-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الأحد، 5 أبريل 2020

دعاء يوم عرفة لغير الحاج

دعاء يوم عرفة لغير الحاج

يوم عرفة

يوم عرفة هو أحدُ الأيّام المعلومات، التي أثنى الله عليها في كتابِهِ الحكيم، حينَ قالَ الله -عزَّ وجلَّ-: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" [١]، وقال ابنُ عباس -رضي الله عنهما-: "الأيَّام المَعلوماتُ، عشرُ ذي الحجة"، ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، يومَ يقفُ الحجّاج على جبل عرفات، يدعون ويهلِّلون ويكبِّرون، مؤدِّينَ هذا النُّسكَ الذي شرّعَهُ الله تعالى، وقد خصَّ الله -سبحانه وتعالى- يوم عرفة بأدعية وابتهالاتٍ وردتْ عن النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-، يقرأها الحاجّ ويدعو بها وهو في عرفات، كي ينالَ رضى الله تعالى، ويكسبَ رحمتَهُ، وهذا المقال مخصَّصٌ للحديث عن دعاء يوم عرفة لغير الحاج وللحاج كذلك، وفضل الدُّعاء والصِّيام في هذا اليوم.

دعاء يوم عرفة للحاج

إنَّ يوم عرفة يوم عظيم، وهو أفضل أيام السَّنة عند قومٍ من أهل العلم، فينبغي على الحاجّ أنْ يكثرَ من الدُّعاءِ وأنْ يجتهد في الدُّعاء ويُكثرَ من قول: "لا إله إلا الله"، فإنَّها دعاءٌ بالمعنى، فإنَّ ذِكْرَ هذه الكلمة العظيمة فيه ذكر لله -سبحانه وتعالى- وهي في المعنى دعاء؛ لأنّ الذاكر إنما ذكر ليطلبَ الأجر ويطلب الفضل من الله -سبحانه وتعالى-، ولهذا روي عن النبيِّ -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلِّ شيء قدير" [٢]، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء، وسؤالِ الجنة، والتعوُّذِ بالله من النار، وسؤال العفو، كأنْ يقول: اللهم إنَّكَ عفوٌ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عني، وسؤالُ القبول؛ قبول الحج، والمغفرة للذنوب والأوزار، سؤال الله لِـوُلاةِ الأمورِ، أي لـوُلاةِ أمورِ المُسلمينَ أن يصلحَهمْ اللهُ وأنْ يوفِّقَهم للقيام بحقِّهِ، وأنْ يعينهم على أداء الواجب، وأن يصلح أحوالهم وبطانتهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله، والحذر من تحكيمِ القوانين الباطلةِ.
وهذه من الدعوات الطيبة، فالحاج يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين في هذا اليوم العظيم، ويسأل ربه ويلحُّ، فإنَّهُ حريٌّ بالإجابةِ، ويكثر منَ الحمد لله، ويثني على الله، ويُصلِّي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن هذا من أسباب إجابة الدعاء، والواقفون بعرفة في موقف عظيم، ودعاؤهم تُرجى إجابتُهُ، فينبغي الإكثار من الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله محمد -عليه الصلاة والسلام-، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ثم يدعو ويلحُّ بالدعاء ويكثر، والله تُعالى هو المُجيب، وهو الكريم. [٣].

دعاء يوم عرفة لغير الحاج

وردَ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء" [٤]، وعن طلحة بن عبيد بن كريز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الدُّعاء دعاء يوم عرفة". [٥]
وقد اختلف العلماء، فيما إنْ كان هذا الفضل للدعاء في يوم عرفة خاصّ بمن كان في عرفة، أم يشمل باقي البقاع، والأرجح أنَّه عام، وأنَّ الفضل لليوم، ولا شكَّ أنَّ من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان، وقد ثبتَ عن بعض السلف أنهم أجازوا "التعريف"؛ وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة، وممن فعلَ ذلك من الصحابة ابن عباس -رضي الله عنهما-، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن قد فعلَهُ.
قال ابن قدامة -رحمه الله-: قال القاضي: "ولا بأسَ بـالتعريف عشيةَ عرفة بالأمصار، أي ّ بغير عرفة"، وهذا يدلُّ على أنَّهم رأوا أنَّ فضل  يومِ عرفة ليس خاصًّا بالحجاج فقط، وإن كان الاجتماع للذكر والدعاء في المساجد -يوم عرفة-  لم يردْ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك كان الإمام أحمد لا يفعله، وكان يرخص فيه ولا ينهى عنه لوروده عن بعض الصحابة، كابن عباس وعمرو بن حريث رضي الله عنهما. [٦].
وقد أثِرَ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أدعيةٌ وأذكارٌ عديدة ممّا يلهجُ بها المسلمُ في هذا اليوم المبارك، ومنها ما يأتي:

أدعية من السنة النبوية

  • "ما روى الترمذي عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، قال: أكثر ما دعا به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة في الموقف اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح". [٧]
  • "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". [٨]
  • "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمْني، إنك أنت الغفورُ الرحيمُ". [٩] [١٠]

أدعية من القرآن الكريم 

  • "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ".
  • "رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ".
  • "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
  • "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". [١١]

فضل الدعاء في يوم عرفة

يستحبُّ اغتنام هذا اليوم بالأعمال الصالحة، التي رغب فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومنها: صيام يوم عرفة،  ويستحب الإكثار من الدعاء في هذا اليوم العظيم، وذلك لما أخرجه الترمذي في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، [٢]، وقال الإمام أبو الوليد الباجي -رحمه الله-: "قوله: أفضل الدعاء يوم عرفة، ويعني: أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة، ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة؛ لأنَّ معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح، وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه"، فالدعاء يوم عرفة، من الأعمال التي حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم- عليها، لما في هذا اليوم من خير وبركة، واستجابة للدعاء من الله العزيز القدير. [١٢].

فضل الصيام في يوم عرفة

جاء الفضلُ في صيام يوم عرفة، على أنَّهُ أحدُ الأيَّامِ العشرِ منْ ذي الحجة التي حثَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على صِيامِها، فقد ورد في السنة النبوية، عن هنيدة بن خالد -رضي الله عنه-، عنِ امرأتهِ عنْ بعضِ أزواجِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالتْ: "كانَ النّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيَّام من كل شهر، أولُ اثنين من الشهر وخميسين" [١٣].
كما جاء فضلٌ خاصّ لصيام يوم عرفة دون هذه التسع،  إذْ قال الرُّسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئِلَ عنْ صِيام يوم عرفة: "صيام يومِ عرفة، إنِّي أحتسبُ على الله أنْ يكفِّرَ السَّنة التي قبلَهُ، والسنة التي بعدَهُ"، [١٤]، وهذا لغيرِ الحَاجِّ، وأمَّا الحاج فلا يُسنُّ لهُ صيامُ يوم عرفة؛ لأنَّه يوم عيد لأهل الموقف. [١٥]

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق