المدائح النبوية
تعدّدت الأغراض الشعرية وتنوّعت، من مديح وهجاء ورثاء وغزل وغيرها، وأحد الفنون الشعرية التي اعتنى بها الشعراء كانت مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم- منذ عهد الصحابة حتّى وقتنا الحاضر، ولم يكن المديح النبوي فنًا قائمًا بذاته حتّى جاءت الصوفية وجعلوا من مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم- غرضًا شعريًا منفردًا، ولا تذكر المدائح النبوية إلا ويذكر الإمام البوصيري الذي يعدّ من أهمّ الشعراء في هذا الفن وله قصائد مشهورة منها البردة والقصيدة المحمدية. [١]الإمام البوصيري
هو الإمام شرف الدين محمّد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، ترجع أصوله إلى قبيلة صنهاجة إحدى قبائل البربر، ولد في قرية دلاص من صعيد مصر، في عام ستمئة وثمانية للهجرة، درس السيرة النبوية وحفظ القرآن الكريم منذ صغره، تلقى العلوم على يد عدد من العلماء منهم: أبو حيان الغرناطي الأندلسيّ، وفتح الدين أبو الفتح بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي المصري، ونظم الشعر وهو صغير السن، وأكثر ما كتب من الشعر كان في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم- ، واشتهرت مدائحه بالعاطفة الصادقة، والحسّ المرهف وصدق التعبير وجودة السبك ودقة المعاني، وأكثر من استخدام الأساليب البلاغية كالبديع والصور الفنية، وقد كتب عددًا كبيرًا من الشعر في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم- ومن أشهر قصائده في هذا الفن، البردة المسماه: الكواكب الدريّة في مدح خير البرية والتي نهج فيها نهج زهير بن أبي سلمى في قصيدته بانت سعاد، والقصيدة المحمديّة.[٢]القصيدة المحمدية
تعدّ القصيدة المحمدية إحدى قصائد الإمام البوصيري في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر فيها أخلاق الرسول-صلى الله عليه وسلم- وشمائله، وتتكون من ستة عشر بيتًا من الشعر، أخذ عليه بعض العلماء مآخذًا في بعض أبيات القصيدة لما فيها من توسل للنبي -صلى الله عليه وسلم- والتوسل لا يكون إلا لله تعالى، وهذه أبيات القصيدة المحمدية كاملة: [٣] مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِمُحَمَّدٌ قائِمٌ لله ذو هممٍ مُحَمَّدٌ خَاتِمَ لِلرُّسْلِ كُلِّهِمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق