-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الخميس، 23 أبريل 2020

كيفية الاغتسال من الدورة الشهرية

كيفية الاغتسال من الدورة الشهرية

الطهارة

تنقسم الطّهارة إلى ثلاثة أنواع: الطّهارة من الذّنوب والمعاصي، والطهارة من الخبث وهي الطهارة من النّجاسة الحسّيّة؛ كالبول والغائط والدّم وغيرها، وهذا النّوع من النّجاسة لا يُطهّره إلا الماء، ويكون ذلك عن طريق غسل مكان النّجاسة حتى تُزال رائحتها أو لونها، باستثناء نجاسة الكلب والخنزير، فلا تتمّ الطّهارة إلّا بعد غسل المكان سبع مرات وتكون إحداهنّ بالتّراب، أمّا النّوع الثالث من أنواع الطّهارة، وهو الطّهارة من الحدثين؛ الأكبر والأصغر، والحدث الأصغر: هو خروج شيء من السّبيلين بدون قصد كالمذي أو البول ونحوه، وهذا يستوجب الوضوء فقط، أمّا الحدث الأكبر: هو الذي يستوجب الغسل؛ كالجنابة والعادة السّرّيّة والدّورة الشّهريّة، وفي هذا المقال سيتمّ تفصيل ذلك، وخصوصًا كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة.[١]

علامات الطهارة للمرأة

قبل الشّروع في الحديث عن كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة، لا بُدّ من الحديث عن علامات الطّهارة للمرأة، وخصوصًا أنّه قد يحدُث التباس في موعد انقطاع الدّورة الشّهريّة، فقد تأتي يومين ثم تنقطع، ومن ثمّ تأتي مرّة أخرى، ممّا تقع الفتاة في قلق وشكّ في الطّهارة من الدّورة الشّهريّة، وللتأكد من الطّهارة لا بُدّ من وجود علامات تدلّ على انتهاء مدّة الدّورة الشّهريّة، لذلك من الواجب على كلّ امرأة معرفة هذه العلامات، لتكون كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة مُكتملة الشّروط والأركان، لذلك على المرأة أن تراقب اليوم الأخير من الدّورة الشّهرية الذي تعتاد عليه؛ للتأكد من وجود الإشارات الدّالّة على الطّهر.[٢]
الطّهر عند النّساء له علامتان: وهما نزول القصّة البيضاء، والقصّة عرّفها العلماء: أنّها علامة الطّهر التي تُميّزها المرأة عندما تنتهي من الدّورة الشّهريّة، وهي عبارة عن ماء أبيض أشبه المنيّ، أو هي الشيء الذي يخرج من قُبُلِ النّساء في آخر أيام حيضهنّ ليكون دلالة على طُهرهنّ، والبدء في أداء العبادات من جديد؛ كالصّلاة والصّوم وغيرها،[٣]أمّا العلامة الثّانية للطّهر؛ هي انقطاع دم الحيض، ويكون ذلك عن طريق احتشاء المرأة قطنة ونحوها موضع خروج الدّم، فإن خرجت بيضاء لا أثر عليها من آثار الدّورة الشّهرية؛ كدم، أو صُفرة أو كُدرة، يجب عليها المُبادرة بالغسل، وفي ذلك قال النّوويّ -رحمه الله-: "علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر: أن ينقطع خروج الدم، وخروج الصفرة والكدرة، فإذا انقطع طَهُرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا".[٢]

كيفية الاغتسال من الدورة الشهرية

وبعد أن تمّ التّعرُّف على علامات الطّهارة للمرأة الحائض، لا بُدّ من التّعرُّف على كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة، حيث تنقسم كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشهريّة إلى نوعين، وفيما يأتي بيان ذلك:

الغسل المجزئ

ومعناه أن يكتفي المُسلم بتطبيق الواجبات دون المُستحبّات والسّنن، كالاكتفاء بنيّة الطّهارة مع إزالة النّجاسة من موضع خروجها، وأن يصل الماء كامل بدنه على أيّ وجه كان، سواء وضَع نفسه تحت الدّش أو المطر، أو نزل بحرًا أو برْكة سباحة، مع ضرورة المضمضة والاستنشاق، وهذا القول المشهور عند الحنفية والحنابلة، وهو قول عند الإمام الشّافعيّ، ومن الجدير بالذّكر أنّ كيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة لا تختلف عن كيفيّة الاغتسال من الجنابة والنّفاس، وبهذه الكيفيّة يكون قد ارتفع الحدث الأكبر.[٤]

الغسل الكامل

أمّا بالنّسبة لكيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة بطريقة الغسل الكامل، وهي الطّريقة التي كان يتّبعها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- حيث كان يبدأ بنية الطّهارة في قلبه، ثمّ يُباشر بغسيل يديْه ثلاث مرّات، ومن ثمّ يُطهّر موضع النّجاسة، وبعدها يتوضّأ وضوء الصلاة، ومن ثمّ يغسل رأسه ثلاث مرّات يصل بها جذور رأسه، ومن ثمّ يصبّ الماء على سائر بدنه، حيث يبدأ أوّلًا بالشّقّ الأيمن، ومن ثمّ الشّقّ الأيْسر، والدّليل على ذلك فيما روته عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ"،[٥]ولا فرق بين كيفيّة الاغتسال من الجنابة، وكيفيّة الاغتسال من الدّورة الشّهريّة.[٦]

حكم تأخير الغسل من الدورة الشهرية

قد تمّ الحديث سابقًا أنّ علامة الطّهارة تكون، إمّا بالجفاف أو بنزول القصّة البيضاء، وإذا رأت المرأة إحدى هاتيْن العلامتيْن عليها بالغسل اتّفاقًا مع اختلافهم في وقت الغسل، فمنهم من يرى أنّه من الواجب عليها أن تُبادر بالغسل، ومنهم من يرى أن تنتظر نصف يوم، أو يومًا كاملًا إذا رأت الطّهر بالجفاف؛ لأنّ عادة الحيض يجري وينقطع، وهذا ما رجّحه ابن قدامة وابن عثيمين رحمهما الله، أمّا من شكّت بالطّهر فالأصل بقاء ما كان على ما كان، أيْ بقاء الحيض لحين التأكّد من انقطاع جريانه، أمّا من أخّرت غسلها مع تيقنها بانقطاع دم الحيض وحصول الطّهارة، فالحكم الحرمة اتّفاقًا،[٧]أمّا من طهُرت وأخّرت غسلها لجراحة، فيُنظر: إن لم تستطع الغسل يجزؤها التّيمم، بعد أن يُقرّر الطبيب العدل على أنّ الماء يضرّ جراحها، وإن استطاعت الغسل مع حصول الضّرر لجراحها عليها بالغسل مع عدم وصول الماء مكان الجراح، ووجوب تأخير وإعادة الغسل المجزئ لحين الشّفاء.[٨]

موجبات الغسل

بعد أن تمّ التعرف على كيفية الاغتسال من الدورة الشهرية، وجب التنويه إلى أنّ الغُسل واجب على كلّ مُسلم ومسلمة في مواضع حدّدها الشّرع وفرضها عليهم، وفيما سيأتي بيان ذلك:[٩]
  • خروج المنيّ بتدفّق: إذا قصد الشّخص أن يتلذّذ بإخراج المني، فحكمه حكم الجنابة أيْ وجوب الغسل، والمنيّ: هو ماء أبيض غليظ بالنسبة للرّجل، وماء أصفر رقيق بالنّسبة للمرأة، وهذا ما يُسمّى بالعادة السّرّيّة، أمّا إن خرج المنيّ بدون قصد، فيكتفي بالوضوء.
  • الجُماع وإن لم يُنزل: من جامع زوجته بدون إنزال المنيّ، فالغسل واجب على كِلا الزّوجيْن، ودليل ذلك قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه أبو هُريرة: "إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ، وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ".[١٠]
  • الموت لغير شهيد المعركة: إذا مات المُسلم وجب تغسيله، والدليل على ذلك حديث ابن عبّاس عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال-: "اغْسِلُوهُ بماءٍ وَسِدْرٍ...".[١١]
  • إسلام الكافر: إذا أسلم الكافر وجب عليه الغسل، وهذا قول جمهور العلماء مُستدلّين بحديث أبي هريرة: "أن ثُمَامَةَ بن أَثَالٍ أسلمَ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اذهبوا به إلى حائطِ بني فُلانٍ فمُرُوهُ أن يغتسلَ".[١٢]

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق