-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الخميس، 23 أبريل 2020

فضل الاستغفار قبل النوم

فضل الاستغفار قبل النوم

الاستغفار

إنَّ الحديثَ عن الاستغفار في اللغة هو طلب المسامحة، واستغفر فلانٌ ربَّه أيْ طلب عفوَه وصَفْحَه، ويُعرّف الاستغفار في الاصطلاح على أنَّه دعاء الله تعالى وطلب العبد من ربّه العفو والمغفرة على ما ارتكبَ من ذنوب تُغضب الله تعالى، وهو عبادة من أعظم العبادات التي دعا إليها الكتاب وحثَّت عليها السنة النبوية، لذلك كانَ أجر المستغفرين عظيمًا عند الله تعالى، وكان الاستغفار سببًا في رفع كثير من النوائب التي يتعرَّض إليها العبد في حياته، وهذا المقال مخصصٌ للحديث عن فضل الاستغفار قبل النوم وسيتم المرور في هذا المقال أيضًا على بعض أدعية الاستغفار المستحبة.

فضل الاستغفار

يكمنُ فضل الاستغفار في الإسلام في كثير من الأشياء التي خصَّها الله للمستغفرين في كتابه العزيز، ومن أهم فضائل الاستغفار في الإسلام ما يأتي: [١].
  • ينبع فضل الاستغفار من مديح الله -سبحانه وتعالى- للمستغفرين في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [٢].
  • جعله الله تعالى صفة رئيسية من صفات المتقين، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [٣]، وفي هذه الآية تتضح أهمية الاستغفار ومكانة المستغفرين عند الله سبحانه وتعالى.
  • يكفِّر الذنوب والآثام؛ فالله الغفور الرحيم قال في كتابه الحكيم: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [٤].
  • يعدُّ الاستغفار أيضًا من أهم أسباب نزول الغيث والمطر، فقد ربطه الله تعالى برزق السماء من الماء، فقال في كتابه العزيز: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [٥].
  • ومن أهم فضائل الاستغفار في الإسلام أنَّه يبعد العذاب عن المستغفرين، قال تعالى: {وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [٦].

فضل الاستغفار قبل النوم

بعد ما وردَ من حديث عن الاستغفار وفضله في الإسلام، فإنَّ الحديث عن فضل الاستغفار قبل النوم يتيح الفرصة للمرور على ما وردَ من حديثٍ يميز الاستغفار قبل النوم من غيره، وبداية إنَّ من البديهي أن يكون فضل الاستغفار قبل النوم هو ذات فضل الاستغفار بشكل عام؛ أي أنَّه عبادة من أعظم العبادات التي تكفِّر الذنوب والخطايا والتي توجب هطول المطر والخير من السماء والتي تُبعد العذاب كما وردَ سابقًا، وفيما يخصُّ فضل الاستغفار قبل النوم فقد حثّت السنة الصحيحة على ضرورة الذكر والاستغفار قبل النوم، وهذا ما وردَ في حديث عبد الله بن الحارث وهو يحدّث عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين- قال عبد الله بن الحارث: "يحدِّثُ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ؛ أنه أمر رجلًا، إذا أخذ مضجعَه، قال: اللهمَّ! خلقتَ نفسي وأنت توفَّاها، لك مماتُها ومحياها، إن أحييتَها فاحفظْها، وإن أمتَّها فاغفرْ لها، اللهمَّ! إني أسألُك العافيةَ، فقال له رجلٌ: أسمعتَ هذا من عمرَ؟ فقال: من خيرٍ من عمرَ، من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" [٧].
وفي هذا المقام لا بدَّ من التنويه على أنَّه لم يرد في السنة النبوية أي حديث يتحدث عن أنَّه من نام وهو يستغفر أكملتْ عنه الملائكة الاستغفار، وهذا من الأحاديث التي لا صحة لها في السنة النبوية، ولكنَّ من الصحيح أنَّ ملائكة الله -سبحانه وتعالى- تستغفر لكلِّ من آمن بالله وأحسن العمل، والدليل على هذا في الكتاب والسنة: [٨].
  • في الكتاب: جاء في قول الله تعالى في الكتاب العزيز: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [٩].
  • في السُّنَّة النَّبويَّة: وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "الملائكةُ تصلي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه: اللهمَّ صلِّ عليه، اللهمَّ ارحمْه، ما لم يُحدثْ فيه، ما لم يُؤذِ فيه، وقال: أحدُكم في صلاةٍ ما كانت الصلاةُ تحبِسُه" [١٠]، والله أعلم

أدعية الاستغفار

بعدّ الحديث عن فضل الاستغفار قبل النوم فإنَّه لا ضير في المرور على بعض أدعية الاستغفار التي جاءت عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة النبوية، والتي كانَ يدعو بها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- ومن هذه الأدعية: [١١].
  • كان رسول الله يدعو الله تعالى فيقول: "اللهمَّ! اغفرْ لي خطيئَتي وجَهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني، اللهمَّ! اغفِرْ لي جَدِّي وهَزْلي، وخَطئي وعمْدي، وكلُّ ذلك عندي، اللهمَّ! اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به مني، أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ" [١٢].
  • ومن الأدعية التي كان يدعو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها هو دعاء سيّد الاستغفار، قال رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- لشداد بن أوس: "ألا أدلُّكَ على سيِّدِ الاستِغفارِ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، وأبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأعترفُ بِذنوبي، فاغفِر لي ذنوبي إنَّهُ لا يَغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، لا يقولُها أحدُكُم حينَ يُمسي فيأتي علَيهِ قَدرٌ قبلَ أن يُصْبِحَ إلَّا وجبَت لَهُ الجنَّةُ، ولا يقولُها حينَ يصبحُ فيأتي علَيهِ قَدرٌ قبلَ أن يُمْسيَ إلَّا وجبت لَهُ الجنَّةُ" [١٣].

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق