دراسة تؤكد قدرة "أسماك الزعانف" على تلبية الاحتياجات الغذائية البشرية في المستقبل
Rasmus Loeth Petersen / Alamy Stock Photo |
توصلت دراسة
نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) إلى طريقة
جديدة للتنبؤ بمحتوى المغذيات في الأسماك التي لم يجرِ فحصها؛ إذ إن هذه
الملامح الغذائية ليست معروفة سوى في نسبة صغيرة من الأسماك البحرية.
وتبيَّن أن أسماك الزعانف يمكنها أن تلبي الاحتياجات الغذائية البشرية في المستقبل.
وتوفر
الأسماك مركَّبات غذائية ضرورية، تشمل البروتين والدهون وفيتامينات
متنوعة، وذلك على الرغم من أن السلالات تختلف بشكل جذري في كمية هذه
المركبات، وبالتالي في قيمتها الغذائية بالنسبة للإنسان. وقد أُجريت دراسات
معملية لاختبار محتوى المغذيات في أنواع قليلة من الأسماك؛ نظرًا لارتفاع
تكلفة الاختبارات.
يقول
"بابو فايلتا" -الباحث المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد،
والباحث الرئيسي في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": "من بين 371 سلالة
لأسماك الزعانف، لاحظنا أن محتوى المغذيات يتشابه في الأنواع وثيقة الصلة،
واعتمادًا على هذه المعلومات، تم توظيف البيانات المتعلقة بتاريخ نمو
الأسماك والعلاقة بين السلالات ومتغيرات أخرى مثل تفضيلات الموائل والنطاق
الجغرافي للتنبؤ بمحتوى المغذيات المحتمل لنحو 7500 سلالة أخرى لم يجرِ
فحصها من أسماك الزعانف".
وعن
سبب اختيار سلالة الزعانف، يقول "فايلتا": "إن هذه السلالة هي الأكثر
أهميةً من الناحية التجارية والغذائية في العالم، وخاصةً بالنسبة للمجتمعات
الفقيرة. وتنتمي 80.6% من إجمالي وزن الأسماك البحرية التي يقوم محدودو
الدخل بصيدها إلى هذه السلالة. وتمثل قاعدة البيانات، التي اعتمدت عليها
الدراسة واشتملت على 371 سلالة، نحو نصف مجموع حصيلة المصايد في العالم من
حيث الوزن، وهي تشمل جميع الأنواع الأكثر صيدًا بين الأسماك البحرية وعددها
22 نوعًا".
ومن
خلال هذا النهج، يمكن تحديد عائلات من الأسماك تمثل مصدرًا غنيًّا
بالمغذيات الضرورية المتنوعة في المستقبل. فعلى سبيل المثال، تشير الدراسة
الى أن "السمك الطائر" (Exocoetidae) والباراكودا (عائلة كبيرة من الأسماك
الضخمة المستطيلة الشكل، الفضية اللون، تغطي جسمها حراشف صغيرة، كما تتميز
بزعانفها الظهرية المتباعدة، وذيلها المشقوق، وهي تعيش في جميع البحار
والمياه الاستوائية)، وأسماك "السنوك" غنية بالبروتين رغم أن محتوى
البروتين لم يتم قياسه سوى في سلالة واحدة من كل عائلة منها".
وتُعَد
هذه التنبؤات ذات أهمية كبرى بالنسبة للدول النامية التي تعاني عجزًا في
مغذيات محددة وقدرة محدودة على الاختبار المعملي الشامل لمغذيات الأسماك.
وعن
كيفية تجميع بيانات التطور والنشوء لدى الأسماك، يوضح "فايلتا" أن "الشجرة
التطورية للنسب توضح علاقات التطور بين السلالات المختلفة"، مضيفًا أن
"السمات الجزيئية والكيميائية الحيوية والسلوكية والشكلية للجسم تُستخدم
لبناء تصور عن تطور السلالة. وتتمثل أقوى طريقة لتحقيق ذلك في مقارنة تسلسل
الجينات أو البروتينات بين السلالات، وكلما تشاركت السلالات في هذا
التسلسل، كانت أكثر صلةً بعضها ببعض".
ونظرًا
لعدم معرفة العلماء بمحتوى المغذيات لكثير من الأسماك، وعدم إمكانية تقدير
الخسائر الناجمة عن تدهور البيئات البحرية، وارتفاع تكلفة تقييم محتوى
المغذيات، فإن طريقة التنبؤ باستخدام الشجرة التطورية للسلالة تُعد طريقًا
مختصرةً لجمع المعلومات، وفق "فايلتا".
وتوصي الدراسة بتتبُّع التسلسل في سلالات أكثر خارج مجموعة أسماك الزعانف لتحسين دقة البيانات المأخوذة عن الشجرة التطورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق