الحمل
حتى تتمّ عملية الحمل لا بُدّ من التقاء الحيوان المنويّ بالبويضة، لتنتج بويضة مخصبة، ولا يُقال إنّ الحمل قد بدأ حتى تنغرس هذه البويضة المخصبة في بطانة الرحم، وغالباً ما يبدأ هذا الانغراس بعد إخصاب الحيوان المنويّ للبويضة بفترة تُقدّر بستة أيام، وعادة ما تحتاج عملية الانغراس ما يُقارب ثلاثة إلى أربعة أيام حتى تكتمل، وبعد حدوث الانغراس يتمّ إطلاق هرمون يُساعد على منع ذرف بطانة الرحم، وهذا ما يُفسر عم حدوث الدورة الشهرية خلال الحمل، ففي الحالات التي لا تلتقي فيها البويضة بالحيوان المنوي أو لا تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، يتخلص الجسم من بطانة الرحم لعدم حاجته إليها، وذلك عن طريق ذرفها ضمن الدورة الشهرية.[١]وقت الكشف عن عن وجود الحمل
تُفرز المشيمة (بالإنجليزية: Placenta) بعد انغراس الجنين بفترة قصيرة في بطانة الرحم الهرمون المعروف بهرمون الحمل، والمُتداول علمياً باسم هرمون موجهة الغدد التناسلية الميشمائية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin)، ويمكن للفحوصات الطبية الكشف عن وجود الحمل بالكشف عن مستويات هذا الهرمون إمّا في البول وإمّا في الدم، وعليه يمكن القول إنّ هناك فحصين رئيسيين للكشف عن وجود الحمل، وفيما يأتي بيان كلّ منهما والوقت الذي يثعطي كلّ منهما النتيجة الدقيقة:[٢]- فحص البول: ينصح الأطباء المختصون بإجراء فحص البول بعد مرور أول يوم على غياب أول دورة شهرية في حال توقع حدوث الحمل، أي بعد مرور أسبوعين على بداية الحمل تقريباً، وذلك لأنّ النتيجة في هذا الوقت تكون عادة دقيقة، وهذا لا يمنع أنّ هناك العديد من فحوصات البول التي تُعطي النتائج في وقت أبكر من ذلك وبشكلٍ دقيق أيضاً، وقد قدّر المختصون دقة نتائج فحوصات البول عامة بما يُقارب 97%، بشرط أن يتمّ إجراء هذا الفحص بشكلٍ دقيق وصحيح، وما يُميّز هذا الفحص أنّه سهل الإجراء، وقليل الثمن، فضلاً عن إمكانية إجرائه في المنزل، أو في عيادة الطبيب المختص، وأمّا بالنسبة لكيفية إجرائه؛ فيتمّ بإحدى طريقتين، إمّا عن طريق تمرير الشريط المُلحق بالفحص خلال مجرى البول، وإمّا بوضع الشريط في علبة مُعبأة ببول المرأة المعنية، ثمّ قراءة النتيجة بحسب ما هو مُرفق بتعلميات العبوة، وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائج فحص البول تكون غير دقيقة في الحالات التي يتمّ فيها إجراء هذا الفحض في وقت مبكر جداً أو في الحالات التي لا يُجرى فيها بحسب ما هو مطلوب، وعليه فإذا كانت النتيجة سلبية ولكن لا تزال المرأة تشعر بأعراض الحمل، فإنّها تُنصح بإعادة إجراء هذا الفحص بعد أسبوع أو مراجعة الطبيب المختص.
- فحص الدم: يمكن من خلال فحص الدم الكشف عن وجود الحمل في وقت أبكر من فحث البول، إذ تبيّن أنّ فحص الدم قادر على الكشف عن هرمون الحمل بعد ما يُقارب 7-12 يوماً من وقت حدوث الحمل، لكن يحتاج هذا الفحص وقتاً أطول لاستلام النتيجة مقارنة بفحص البول أيضاً، ويجدر بالذكر أنّ لفحص الدم نوعَين، أمّا الأول فيُعرف بفحص الدم الكميّ والذي يستطيع الكشف عن نسبة هرمون الحمل بالدم، والثاني نوعيّ وهو الفحص الذي يُعنى بالكشف عن وجود الحمل دون الكشف عن نسبته. ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا الفحص أبهظ ثمناً من فحص البول كما أنّه لا يمكن إجراؤه إلا في عيادة الطبيب.
وقت ظهور أعراض الحمل
يحسب المختصون فترة الحمل على أنّها الفترة الزمنية الممتدة ما بين اليوم الأول من آخر ورة شهرية حتى موعد الولادة، وقد قدّر الباحثون هذه المدة بأربعين أسبوعاً، وفي الحقيقة تظهر أعراض وعلامات تدل على وجود الحمل ولكن لا تُؤكّد ذلك، ويمكن إجمالها وبيان وقت ظهور كل منها فيما يأتي:[٣]- المغص والنزف البسيط: وغالباً ما تظهر هذه الأعراض بعد مرور أسبوع إلى أربعة أسابيع على لحظة الحمل، ويُعزى ظهور هذه الأعراض إلى انغراس البويض المخصبة في بطانة الرحم.
- غياب الدورة الشهرية: فبعد انغراس البويضة المخصبة في الرحم، يُفرز الجسم هرمون الحمل المعروف بموجهة الغدد التناسلية الميشمائية كما أسلفنا، وإنّ هذا الهرمون يُرسل إشارات للمبايض لتتوقف عن إطلاق البويضات بالإضافة إلى دوره في المحافظة على الحمل، ويجدر بيان أنّ غياب الدورة الشهرية يُلحظ بعد مرور أربعة أسابيع على لحظة حدوث الحمل.
- الشعور بالتعب والإعياء العام: وغالباً ما يظهر هذا العرض بعد مرور ما يُقارب خمسة ألى ستة أسابيع على لحظة حدوث الحمل، ويُعزى شعور الحامل بالتعب إلى ارتفاع نسبة هرمون البروجستيرون. ويجدر التنبيه إلى أنّ المرأة قد تشعر بالتعب في أيّ وقت ومرحلة من الحمل.
- تسارع ضربات القلب: غالباً ما تُعاني الحوامل من تسارع ضربات القلب، إمّا بسبب الخفقان وإمّا بسبب زيادة سرعة الضربات، وعلى أية حال يجدر القول إنّ هذا العرض عادة ما يبدأ بالظهور بعد مرور ثمانية إلى عشرة أسابيع على لحظة حدوث الحمل.
- حدوث تغيرات على مستوى الثدي: وتتمثل بالشعور بالوخز أو الألم وخاصة عند لمسه، وتبدأ هذه الأعراض والتغيرات بالظهور بعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع على لحظة حدوث الحمل.
- الشعور بالغثيان: وقد يصل الغثيان إلى حدّ الاستفراغ، وعادة ما تُعاني النساء من هذا العرض لأول مرة خلال الحمل في الفترة الممتدة ما بين الأسبوع الرابع والسادس، وعادة ما يختفي الغثيان بانتهاء الأسبوع الثاني عشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق