- مع كل تقدم علمي , فإن معرفتنا بهذا
العالم تزاد بسرعة فائقة , فاليوم نحن نمتلك الكثير من المعرفة العلمية
كأمر مسلم به , ولكن في الواقع تلك المعرفة عبارة عن نتائج قرون من
التفسيرات والتجارب التي قام بها إناسٌ عاديون وأطباء وعلماء , ولكن معظمهم
ارتكز في نظراياته العلمية على المعتقدات وليس البراهين العلمية , وقد
تجعلك تلك النظريات تضحك اليوم , وقد تجعلك مندهشاً , ولكن تلك النظريات
كانت في وقت ما جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس .
وإليك قائمة بـ 10 نظريات ومعتقدات مجنونة وغريبة آمن بها العلماء في وقت من الأوقات ...
1- نظرية الميازما لتفسير ظهور الأمراض
قبل ظهور نظرية جرثومية المرض , إعتقد
الأطباء والعلماء لقرون عديدة أن السبب المحتمل لوجود أمراض مثلا
الكلاميديا والكوليرا والموت الأسود هو ( الميازما miasma ) - وتعني الجو
الملوث .
ووفقاً لتلك النظرية فإن تلك الأوبئة ناجمة عن الهواء السيء الملوث المنبعث من المواد العضوية المتعفنة .
في العصور القديمة في أوروبا تم قبول
تلك النظرية وانتشرت على نطاق واسع في أوروبا , والصين , وجنوب شرق آسيا ,
حيث كان يُعتقد أن البخار السام أو الضباب مملوء بجزيئات من المادة
المتحللة المتعفنة .
تم تحدي نظرية الميازما من قِبل بعض
الأطباء مثل " جون سنو " , و " فيليبو باتشيني " , وتم دحض تلك النظرية
نهائياً عام 1876 , عندما أثبت " روبرت كوخ " أن بكتيريا Bacillus
anthracis تسبب مرض الجمرة الخبيثة , وبذلك ظهرت نظرية جرثومية المرض
واكتسبت موطيء قدم .
2- نظرية الجسور عابرة القارات
- في الوقت الحاضر يتفق علماء
الجيولوجيا في جميع انحاء العالم على حقيقة أن سطح الأرض ليس كتلة صلبة
واحدة , بل يتكون من العديد من الصفائح الساكنة والمنزلقة فوق طبقة الوشاح
في الكرة الأرضية تُعرف بالـ صفائح التكتونية .
ولكن قبل هذا القبول الواسع لنظرية
الصفائح التكتونية , اعتقد العلماء بأن القارات اتصلت ببعضها عن طريق جسور
برية مغمورة الآن تحت الماء .
وقد ظهرت نظرية جسور الأرض عندما لاحظ
الجيولوجيون أن بعض الحفريات والسمات الجيولوجية لقارة واحدة تتطابق مع
خصائص قارة أخرى , على الرغم من أن كليهما يفصل بينهما محيطات عظيمة .
بالإضافة إلى ذلك وجد العلماء احافير
العديد من الكائنات والنباتات الأرضية المتماثلة في قارتين او أكثر ,
ولتفسير أوجه التشابه هذه , طرح العلماء في ذلك الوقت النظرية القائلة بأن
هناك جسوراً للأرض ربطت بين تلك القارات معاً , ولكنها اختفت الآن تحت
أعماق المحيطات .
3- عدم غسل الأيدي قبل معاينة المرضى وبعدها
- قبل ستينيات القرن التاسع عشر ، لم
يغسل الأطباء أيديهم قبل معاينة المرضى ، وإذا إقترح أحد الأطباء غسل
الأيدي قبل التعامل مع المرضى , تعرض إلى السخرية من أقرانه , ففي عام 1865
، طبيب مجري يُدعى Ignaz Philipp Semmelweis تم إيداعه في مصحة نفسية لأنه
كان يعاني من انهيار عصبي والسبب أنه اقترح على الأطباء غسل أيديهم بعد
فحص المريض.
في تلك الأوقات ، لم تكن نظرية جرثومية
المرض مقبولة على نطاق واسع , ومن ثم ، لم يغسل الأطباء أيديهم بعد إجراء
تشريح للجثة وحتى بعد فحص مريض , ولم يتم غسل بياضات السرير والمعاطف
المخبرية , ولكن تم تنظيف الأدوات الجراحية فقط عندما قبل وضعها للتخزين.
أيضا ، في تلك الأوقات ، كان من
المفهوم أن يد الرجل النبيل هي دائما نظيفة , وبما أن الأطباء كانوا سادة
نبلاء ، فقد امتنعوا عن غسل أيديهم. لذا ، عندما اقترح Semmelweis أن
الأطباء يجب أن يغسلوا أيديهم ، تعرض للسخرية , وبعد وفاته ، ظهرت نظرية
الجراثيم ، وبحلول عام 1875 ، أصبح إلزاماً على الأطباء تطهير أيديهم
وتعقيم الأدوات دائماً
4- الزئيق مادة آمنة ويُستخدم كمطهر وملين قديماً
- ندرك اليوم أن الزئبق مادة سامة
للغاية وملوث بيئي ضار , ولكن في العصور القديمة استخدم الناس العاديون ,
وكذلك العلماء والأطباء " الفضة السائلة " على نطاق واسع حيث اعتقدوا انها
مادة خارقة تقضي على معظم الأمراض .
زادت شعبية الزئبق في تلك العصور بسبب
أنه في عام 210 قبل الميلاد أراد الإمبراطور الصيني " تشين شي هوانغ دي "
أن يصبح خالداً , ولذا أخذ جرعة او حبوب تحتوي على الزئبق من قِبل عالم في
قصره , ولكن تلك الجرعة أدت إلى وفاته في النهاية .
في القرن السادس عشر , اُستخدم الزئبق
على نطاق واسع في مجال الطب , وعلى مدى القرون الأربعة التالية , كانت
المركبات الزئبقية عنصراً أساسياً في الأدوية في كل الصيدليات الآسيوية
والأوروبية , حيث كان يُعتقد أن الزئبق
يعالج الإمساك , وبعضالأمراض المستعصية كمرض الزهري , كما يمكن استخدامه
كمطهر , ونتيجة لذلك مات عدد كبير من الناس بسبب التسمم بالزئبق , حتى في
التسعينيات تم استخدام الزئبق كمبيد للنطاف , ولا يزال يُستخدم في عيادات
الأسنان و ومستحضرات التجميل , والمحاليل الملحية , وقطرات العين .
5- الشخص سوف يختنق إذا سافر بسرعة أكبر من 30 ميلاً في الساعة بسبب الهواء .
- قبل اختراع السكك الحديدية , كان لدى
الناس أفكار سلبية للغاية ومضحكة إلى حد كبير عن أي شيء يتحرك بسرعة أكبر
من 30 ميلاً في الساعة , كما أُعتقد أن رحلة القطار قد تكون ضارة للدماغ ,
فالحركة المتقطعة للقطار يمكنها أن تدفع الشخص العادي إلى الجنون ,
والضوضاء يمكنها أن تُدّمر الأعصاب .
6- نظرية وجود عنصر الفلوجيستون
- قبل اكتشاف الأكسجين ودوره في
الاحتراق بـ 100 عام , اقترج العلماء نظرية الفلوجيستون - وهو عبارة عن
عنصر مثل النار , يتم تحريره خلال عملية احتراق الوقود , فالمواد التي يتم
حرقها في الهواء لابد أن تحتوي على مادة الفلوجيستون , كما كان يُعتقد أن
عملية التنفس تساهم في خراج الفلوجيستون من الجسم , وتم استخدام تلك
النظرية في فهم عمليات مثل الاحتراق والصدأ .
حتى سبعينيات القرن التاسع عشر , كانت نظرية الفلوجستون هي النظرية الأكثر قبولاً على نطاق واسع , حتى تم اكتشاف الأكسجين عام 1771 م .
7- لا توجد مساحة فارغة في الكون , وينتقل الضوء عن طريق مادة الأثير .
- وفقاً لعلوم العصور الوسطى , فإنه
كان يُعتقد أن كل المساحة الموجودة فوق الكرة الأرضية وحولها مملوءة بمادة
تُسمى " الأثير " , وتُعرف أيضاً باسم " الجوهر " , وكانت تُعتبر عنصراً
خامساً جنباً إلى جنب مع عناصر الأرض والرياح والنار والماء .
وكان يُعتقد أن تلك المادة تملأ الكون وتعمل كوسيط لانتشار الضوء عبر الفضاء .
وفي القرن التاسع عشر , أجرى العديد من
الفيزيائيين الكثير من التجارب ولكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي دليل
مادي يُثيت وجود الأثير , ولذا انتهت تلك النظرية بشكل كامل بعد نشر "
النظرية النسبية " لأينشتاين , حيث حلت النسبية العديد من المسائل النظرية
المتعلقة بمادة الأثير , ومنذ ذلك الحين , تم اعتبار أن الأثير مادة لا
وجود لها .
8- استخدام البنزين بعد الحلاقة ولغسل اليدين لرائحته الطيبة .
- في القرن التاسع عشر وأوائل القرن
العشرين , لم يعلم العلماء أن البنزين مادة مسرطنة , وهذا هو السبب في أنها
أُستخدمت على نطاق واسع , حيث تم استخدام البنزين كغسول بعد الحلاقة , وفي
عام 1903 أصبح البنزين شائعاً في الصناعات حيث تم استخدامه في إزالة
الكافيين من القهوة , وقبل 1920 كان يُستخدم كمذيب صناعي .
من الناحية التاريخية - كان البنزين
مكوناً مهماً العديد من المنتجات الإستهلاكية مثل الأسمنت المطاطي ,
ومزيلات الطلاء , ومزيلات البقع , حتى أنه تم استخدامه من قِبل الكيميائيين
لغسل أيديهم , ولكن عندما أصبحت سمية البنزين واضحة , توقف الناس عن
استخدامه رويداً رويداً .
9- نظرية التوالد الذاتي أو التلقائي
- منذ عدة قرون , إعتقد العلماء أن
الأجسام الغير حية يمكن أن تؤدي إلى ظهور كائنات حية عن طريق " التوالد
الذاتي " - هذه النظرية الغريبة ظهرت نتيجة ملاحظة الناس والمزارعون
والعلماء أن الحظائر الفارغة تمتليء بالفئران والجرذان فقط عندما يتم تخزين
الحبوب فيها , لذلك اعتقدوا أن الجرذان والفئران تولد من الحبوب , وبالطبع
أدى هذا الإعتقاد إلى استنتاج أن اللحوم الفاسدة تخلق الديدان والذباب ,
كما تؤدي التربة الموحلة إلى ظهور الضفادع والخنافس والديدان وغيرها .
انتشرت هذه النظرية بقوة حتى القرن
الثامن عشر , ولكن بعد ذلك توصل العلماء إلى حقيقة أن الكائنات الحية لا
يمكن إنتاجها بواسطة أشياء غير حية , وجاءت نهاية تلك النظرية في وقت لاحق
في القرن التاسع عشر , عندما اكتشف " لويس باستور " أن الكائنات الحية
الدقيقة مثل البكتيريا يمكنها أن تتواجد على الأشياء الغير حية وتتكاثر .
10- الإشعاع مفيد لصحة الإنسان .
- من الصعب التصديق انه في وقت من
الأوقات اعتقد العلماء فيه أن الإشعاع مفيد للإنسان , ولكن هذا بالفعل كان
رائجاً في اوائل القرن العشرين, وكنتيجة لهذا الاعتقاد الخاطيء , كانت هناك
العديد من المنتجات المشعّة المشهورة التي تم تسويقها باعتبارها مفيدة
للصحة , حتى في علاج أمراض مثل التهاب المفاصل والروماتيزم , وترواحت هذه
الأنواع بين تناول الماء المشع , وتنظيف الأسنان باستخدام معجون الأسنان
المشع الذي يُعتقد أن أنه يجعل أسنانك تتألق وتتلألأ , بل وصل الأمر إلى
الاستلقاء على الرمال الغنية باليورانيوم لتهدئة الآلام والأوجاع المزمنة .
استمرت تلك المعتقدات حتى الخمسينيات
من القرن العشرين , وقد كان من أحد المؤيدين الجريئين لسلامة الإشعاع هي
عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية " ماري كوري
" والحائزة على جائز نوبل , حيث رفضت الاعتقاد بمخاطر الإشعاع , على الرغم
من أنها عانت من العديد من الأمراض المزمنة التي سببها الإشعاع بما في ذلك
قرب العمى الناجم عن إعتام عدسة العين , نظراً للسنوات الطويلة التي كانت
تتعامل فيها كوري مع الإشعاع , لدرجة تخزين أنابيب الاختبار في أي مكان
حولها , في جيب معطفها تارةً أو درج المكتب تارةً أخرى , حتى في كتاب الطبخ
لديها , وكانت تلك الأنابيب تحتوي على مستويات عالية من الإشعاع خطيرة
جداً بجيث لا يمكن تخزينها إلا في صناديق مبطنة بالرصاص .
مصادر / top10hq - unbelievable-facts
حقوق الترجمة محفوظة لمدونة / عالم المعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق