الشهوة الجنسية من وجهة نظر نفسية
يُجمع علماء النفس جميعًا أَنَّ كُل إِنسان لديه احتياج أساسيّ عاطفي وجنسيّ، وهذا الاحتياج أكثر عمقًا عند المرأة منه عند الرجل، فالمرأة لديها طاقة هائلة للحب، ومن المُتعارف أَنَّ المرأة كائن عاطفيّ يعشق قُبلات التقدير والحبّ، وإذا ظهرت المرأة بغير هذهِ الصورة فإنّ هذا الجفاف العاطفي مُكتسب وليس أصلًا في المرأة، فالمرأة لا تفضل أبدًا العلاقة الجنسية السرية والسريعة، بل تفضّل اللمسة الرقيقة والحضن الدافئ والقرب من الرجل بشكلٍ ودود مُفعم بالشوق واللهفة، وهذه الأشياء كُلها لا تقلّ لديها عن متعة مُمارسة العلاقة الجنسية التي توصلها للنشوة التي تشكّل ذروة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، وتاليًا حديث حول صفات المرأة الشهوانية، وتباين الشهوة الجنسيّة بين المرأة والرجل.اندفاع الشهوة الجنسية لدى المرأة
إِنَّ أول من فسّرَ الشهوة في علم النفس هو العالم النمساوي سيجموند فرويد مؤسّس مدرسة التحليل النفسي، فهو الذي أطلق عليها اسم الّلبيدو Libido، والأصل في معنى هذه اللفظة هو الشهوة الجنسية، التي تُسمّى أيضًا في علم النفس بالطاقة النفسية للغريزةِ الجنسية، فكل إنسان يولد بغريزةٍ جنسية، أي شهوة للجنس الآخر، وقد تنصرف إلى الطرف الآخر، فهي بالتالي تخدم النوع الإنساني، حيث إن الإنسان يبدأ حياته نرجسيًّا مُحبًا لذاته، وبعد أنَّ يبلُغ فإنّه يشتهي الجنس الآخر، وتَرِد هذه الشهوة من المناطق الشهوانية بالجسم وهي الفم والأعضاء التناسُلية، وبحسب فرويد فإِنَّ صفات المرأة الشهوانية ترجع إلى طفولتها غير المُشبِعة لاحتياجاتها الجنسية والعاطفية، أو المبالِغة في تقييمها جنسيًّا، وهذا يشبع حاجات المرأة العاطفية وقد تزيد من رغبتها الجنسية، وعند تعرّضِها لمواقف ترغب فيها بفرض سيطرتها فإنّها تتجه لمُمارسةِ العلاقة الجنسية.[١]ومن المُتعارف أن الرجل هو الأكثر تعبيرًا عن شهوته الجنسية، فذلك مقياسُ مدى رُجولتهِ وفُحولتهِ، أمَّا بالنسبةِ للمرأة فنتيجة الثقافة المجتمعية السائدة والخجل، فهي أقلّ حرصًا من الرجل في إظهار شهوتها الجنسية، ولذلك لم يكن من صفات المرأة الشهوانية إظهار هذه الغريزة الجنسية خوفًأ من نظرة الرجل والمجتمع إليها.[١]
أسباب الشهوة الجنسية المتزايدة لدى المرأة
إِنَّ من صفات المرأة الشهوانية الرغبة المُلحّة في مُمارسة العلاقة الجنسية بشكل مُستمر؛ لذلك قد تتحول هذه الرغبة من وصفها شهوة جنسيّة إلى وصفها اضطرابًا جنسيًّا ونفسيًّا، وترجع أسبابهُ إلى عدةِ عوامل:[٢]- الثقافة الجنسية الخاطئة حول كيفية إشباع الرغبات الجنسية.
- عدم إشباع الجانب العاطفيّ في طفولتها؛ إذ إنّ هناك علاقة بين الحالة النفسيّة والجنس.
- تعرّض المرأة في صغرها إلى صدمة قويّة، مثل التعرض للاغتصاب أو التحرش الجنسي.
- وجود اضطرابات النفسية تسبّب إفراط الشهوة لدى المرأة.
- التعرض المستمر للمُثيرات الجنسية التي تنشّط الرغبة والشهوة لدى المرأة.
- مُشاهدة الأفلام الإباحية، أو مشاهدة الوالدين أثناء ممارسة العلاقة الجنسية في الصغر.
- الاضطرابات الهرمونية، كزيادة هرمونات الغدة الدرقية، فذلك يُشعل الشهوة الجنسية لديها.
- مُمارسةِ العادة السرية بكثرة أثناء فترة المراهقة والشباب حتّى بعد الزواج.
- تناول الأطعمة التي تُحفز الشهوة الجنسية بكثرة.
صفات المرأة الشهوانية
إِنَّ رغبة المرأة الجنسية أقل انتظامًا من رغبة الرجل، وتختلف رغبتهما في قوّتها واستمراريّتها؛ لذلك فإنه عند توفّر المكان المناسب وارتفاع الخصوية والعواطف الرقيقة يُمكن للمرأة أن تستمتع بِشهوتها ورغباتها الجنسيّة بشكل أكبر، وكذلك أثبتت الدراسات أَنَّ هُناك تزايد الشهوة لدى المرأة ورغبتِها في إقامة علاقة جنسية قبل الدورة الشهرية وبعدها؛ حيث تكون إمكانية الإخصاب عالية جدًأ وذلك يحفّز الرغبة لمُمارسة العلاقة الجنسية، وتجدر الإشارة أنَّ الاستمتاع الجنسيّ يزداد مع الوقت فتتعلّم المرأة أَلّا تكبت تَجاوبها مع الرجل أثناء مُمارسة العلاقة، وكلما حصلت على استمتاع أعلى بالعلاقة زادت رغبتها وشهوتِها نحو الجنس، ومن صفات المرأة الشهونية أَنها تنظُر لزوجها أنّه بكامل رجولته ووسامته، وهذا الأمر يجعلُها مُندفعة نحوه بشكلٍ أكبر وتحتاج لتلبية رغبتها بمُمارسة العلاقة كُل يوم وليلة إِن أمكَنَها ذلك.[٣]تباين الشهوة بين المرأة والرجل
من صفات المرأة الشهوانية رغبتها المستمرة والمشتعلة اتجاه ممارسة العلاقة الجنسية، وهذا يؤدي إلى تباين في حدّة الرغبة بينها وبين رجُلها، وهذا يضغط على الرجل لتلبية هذه الرغبة، مما قد يجعلهُ ينفُر من العلاقة لأنه بدأ يشعر بفقدان الحماس والرغبة؛ بسبب انعدام اللهفة والشوق؛ فعندما يكون الرجل أكثر رغبة بمُمارسة العلاقة فإن هذا يُعطي المرأة شعورًا بأنها مرغوبة من قبل رجلها، أما عندما يكون ذلك من صفات المرأة الشهونية فهذا يؤدي لشعور الرجل بأنّه ناقص الرجولة، وبالتالي يُحمّل الرجل نفسه أكبر من طاقتهِ الفعلية، فيُكثر من مُمارسة العلاقة الجنسية، وبالتالي يُشعل رغبة المرأة أكثر دون أن يدري.[٣]لذلك، على المرأة الشهوانية أن تقدّر الضغوطات الحياتية التي يمرّ بها الرجل، وأن هذه الأعباء تؤثّر على رغبته بُممارسة الجنس؛ فهو يحتاج لبذل جهد وطاقة عالية أضعاف ما تبذل المرأة، وينبغي عليها تقدير مدى قدرة الرجل على أشباع رغبتها وشهوتها المستمرة، وإنّ أفضل وسيلة للمرأة للتغلب على شهوتها الجنسية المفرطة هي محاولة السمو بها وتوجيهها إلى أنشطة صحية آخرى كممارسة الرياضة، والابتعاد عن المُثيرات الجنسية، وإشغال أوقات الفراغ، بالإضافة إلى أنَّ محاولة المرأة مُمارسة العادة السرية لإشباع شهوتها يؤدي لزيادتها بشكلٍ قويّ.[٣]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق