-->

adcash790

-------popcash------- ‐-----------------

الأحد، 5 أبريل 2020

دعاء الخشوع في الصلاة

دعاء الخشوع في الصلاة

الصلاة

تُعدُ الصَّلاةُ، نقاءُ للروحِ وطهارةً لها، وهي اطمئنانٌ للنفسِ، بقربِها من خالِقِها، فهي الصِّلةُ بينَ العبدِ وربِهِ، ففي الصَّلاةِ يكونُ العبدُ بأصدقِ أحوالِهِ، فهو يقفُ متضرعًا، خاشعًا بينَ يدي مولاه، طالبًا منهُ الرضا والرحمة، وراجيًا منهُ المغفرة، وَكَلَّفَ اللهُ المسلمين بخمسِ صلواتٍ يؤدّونها في اليومِ والليلةِ، وفيها مِنَ التسبيحِ والتكبيرِ وذكرِ الله تعالى، والصلاةِ على نبيهِ، وهي العبادةُ التي حَظِيَّت في الإسلامِ بِمنزلةٍ، جَعَلتها العبادةُ التي لا يَسدُ مَكانها أَي عبادةٍ أُخرى، ولا يقومُ الدِّينُ إلا بها، قال رسول الله: "رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ"[١] وهي أُولىَ العبادات التي فَرَضها الله تعالى على نبيِهِ، وأُولى العبادات التي يحاسبُ عنها العبدُ يَومَ القيامةِ، [٢] ولأهميةِ هذه العبادة فسيأتي الحديثُ عن دعاء الخشوع في الصَّلاةِ.

دعاء الخشوع في الصلاة

وقوفُ العبدِ بينِ يدي الله، مكانةٌ عظيمةٌ، لذا يَنبَغي على المُسلمِ أنْ يستشعِرَ هذا الموقف العظيم، ويحرص على الخشوعِ فيها، وكانَ رسول الله، يحرصُ على تأديةِ الصَّلاةِ بخشوعٍ وطمأنينةٍ، وكانَ راحتُهُ في الصلاة، فكانَ يقول: "يا بلالُ أَقِمِ الصلاةَ، أَرِحْنا بها"[٣]،ورَسول الله هو قدوةُ كُلِّ مُسلم، فكثيرًا ما يبحثُ المسلمُ عن دعاء الخشوع في الصلاة، ليرتَقِيَّ بِصَّلاتِهِ، وتكون راحةً لَهُ كما وصفها رسول الله، والحقيقةُ أنَّهُ لم يَرِد في السُنَّةِ دعاء مخصوص للخشوعِ في الصَّلاةِ، ولكن مما فَعَلَهَ رسول الله، وفيهِ إعانةٌ على الخشوعِ، أنَّهُ كانَ يُطيل السجود، ويُكثرُ الدعاء فيهِ، ويدعو المُسلم بما شاء من الدعاءِ، فمثلًا يدعو بأن يَرزقهُ الله حسن الصلاة، ويُحبِبَ إليهِ السجود، فلا يعينُ العبد على طاعةِ الله إلا إذا أعانَهُ الله تعالى، يقول ابن تيمية: "تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}" فالخضوع لله والإكثار من الدعاء، والبُعد عن الذنوب والمعاصي، مما يعينُ على ذلك، ودعاءُ الخشوعِ في الصَّلاة، هو دعاء القرب من الله تعالى.[٤] وكذلك إذا دَخَلَ الصَّلاة، يحاول أن يحضرَ بقلبِهِ، ويسأل الله التوفيق ويستعينُ بهِ، ويدعوه بأن يعينه الله على الخشوع في الصَّلاةِ.[٥]

ما يعين على الخشوع في الصلاة

يُعدُ الخشوع في الصَّلاةِ من أسرارِ قبولها، يقول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[٦] فالخشوعُ في الصلاةِ، هو جضور ذهنِ المصلي في أقوالِهِ وأفعالهِ، واستشعارُهُ لعظمةِ الذي يقف أمامهُ، ومن بعضِ الأسبابِ التي تُعين على الخشوع في الصلاةِ ما يأتي:[٧]
  • أن يستعد المُسلم للصَّلاة، ويُفرغ نَفسهُ لَها، فلا يَنشَغل بما يُلهيهِ عنها، ومثالُ ذلك إسباغُ الوضوءِ قبل وقتِ الصَّلاةِ، وانتظارُ الصَّلوات وتأديتها في أوقاتِها، والحرصُ على الصَّلاة في مكانٍ مهيئٍ بِأَنْ لا يُشغل المُصَّلي، ولا يُلهيه، وروتِ عائشةُ أم المؤمنين أنَّه قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في خَمِيصَةٍ ذَاتِ أعْلَامٍ، فَنَظَرَ إلى عَلَمِهَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قالَ: "اذْهَبُوا بهذِه الخَمِيصَةِ إلى أبِي جَهْمِ بنِ حُذَيْفَةَ، وائْتُونِي بأَنْبِجَانِيِّهِ، فإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا في صَلَاتِي"[٨] ومن ذلك أيضًا، أن يُردد الأذان عند سماعِهِ، ويستغل فترة ما بين الأذان والإقامة بالدعاء.
  • استحضارُ عظمةِ اللِه تَعالى، واستشعارُ رهبةِ الوقوفِ بينَ يديهِ، وأنْ يدعوَ الله دعاء الخشوع في الصلاة من إعانتِهِ على ذلك.
  • التدبر في الصَّلاة، بحيث يعرِفُ المُصَّلِي ما يقرأ ويَستشعِرُ بِمخاطبةِ الله له، قال رسول الله فيما يرويهِ عن ربهِ: "قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ"[٩]

المراجع[+]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق