صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة من الصلوات المشروعة في السنّة النبوية الشريفة،
والاستخارة في اللغة: طلبُ المشورة في كلّ شيء، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ
فهو: طلب المشورة من الله تعالى وطلب توجيه الهمة للشيء الأفضل دينيًا
ودنيويًا، ويلجأ المسلم إلى أداء هذه الصلاة عندما يحتار في أمرٍ من أمور
دنياه، ويحتاج أن يلجأَ إلى الله تعالى، ويكون ذلك بالصلاة والدعاء، وهو
دعاء الاستخارة، أما
حكم صلاة الاستخارة
فهي سُنّة، والدليل على مشروعيّتها هو دعاء الاستخارة الوارد عن الرسول
-عليه الصلاة والسلام-، وفي هذا المقال سيتم ذكر دعاء الاستخارة للزواج.
[١]
فوائد الاستخارة
للاستخارةِ فوائدُ وثمرات كثيرة يَجنيها
العبد عندما يطلب الخير من الله تعالى وحده ويلجأ إليه، فالمؤمن يصلّي
الاستخارة للزواج والخطبة والاستخارة للعمل والاستخارة للسفر والاستخارة في
جميع شؤون الحياة مهما كانت صغيرة؛ وذلك لأنّ من يستخير الله تعالى لا
يخيبُ أبدًا، ومن أهمّ ثمرات الاستخارة ما يأتي: [٢]
- تعزز تعلّق المؤمن بالله تعالى وحُسن توكله عليه في جميع أحواله،
إذ يقول الله -جلّ وعلا-: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [٣].
- تزيدُ من الأجر والثواب، وتُقرّب العبد من ربّه؛ لأنّها تتضمن دعاء وصلاة.
- تُخرج المؤمن من الشك والحيرة، وتجعله يشعر بالاطمئنان وراحة البال، لأنّ العبد المؤمن يُفوّض أمره لله في كلّ وقت، والخير بيده وحده لا شريك له.
- تمنحُ الخير للإنسان وتُبعد عنه الشر؛ لأنّ اختيار الله -سبحانه
وتعالى- للعبد أفضل من اختياره لنفسه، لأن الله هو العالم بمصلحة عباده وهو
العالم بالامور الغيبيّة.
- تُعدّ سببًا في الحصول على البركة والتوفيق في الأمر الذي سيقدم عليه
العبد والذي استخار فيه، خصوصًا أن دعاء الاستخارة يتضمن طلب البركة من
الله تعالى.
- تمنع العبد من استحقار أمرٍ ما قد يكون كل الخير وكل البركة فيه.
كيفية صلاة ودعاء الاستخارة
إذا أراد المؤمن أن يستخير الله تعالى مثل: الاستخارة للزواج، فعليه
أولًا أن يتوضّأ وضوءه للصلاة، ثمّ ينوي، ولا بدّ لمن أراد أن يصلي
صلاة الاستخارة
أن ينوي قبل البدء فيها، وبعدها يُصلّي ركعتين، والسنة الواردة عن النبي
-عليه الصلاة والسلام- أن يقرأ المُستخير بعد الفاتحة في الركعة الأولى
سورة الكافرون: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا
تَعْبُدُونَ*وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلَا أَنَا عَابِدٌ
مَا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*لَكُمْ دِينُكُمْ
وَلِيَ دِينِ"
[٤]
وفي الركعة الثانية يقرأ بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، وبعد إتمام
الركعتين يُسلّم، ثمّ يرفع يديه بالدعاء متضرعًا وخائعًا ومستحضرًا قدرة
الله وعظمته، ويحمد الله في دعائه ويثني عليه، ثمّ يُصلي على رسول الله
-عليه الصلاة والسلام-، والأفضل أن يقول الصلاة الإبراهيمية: "اللّهُمَّ
صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم
وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا
بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ"، وبعدها يقرأ دعاء الاستخارة، وعند الوصول إلى
"اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ"، تتم تسمية الأمر
المراد الاستخارة فيه، ثم يُتم الدعاء، ويكون ختامه بالصلاة على رسول الله
-عليه الصلاة والسلام- والصلاة الإبراهيمية، وهكذا تكون صلاة الاستخارة قد
انتهت، وما على المؤمن إلّا أن يسعى في طلبه، فإن وفقه الله فإن الأمر خير،
وإن صرفه عنه فإنه شر، علمًا أن ما يقوله الناس حول الأحلام والضيق الذي
يُصيبهم أو عكس ذلك ما هو إلا خرافات لا أصل لها، والأصل أن يمضي العبد في
أمره، والله يتولى تيسيره أو صرفه عنه.
[١]
دعاء الاستخارة
للاستخارةِ طرقٌ عدة، أولُها استخارةُ الله تعالى، الذي يعلمُ كلّ شيء، وثانيها استشارة
أهلِ الخبرة والخير والصلاح وأخذ المشورة منهم، وقد كان رسولُ اللهِ
-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُعلّم أصحابَه الاستخارة في جميع أمورهم مثلما
يُعلّمهم سور القرآن الكريم،
ويقولُ : "إذا همَّ أحدُكم قال عليٌّ : أظنُّه قال فليركعْ ركعتَيْن من
غيرِ فريضةٍ إلَّا أنِّي أشكُّ فيه ولكنَّه قال : فليقلْ: اللَّهمَّ إنّي
أستخيرُك بعلمِك وأستقدرُك بقدرتِك وأسألُك من فضلِك العظيمِ، فإنَّك تقدرُ
ولا أقدرُ وتعلمُ ولا أعلمُ وأنت علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إن كنتَ
تعلمُ هذا الأمرَ "تُسمِّيه بعينِه" خيرًا لي في ديني ومعاشي ومعادي
وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي ثمَّ بارِكْ لي فيه، اللَّهمَّ إن
كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه
واصرِفْني عنه واقضِ لي الخيرَ حيث كان في عاجلِ أمري وآجلِه ثمَّ رضِّني
به"[٥]
دعاء الاستخارة للزواج
دعاء الاستخارة للزواج هو نفسُه دعاء الاستخارة الذي يُقالُ عند
الاستخارة في جميع الأمور، والاختلاف فقط أنّ دعاء الاستخارة للزواج يقولُ
فيه المُستخير عند الوصول إلى: "
اللَّهمَّ إن
كنتَ تعلمُ هذا الأمرَ" يقول: "اللهم إن كنت تعلم أنّ زواجي من فلان بن
فلانة خيرٌ لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي
ثمَّ بارِكْ لي فيه، اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ في ديني ومعاشي
ومعادي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه واصرِفْني عنه واقضِ لي الخيرَ حيثُ كانَ في
عاجلِ أمري وآجلِه ثمَّ رَضِّني به"، وبهذا يكونُ دعاء الاستخارة للزواج
كاملًا كما يأتي: "اللهم إنّي أستخيرك بعلمِك
وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلِك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا
أعلم وأنت علّام الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلمُ أنّ زواجي "من فلان ابن فلان" خيرٌ
لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن
كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني
واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به"ر[٦][٧]
المراجع[+]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق