الحمل في الشهر السادس والجماع

الحمل في الشهر السادس

يصبح طول الجنين مع نهاية الشهر السادس حوالي 30 سنتيمترًا، ويزن ما يقارب الكيلوغرام الواحد، وتكون بشرته محمرّة ومتجعّدة، بينما تكون أوردته ظاهرة من خلال البشرة، وتبدأ بوادئ أصابع اليد والقدم بالظهور، كما تبدأ الأجفان بالبزوغ ولكن تبقى العينان مفتوحتان، وقد يستجيب الطفل للأصوات عن طريق التحرّك أو الزيادة في ضربات قلبه، وقد تشعر الحامل برعشات خفيفة صادرة من البطن عند فواق الجنين -أو حزقه-، هذا وعند ولادة الجنين في هذا الشهر، فإنّه -ومع الرعاية الفائقة- قد ينجو، وأثناء الحمل في الشهر السادس يمكن للحامل أن تقوم بكثير من مهام حياتها اليومية -كالعمل والرياضة وغيرهما- دون أن يتأثر الجنين بذلك.^[١]

علامات الخطر أثناء الحمل في الشهر السادس

هناك بعض الحالات في الحمل تتطلب الرعاية الطبية المباشرة، فعندما تعاني الحامل من أعراض الإسقاط أو التهديد به أثناء الحمل في الشهر السادس يجب عليها الاتصال مباشرة بالإسعاف لتقديم الإجراءات التي من شأنها إنقاذ حياتها وحياة جنينها، حيث تتضمّن أعراض الإسقاط ما يأتي: ^[٢]

• نزيف مهبلي ظاهر.
• ألم شديد في البطن أو في منطقة الحوض.
• خثرات أو تجمّعات لأنسجة لحمية، غالبًا ما تكون بلون رمادي أو زهري، تخرج من المهبل.

وعند خروج خثرات أو غيرها من الأنسجة من المهبل يُفضّل أن تحتفظ الحامل ببعضها في علبة بلاستيكية، وذلك لتقدّمها للطبيب من أجل التحاليل التي قد يطلبها، وذلك قد يساعد في تحديد المشكلة، ويمكن لبعض الحالات غير الإسعافية أن تتطلب التدخل الطبي، وذلك للتقييم وإعطاء الدواء المناسب، من هذه الحالات التهديد بالإسقاط، أو الإسقاط المبكّر، حيث تتضمن علاماته وأعراضه ما يأتي:

• التقلصات العضلية والألم في مركز البطن والمترافق مع النزيف المهبلي.
• الألم الشديد أو الذي يستمر لأكثر من يوم واحد، دون أن يترافق مع نزيف.
• النزيف الشديد الشبيه بنزيف الدورة الشهرية.
• البقع أو العلامات الدموية على الثياب والتي تستمر لثلاثة أيام أو أكثر.

الحمل في الشهر السادس والجماع

ليس هناك سبب لتغيير عادات الجنس بعد الوصول إلى الشهر السادس، إلّا في حال نصح الطبيب غير ذلك، فالإيلاج والجماع بشكل عام لا يؤثر على الجنين باعتباره محميّ بشكل جيد ضمن عضلات الرحم بالإضافة إلى الغشاء والسوائل المحيطة به، وقد يمنع الطبيب الزوجين من الجماع أثناء الحمل في الشهر السادس وما بعده في حال وجدت سوابق للإجهاض أو الولادات المبكّرة، ويمكن للحامل أن تعاني من اختيار الوضعية المناسبة عند القيام بالعملية، فبعد الشهر الرابع قد تشعر بالدوخة أو الدوار عند الاستلقاء على ظهرها، وهذا يعود إلى ثقل الجنين المطبق على الأوعية الدموية الكبيرة عن طريق جدار الرحم، وبالتالي ربّما ترتاح الحامل في بعض الوضعيات الأخرى، وبشكل طبيعي، لا يجب أن تشعر الحامل بأي آلام عند الإيلاج، وتحصل تقلصات بسيطة طبيعية لعضلة الرحم عند هزة الجماع، وعند كون هذه التقلصات متردّدة أو مؤلمة يجب استشارة الطبيب، بالإضافة إلى ذلك، يجب إيقاف العملية فورًا والاتصال بالطبيب عند حصول نزيف مهبلي غزير، أو عند سيلان ماء الجنين، بينما تعتبر البقع الدموية الصغيرة طبيعية. ^[٣]

التغيرات الجسدية في الشهر السادس

تحدث بعض التغيرات الجسدية في الثلث الثاني للحمل بشكل عام يمكن أن تستغربها الحامل، ولكن هذه التغيرات لها علاقة بنمو الجنين من جهة، وبتجهيزه للثلث الأخير الأقرب للولادة من جهة أخرى، فمن التغيرات الجسدية الحاصلة في الثلث الثاني للحمل ما يأتي: ^[٤]

• كبر حجم البطن والثديين: بينما يكبر الرحم لكفاية حجم الجنين الذي ينمو، يكبر حجم البطن بالترافق معه، كما أنّ الثديان يستمران في النمو والكبر.
• تقلصات براكستون هيكس: يمكن أن تشعر الحامل ببعض التقلصات غير المؤلمة والخفيفة وغير المنتظمة، والتي غالبًا ما تحدث أثناء الجهد الفيزيائي أو الحركة، وتدعى هذه التقلصات بتقلصات براكستون هيكس، حيث تساعد في بناء القطعة السفلية للرحم وتغيير وضعية الجنين، ولكن عند كون التقلصات مؤلمة ومنتظمة وعنيفة يجب استشارة الطبيب في الحال فقد تكون ولادة مبكرة.
• تغيرات في البشرة: يمكن لتغير الهرمونات في الحمل أن تزيد من عدد الخلايا الميلانينية في الجلد، ونتيجة لذلك يمكن ملاحظة بعض البقع البنية على الوجه -والتي تدعى بالكلف-، كما يمكن ملاحظة خط غامق في منتصف البطن.
• مشاكل أنفية: تقوم الزيادات الهرمونية بزيادة حجم الدم في الجسم، مما يجعل الأغشية المخاطية محمرّة ومتوذّمة، وهذا قد يقود إلى سهولة النزف منها والرعاف.
• مشاكل سِنّية: يجعل الحمل اللّثةَ أكثر حساسية للتفريش والتنظيف، وهذا يقود إلى النزوف الصغيرة، وتفيد المضمضة بالماء المالح واستخدام فرشاة ناعمة في تجنّب مثل هذه الحوادث.
• الدوخة: يغيّر الحمل من دوران الجسم الدموي ممّا يجعل الحامل تشعر بالدوخة، ويفيد شرب السوائل بكثرة إلى تخفيف هذا الشعور.
• التقلصات العضلية: يمكن للتقلصات العضلية أن تحدث بشكل شائع في الحمل، وغالبًا ما تحدث أثناء النوم ليلًا، ولمنع هذه التقلصات تُنصح الحامل بتمطيط الساقين جيدًا قبل النوم وممارسة الرياضة الخفيفة والإبقاء على النشاط الفيزيائي العام.
• المفرزات المهبلية: قد تلاحظ الحامل بعض المفرزات اللزجة الرائقة من المهبل، وهذا يعتبر أمرًا طبيعيًا.
• إنتانات المجاري البولية: تحدث هذه الإنتانات بكثرة أثناء الحمل، ولذلك يجب على الحامل الاعتناء بالنظافة الشخصية للمنطقة التناسلية، حيث يمكن لهذه الإنتانات أن تصبح شديدة وتصيب الكلى إن لم تعالج.

نصائح للحامل في الشهر السادس

هناك بعض النصائح الطبية والنفسية التي يمكن أن تساعد الحامل في الشهر السادس، حيث يمكن تحسين نوعية الحياة أثناء الحمل في الشهر السادس -وفي الثلث الثاني للحمل بشكل عام- باتباع ما يأتي: ^[٥]

• شراء أحذية شعر الجسم غير المرغوب.
• الحصول على جلسات منظمة من المساج، ويفضل أن يتم ذلك عن طريق أخصائيي المساج.
• النوم على الجانب بدلًا من النوم على الظهر، حيث يحسّن هذا الأمر من التروية الدموية للجنين.
• الانتباه إلى علامات المخاض المبكر.
• الوقاية من الإمساك بشرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات.
• تغيير وضعيات الجلوس من وقت إلى آخر.
• الإبقاء على حمية غذائية صحية وكافية.
• الحفاظ على النشاط الفيزيائي الجيد وعلى التمارين الرياضية البسيطة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل الخضوع لأي برنامج رياضي.