنِ رواحةَ فقالَ: "اهجُهم"، فَهجاهم فلم يُرضِ، فأرسلَ إلى كعبِ بنِ مالِكٍ ثمَّ أرسلَ إلى حسَّانَ بنِ ثابتٍ فلمَّا دخلَ عليْهِ قالَ حسَّانُ قد آنَ لَكم أن تُرسلوا إلى هذا الأسدِ الضَّاربِ بذنَبِهِ ثمَّ أدلعَ لسانَهُ فجعلَ يحرِّكُهُ، فقالَ: والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأفرينَّهم بلساني فريَ الأديمِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: "لا تعجل فإنَّ أبا بَكرٍ أعلَمُ قريشٍ بأنسابِها وإنَّ لي فيهم نسبًا حتَّى يلخِّصَ لَكَ نسبي"، فأتاهُ حسَّانُ ثمَّ رجعَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ قد لَخَّصَ لي نسبَكَ، والَّذي بعثَكَ بالحقِّ لأسلَّنَّكَ منْهم كما تسلُّ الشَّعرةُ منَ العَجينِ، قالت عائشةُ: فسمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقولُ لحسَّانَ: إنَّ روحَ القدسِ لا يزالُ يؤيِّدُكَ ما نافحتَ عنِ اللَّهِ ورسولِه" [١] </span>[٢].
وعبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- هو أبو محمد عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، شاعر من شعراء الرسول الذين مدحوا رسول الله ونصروا الإسلام بألسنتهم، وقد قال فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "يرحمُ اللهُ ابنَ رواحةَ إنَّه يحبَّ المجالسَ الَّتي تتباهَى بها الملائكةُ" [٣]، وكعب بن زهير بن مالك وهو صاحب البردة الشهيرة التي أنشدها للرسول -عليه الصّلاة والسّلام- فألبسه بردته الشريفة [٤].</span>

قصائد في مدح الرسول

بعد الحديث عن الشعراء الذين كتبوا في مدح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا بدَّ من الحديث عن بعض أشعارِهم وتسليط الضوء على قصائد المديح التي أبدعوها في وصف خير البشرية عليه الصَّلاة والسَّلام.
  • قال حسان بن ثابت -رضي الله عنه- في مدح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: [٥]
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني                   وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرًّأ منْ كلّ عيبٍ                         كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ
  • وقال أيضًا:
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة خَاتَمٌ                           مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ            إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ                     فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمَّدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ                        منَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً              يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنةً                          وعلمنا الإسلامَ، فاللهَ نحمدُ
وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي                  بذلكَ ما عمَّرتُ في الناسِ أشهدُ
تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا            سِوَاكَ إلهًا، أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ
لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ                 فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
  • وقال كعب بن زهير -رضي الله عنه- في بردته الشهيرة: [٦]
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم                     إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ                            لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ                       فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ                   يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني                      وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ الـ                 ـقُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم                      أُذِنبْ وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ                         أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ                          مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعًا                        جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ                    في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ                       وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً                بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما                  لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ
إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ                           أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ
مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً                    وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ
وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ                             مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ                       مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق